ماجدة إبراهيم

الحل.. كورسات فى النخوة!

السبت، 09 يوليو 2016 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أن يأتى العيد أو تكون هناك مناسبة سعيدة إلا ويكون الاحتفال بها عن طريق التحرش الجنسى الذى تكون بدايته لفظية وتتطور لتطاول الأيدى وتلمس وتتعدى الحدود.. وكأن الشباب والصبيان لا يجدون تعبيرا أحط ولا أحقر من ذلك التصرف المشين ليعبروا عن أستقبالهم للأعياد!!

فى الخمسينيات والسيتينيات وصولا الى التسعينيات، كنا لا نسمع عن هذا التعبير الخادش للحياء ألا وهو «التحرش الجنسى»، حتى لو سمعنا عنه كانت هناك فئه منحرفة قليلة جدا توجه إليهم أصابع الأتهام.. وتكون العقوبة دائما حلق شعر الرأس!!

ومع بداية الألفيه الثالثه تجرأت فئات من المجمتع وتطاول أغلبها، وكأن الموضوع أصبح امرا عاديا ولا أحد يقف موقفا إيجابيا رادعا، حتى القوانين لم تؤخذ بجدية، بل إن التطاول جاء من بعض رجال الشرطة أنفسهم.

وينظر إلى المرأة دائما نظرة المدانة، لأنها فكرت من البداية أن تنزل إلى مدرستها أو قررت أن تعمل لتعول أسرتها، تلك النظرة الدونية التى خالفت كل الشرائع السماوية وانتهكت كل المحاذير الأخلاقية.
وللأسف تحتل مصر المرتبة الثانية فى نسبه التحرش الجنسى على مستوى العالم بعد أفغانستان.. نحن هنا فى بلد الأزهر، بلد الحضارة تحول شبابنا ورجالنا إلى متحرشين بدرجة امتياز.
والسؤال.. أين الخلل؟

لا أعتقد أن فتيات مصر أو نساءها هن السبب فيما آلت إليه أخلاق شبابنا، وكل الأسباب التى تشير إلى الظروف الاقتصادية المتدنية وتأخر سن الزواج والكبت الجنسى هى أسباب واهية وغير دقيقة، ففى حالات التحرش الجنسى التى تحدث فى العمل يكون الرجل غالبا متزوجا ويتحرش بسكرتيرته لفظيا وربما جسديا.

وما يحدث فى المدارس من تحرش الأساتذة بالطالبات، يكونون أيضا إما متزوجين أو جربوا الزواج من قبل، حتى ما يحدث فى شوارعنا نجد أطفالا دون سن البلوغ يتحرشون بسيدات كبار وفتيات كنوع من القهر لضعف المرأة فى عدم النيل من انحطاط هذه الأخلاق.

الحقيقة تفتح أنيابها وتطل علينا بما هو أخطر، ألا وهو فساد الأخلاق وبشاعة النيات وانحدار الثقافات.
فالغريب حقا أن من تتعرض للتحرش هى من تخفى جسدها أكثر مما تظهره.

ورغم كل الدراسات التى حاولت أن تفند وتدرس هذة الظاهرة القاسية فى مجتمعنا، فإنها لم تجد سببا لذلك إلا فساد الأخلاق وانهيار القيم والنظرة القاصرة للمرأة.

وفى السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ ثورة يناير 2011، ومشاركة المرآة فى الثورة بصورة كبيرة، عادت المطالبات الحقوقية بتجريم ظاهرة التحرش الجنسى وإدانتة فى محاولة لتغليظ عقوبته ما بين الحبس ودفع الغرامة الا أن الظاهرة مازالت متغلغلة تحتاج الى استئصالها من النفوس المريضة التى لا تحترم المرأة وهى الأم والأخت والزوجة.

وحتى لا أكون ظالمة فهناك كثير من الجهد المبذول من قبل بعض المنظمات الأهلية فى التوعية وكيفية مواجهة الظاهرة وعلاجها، لكنها بصورة ليست واسعة، وأنادى هنا ألا تقتصر التوعية على النساء والفتيات كيف يدافعن عن حقهن فى الاحترام وعدم أنتهاك أجسادهن وألا يخشين الأعتراف بتعرضهن للتحرش أو حتى مواجهة التحرش بالعنف والردع..ولكن أن تشمل الشباب والصبيان والرجال، نعيد صياغة مفاهيم قد ماتت بداخلهم منها مفهوم احترام المرأة.

وتقدير خصوصية الفتاة وتقديس جسدها، فهى جزء من عائلتك فهى أمك وأختك وزوجتك، لابد أن يقتنع الرجل أن ما يفعله اليوم فى أى فتاة جارته أو زميلته فى العمل أوحتى رآها فى الشارع سيفعله غدا رجل غيره فى أقرب الناس إليه.

كما أطالب بأن يأخذ شبابنا كورسات فى النخوة.. كيف تكون رجلا حرا.. وأتساءل: أين ذهب ابن الحتة؟
الذى يتصدى لمن يتطاول على بنت حتته.. هل باتت هذه المصطلحات بائدة عفى عليها الزمن أم أننا فقدنا قدرتنا على معرفة العيب وأن نفرق بين ماهو صحيح وما هو خاطىء.

لابد أن يدرك المجتمع بشقية رجالا ونساء أننا ولدنا أحرارا، وأن العبودية قد انتهت، فما يلاقيه نساء مصر فى شوارعنا ومكاتبنا ومدارسنا لا يمت للإنسانية بصلة، إنها العبودية فى أحط صورها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة