سؤال يؤرقنى أمام كل أزمة كيف نقف ونتصدر لها بعد أن تمت؟! أو كيف نفكر ونبتكر ونترصد لها قبل الشروع فى الهجوم علينا؟! وآخر الأزمات هى حالات أزمة الثقة التى يتم الترويج لها فى أهم صحيفة اقتصادية بتبجح شديد واختراق لمشاعر المصريين!! فهل هى من باب الصدفة؟ أم هى جزء من الخطة؟
تأتى الكتابة والنشر لمقالات الإيكونوميست البريطانية فى نفس توقيت الزيارة المهمة لمفاوضات الصعبة لأعضاء الصندرق الدولى ومرحلة التعاقد باتفاق لتثبيت الاقتصاد المصرى بناء لدعوة مسبقة ومحدثات مطولة سابقتها، ربما كانت غير معلنة لعدد من أصحاب القرار والمسؤولين المصريين، إذن هى الرسالة الأولى والأخيرة لاستعراض القوة والقدرة للآخرين فى التأثير على قرار كل من يفكر أن يشارك أو يستثمر فى خطة النهوض المصرية المعروضة عالميا، إن كانت شركات أو دول أو منظمات، وهل هى ضمن مجموعة الأسلحة الحديثة التى تخرج علينا لتعرقل الأمل فى تحقيق الرؤية لعشرين تلاتين، التى نسعى بصعوبة للترويج لها والعمل على إنجاحها، أم هو نوع من رسالة الرد على بعض المقالات التى نشرت هنا من الصحافة المصرية والهجوم الإعلامى الصاخب بأسلوب مستفز ضد صندوق النقد الدولى من باب رفع راية الوطنية والضغط وتسويق الرفض لشروطه! عجبى، الصندوق يأتى بناء على رغبة ودعوة مصر وليس هو من محرمات هذا الزمان والاتفاق معه، هو حلال والجودة فيه تحدد بأفضل النتائج لعبور مرحلة الأزمات، وبأقل الخسائر هذا بناء على خبرة واجتهاد المفاوض المصرى، فربما هو أيضا قرر استخدام لبعض أدواته للرد والهجوم بأسلوب الإعلام اقتصادى الدولى المقروء، والضغط علينا عالميا لإعادة المواجهة لدفة الانحصار فى خانة الاحتياج! وبطريقة موجعة، نفتقد الكثير من أدوات الردع لها.
وللأسف علينا الآن أن نقر ونعترف بأننا فشلنا فى إيجاد إدارة إعلامية متميزة للأزمة الحالية فى مرحلة حرجة ومهمة من التحولات الإقليمية، وعلينا المواجهة والتغيير فى استخدام الأسلوب والمضمون، وأن ندرك أن حرب التحدى والبقاء مازالت مستمرة، وبأساليب متطورة، وبعمليات متنوعة من السطو السياسى على كل الإيجابيات لتشوية صورة مصر، وإضعاف إرادة المصريين، وبنشر حالات الإدمان اليومى لنماذج الإحباط، والغضب المجسم بالشكوى اليومية، والواقعية، والمؤلمة من الضغوط النفسية والاقتصادية، كل ذلك يحدث فى ظل غياب تام لخطوط الدفاع المحترمة والمحترفة والحديثة التى تحمل فى داخلها نوعية من البشر المتمكنين لمواجهة عدد من نقاط الضعف المحددة، وهى الإدراك للمخاوف والسرعة فى التوضيح والرد، والردع والمبادرة بالإعلان والشرح.
عجبى عليكم أيها المسؤولون، فهل مازال المطلوب فقط النواح والتطبيل أم هو الصبر والهدوء أوالاستسلام والتجاهل؟!
والأمل فى أن المرحلة القادمة تحمل خططا من محطات وبرامج إعلام جديد قد يفلح يوما من سيعين فيها على الصد والرد؟! وحتى يأتى ذلك اليوم علينا أن ننتظر ونخسر مساحة من الثقة الاقتصادية والمصداقية السياسية لكل لحظة تمهل أو ترهل فى الأداء لأهم ملف مصرى بعد الإرهاب، ونتحدث فقط مع أنفسنا ولأنفسنا، ويا ريت نجد من المستوعبين وللعلم أن التأخير جزء من خسارة لسمعة مصر والمصريين.
والحل بالكلام والعتاب بأن يبقى دائما حتى إن كان واقعا مريرا فقد أصاب الملل كثيرون وبتقديم دور الضحية وتحت مظلة المؤامرات للإخوان إن كانوا جماعات من المتآمرين أو الشياطين المترصّدين لنا بمحاولات الاختراق والتدمير لمصر؟! ووضع كل العقاب والحساب والعتاب بالكلام على مؤسسة الخارجية، أو التقصير المعروف على هيئة الاستعلامات التى تحترف التخزين لبعض الموظفين غير المؤهلين، ولا تليق اليوم بأدواتها وقدراتها بهذا الزمان، إذن حتى الآن قد لا تجد الضمان لعدم تكرار هذا الهجوم والتشويه المستمر بعمليات لتكسير العظام سوى أسلوب الصد والمقاومة بالكلام والإغراق فى الإحباط أمام الهجوم الإعلامى والاختراق الذهنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة