اعتراف أحمد المغير بأن اعتصام الإخوان فى رابعة كان مسلحًا، يدشن منهج الجماعة فى احتراف الكذب منذ نشأتها حتى الآن، فبعد أن أشبعونا لطمًا وبكاءً بأن الاعتصام كان سلميًا، وأنهم لم يحملوا سلاحًا ولم يطلقوا رصاصة، قال المغير «أيوه، كان مسلحًا، أو مفترض أنه كان مسلحًا، ثوانٍ بس عشان اللى افتكر إنه كان مسلحًا بالإيمان أو عزيمة الشباب أو حتى العصيان الخشب، لا، اللى بتكلم عليه الأسلحة النارية كلاشات وطبنجات وخرطوش وقنابل يدوية ومولوتوف، ويمكن أكتر من كده، كان فيه سلاح فى رابعة كافى إنه يصد الداخلية، ويمكن الجيش كمان إلا أنه قبل يوم المجزرة بيومين كان 90% من السلاح ده خارج رابعة، خرج بخيانة من أحد المسؤولين من إخوانا اللى فوق».
ظلوا على مدى 50 عامًا يُقسمون بأنهم لم يحاولوا اغتيال عبد الناصر فى المنشية، وإنها كانت تمثيلية للتنكيل بهم، ولكن بعد 25 يناير تفاخروا علنًا بأن مجموعة انتحارية تتكون من محمود عبد اللطيف وهنداوى الدوير ومحمد النصيرى، هى التى قامت بالعملية. وبعد أن سجل الإخوان ما أسموه ملاحم التعذيب فى سلخانات عبد الناصر، ورصدت زينب الغزالى فى كتاب «حياتى» قصصًا يشيب لها الولدان، عن الكلاب المتوحشة التى كانت تنهش جسدها فى السجن الحربى، وجلدها بالسياط وتعليقها فى الفلكة وإغراقها فى حوض مياه.. اعترفوا بعد سنوات طويلة بأن الكتاب لا تعرف عنه زينب الغزالى شيئًا، وأنه من تأليف على جريشة، الذى أطلق العنان لخياله لشحذ الهمم ضد عبد الناصر.
الحمد لله إنهم حكموا مصر عامًا، ليعرف المصريون حقيقتهم، وإدمانهم الكذب كأساس ثابت فى منهج الجماعة، ولو أقسمت للناس إنهم يعتبرون مصر وطنًا بل محطة وصولًا للخلافة، ما كانوا يصدقون إلا بعد أن جربوا بأنفسهم وشاهدوا بأعينهم حجم المخاطر والأهوال التى أحاطت بوطنهم، إذا استمر الإخوان فى الحكم.
الخطر مازال كامنًا تحت الرماد، والذين تركوا رابعة مجبرين، هم الآن منتشرين فى القرى والأرياف والنجوع، ومخطئ من يتصور أنهم استسلموا للعيش فى أمن وسلام، أو أنهم تخلوا عن الخدع والأكاذيب وألقوا السلاح، إنها فقط فترة كمون تعودوا عليها، ولن يبرأ جسد الوطن من الداء، إلا إذا استمرت حالة اليقظة القصوى، لما يتم تدبيره من مؤامرات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة