كرم جبر

«لما الشعب يأمر الجيش يلبى النداء»

الثلاثاء، 05 يوليو 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تركيبة الجيش المصرى صورة طبق الأصل من تركيبة الشعب المصرى.. أبناء العمال والفلاحين والموظفين والمدرسين والأساتذة والأغنياء والفقراء والمسلمين والأقباط، وكل فئات الشعب المصرى يشكلون كيان الجيش، لا شيع ولا أحزاب ولا طائفية ولا طبقية، بل مزيج رائع ومتجانس، لا يرفع إلا علم مصر، ولا يؤدى التحية إلا لمصر، ويرسم على قلبه وجه الوطن، وعندما تلوح فى الأفق بوادر الخطر، هو الدرع والسيف والمنقذ، يلبى النداء ويهب للدفاع عن الشعب.

فى حرب أكتوبر المجيدة، تعانق الهلال والصليب وحارب فؤاد عزيز غالى «الفرقة 18 مدرعات»، بجوار عبد رب النبى حافظ «الفرقة 16 مشاة»، وارتوت أرض سيناء الغالية بالدماء الطاهرة لمحمد ومرقص، صورة طبق الأصل من وحدة النسيج الوطنى، والتعايش الآمن المطمئن بين عنصرى الأمة، وعندما حاولت عصابة الإخوان الشريرة أن تشعل الفتن الطائفية، احترقت بنارها وزادت لحمة الأقباط مع المسلمين فى كيان الوطن، وتأكدوا أن الاستقواء بمصر هو الحماية والقوة، واكتشفوا خدعة أمريكا والغرب فى اللعب بورقة الأقباط للضغط على مصر وابتزازها سياسيا.

جيش مصر لا ينحاز إلا لشعب مصر، وأتذكر محمد نجيب عندما صعد على «المحروسة» لوداع الملك فاروق بعد خلعه من العرش، قال له عبارة خالدة «لقد وقف الجيش معك ضد الإنجليز عندما حاصروا القصر سنة 1942، لأن الشعب كان معك، والآن يقف الجيش ضدك ويطالبك بالرحيل، لأن الشعب لا يريدك»، وعندما تنحى عبد الناصر عن الحكم بعد هزيمة يونيو، وقف الشعب فى ظهر الجيش فى معركة إعادة بناء القوات المسلحة، لأنه كان يريد من زعيمه ألا ينكسر وأن يستكمل المشوار، حتى تحقيق النصر ومحو عار الهزيمة.

الجيش هو البطل المنقذ الذى تنشق عنه الأرض فى أوقات المحن، وتجسد هذا المعنى النبيل بصورة واضحة بعد 25 يناير، عندما أرادت عصابة الإخوان الإرهابية أن تروع الشعب، وتنفذ نفس سيناريوهات الجحيم العربى، ووقف لهم الجيش بالمرصاد متصديا لمؤامرات هدم مؤسسات الدولة، وقام بتأمين مؤسسة الشرطة وتوفير الحماية لها، حتى نهضت من كبوتها واستردت عافيتها، ووقفت مدرعات الجيش تحمى المحكمة الدستورية العليا ودار القضاء العالى ودور المحاكم، وتصدت للهمج الذين حاصروا مدينة الإنتاج الإعلامى ومقار الصحف، وقويت قلوب القضاة والإعلاميين لأن هناك جيشا يحميهم.

جيش مصر صورة طبق الأصل من شعب مصر، والشعب بطبيعته يرفض العصابات المسلحة والميليشيات التى أشعلت حروبا أهلية فى دول الجحيم العربى، وعندما تأكد الإخوان أن الجيش عصى عليهم ويستحيل أخونته، حاولوا استنساخ تجربة الحرس الثورى فى إيران، وظهرت فى الشوارع ميليشيات الشاطر وأبو إسماعيل، مدججين بالأسلحة والمتفجرات وأدوات التعذيب، واعتدوا على المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد فى المقطم، وعلى أسوار الاتحادية وفى العباسية ورمسيس وأماكن أخرى كثيرة، وكان الدرع والسيف والمنقذ هو قوات الجيش، التى تهرع فى دقائق معدودة لحماية الشعب من بطش الإخوان.

الناس الآن يشعرون بالأمان والطمأنينة، عندما يشاهدون قوات الجيش تتحرك لتأمين البلاد فى المناسبات المهمة، فيلتفون حول الضباط والجنود والدبابات والمدرعات، ويتبادلون معهم التحية والتقاط الصور التذكارية، لأن هذا الجيش نزل من أجلهم وتأمين سلامتهم وحياتهم وممتلكاتهم، والمصريون شاهدوا بأعينهم وعاشوا بأنفسهم، أسوأ أيام الفوضى والقلق والخوف، وكانوا لا يأمنون على أنفسهم فى الشوارع والمواصلات والبيوت، وأوشكنا أن نصبح مثل اليمن وليبيا وسوريا والصومال، فانشقت الأرض عن المنقذ، ولخص الرئيس السيسى الصورة فى جملة واحدة «لما الشعب يؤمر الجيش يلبى النداء».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة