نقلا عن العدد اليومى...
على الرغم من أن الملاهى الشعبية تعد أحد مصادر البهجة للعديد من الأسر المصرية البسيطة، فبضعة جنيهات قد تشترى بها وقتا سعيدا لأطفالك، إلا أن هذه الأوقات السعيدة التى يحاول البسطاء اقتناصها وسط ضغوط الحياة، وقد تتحول الملاهى إلى مصدر خطر ورعب تسرق فرحة البسطاء وأحيانا حياتهم.
وفى الفترة الأخيرة تزايدت حوادث وفيات وإصابات الأطفال بسبب الإهمال وتهالك معدات الملاهى الشعبية والحدائق العامة وآخرها حادث وفاة طفل بحديقة الفردوس بالعباسية، بسبب سقوط إحدى ألعاب الأطفال، مما أدى إلى وفاته وإصابة 7 آخرين.
«اليوم السابع» قامت بجولة ميدانية على عدد من ملاهى الأطفال فى المناطق الشعبية فى منطقتى إمبابة والوراق، وكشفت هذه الجولة استمرار غياب وسائل الأمان عن العديد من الملاهى الشعبية حتى بعد وفاة طفل وإصابة آخرين فى حادث حديقة الفردوس، مما ينذر بمزيد من الحوادث ونزيف الدم فوق ألعاب الأطفال الساعين لاقتناص لحظات من السعادة.
ملاهى الوراق «اركب وأنت وحظك»
وفى منطقة الوراق تتراص ألعاب الأطفال إلى جوار بعضها مُشكلة فيما بينها مدينة ملاهى، على ضفاف النيل بمنطقة الوراق التابعة لمحافظة الجيزة، فسعر التذكرة لا تتجاوز قيمتها 2 جنيه، وتبلغ قيمة تذكرة كل لعبة من الألعاب السبعة الموجودة بالملاهى 4 جنيهات.
أثناء تجولك بمنطقة الملاهى تلاحظ عدم وجود أى وسيلة من وسائل الأمان أو السلامة أو الحماية من المخاطر سواء طفايات حريق، أو إسعافات أولية فى حال إصابة أى من الأطفال موجودين.
يقف العديد من الأطفال بجوار ذويهم، انتظارا لاستقلال «العجلة الدوارة» أو «لعبة السيارات» أو «الكراسى الدوارة»، إلا أن تلك الرحلة قد تنقلب رأسا على عقب، بسبب ضيق المساحة المخصصة لمنطقة الألعاب، بالإضافة إلى الزحام الكبير بين الأطفال.
يقول المهندس محمد أحد رواد منطقة الملاهى: الزحام ليس وحده العائق الذى قد يؤدى إلى فشل أى محاولة للإنقاذ فى حالة وقوع أى حادث، ولكن عدم وجود أى لافتات إرشادية توضح أبواب الدخول والخروج، مما يصعب عمليات الإنقاذ.
وعن خطورة الألعاب يقول «محمد»: قرب الألعاب من بعضها مع سرعة بعضها الآخر، قد يتسبب فى حدوث بعض الإصابات وخصوصا مع تهالك الألعاب، كما أن بعض الألعاب ليس بها وسائل الأمان، وعلى الرغم من السلبيات الموجودة بالملاهى الشعبية لكنها تعتبر الملاذ الوحيد للأطفال والأسر لقضاء أوقات الإجازة، فهى أقرب و أرخص سعرا.
فى إمبابة مش مهم حياتك المهم تدفع التذكرة
وفى حى إمبابة وبالقرب من المعهد الحركى «شلل الأطفال» توجد حديقة طلعت حرب أحد أهم المتنزهات للمئات من الأسر البسيطة فى إمبابة الذين يلجئون إليها فى المواسم والأعياد نظرا لموقعها المتميز، حيث توجد على ضفاف النيل إلى جانب وجود عدد من الألعاب التى تتميز برخص ثمنهاو حيث لا يزيد سعر التذكرة بها عن 5 جنيهات فقط. لا تتوقف حركة الأطفال داخل القطعة التى تم استقطاعها من المساحة الخضراء للحديقة لوضع عدد من الألعاب التى يقبل عليها عشرات الأطفال الذين يقومون باستخدام تلك الألعاب بعد تحصيل الرسوم منهم وهى المهمة التى يتولاها مالك الألعاب بنفسه، ويقوم على معاونته عدد من المساعدين لمنع التسلل إلى الألعاب بدون تذكرة، تاركين مهمة تأمين الأطفال ومساعدتهم أو مراقبتهم أثناء استقلال الألعاب لأولياء الأمور.
تتكون الملاهى من 9 ألعاب منها القطار الكهربائى ولعبة الفنجان الدائرية والسيارات المتصادمة.
ومن حديقة طلعت حرب إلى «ملاهى أبيدوس» التى توجد فى نفس الحى، حيث لا تختلف الصورة كثيرا من حيث الاختفاء الكامل لوسائل الأمان واللوحات الاسترشادية سواء المتعلقة بتوضيح المداخل والمخارج أو الاشتراطات الصحية لمرتادى هذه الألعاب التى يقوم بتشغيلها عدد من الصبية والأطفال.
اشتراطات الأمان والسلامة حبر على ورق
وإذا كان هذا هو حال الملاهى الشعبية على أرض الواقع إلا أن القوانين والاشتراطات التى وضعت لتنظيمها وضمان أمانها وسلامتها تبتعد كثيرا عن هذا الواقع، حيث أدى غياب الرقابة إلى أن تصبح هذه الاشتراطات مجرد حبر على ورق بدلا من أن تكون وسيلة تضمن حماية الأطفال واستمتاع الأسر دون حوادث.
وبحسب مصطفى مفتاح، خبير السلامة المهنية، فإن تعليمات السلامة والصحة المهنية التى نص عليها قانون العمـل رقـم 12 لسنة 2003، فإن منطقة الألعاب يجب أن يتحقق فيها عددا من الاشتراطات، على رأسها: ألا تقل مساحتها عن 2000 متر مربع، وأن يتم تزويدها بعدد مناسب من طفايات الحريق وخراطيم المياه والعلامات الاسترشادية لبيان المداخل والمخارج فى حالات الطوارئ.
كما تنص مادة 212 بإلزام المنشأة وفروعها بتوفير وسائل الوقاية من المخاطر السلبية التى تنشأ أو يتفاقم الضرر أو الخطر من عدم توافرها، كوسائل الإنقاذ والإسعاف والنظافة والترتيب والتنظيم بأماكن العمل» هذه الاشتراطات
ومن جانبه قال منير أنور رئيس حى شمال الجيزة، إن الحدائق ومنطقة الألعاب الموجودة يتم تأجيرها من خلال الحى عبر مزاد علنى، مضيفا لا تنقطع علاقة الحى عن المكان الذى تم تأجيره، ولكن تكون هناك سلطة رقابية، تنفيذا لما جاء فى عقد الإيجار حيث تتم رقابة مزدوجة من مدير إدارة الحدائق أو بعض الموظفين العاملين بالحديقة والتابعين للحى وتكون مهمتهم الإبلاغ عن أى مخالفة للعقد وفى هذه الحالة يتم فحص المخالفة، وتوقيع الجزاء المناسب وذلك بحسب خطورتها، موضحاً أن لائحة العقوبات، تبدأ بالإنذار وقد تنتهى بفسخ العقد ومصادرة مبلغ التأمين وإجراء مزاد على حساب المستأجر، الذى تم فسخ عقده، وذلك فى حالة ارتكاب مخالفات جسيمة.
موضوعات متعلقة...
بالصور.. "اليوم السابع" يكشف النقاب عن كوارث "ملاهى البسطاء".. غياب اشتراطات الأمان والسلامة عنها بالحدائق العامة.. عدم وجود لوحات استرشادية وتعليمات الركوب والسن المسموح به.. ومسئولو التشغيل "صبية"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة