أختلف بشدة مع فتوى الدكتورة سعاد صالح الخاصة بـ«أسيرات الحرب»، فمضمونها كارثة كبرى وتلحق أبلغ الضرر بالإسلام والمسلمين، ويا ويل أمتنا من أمثال هذه الآراء، صحيح قالت هذه الفتوى منذ عام وأحدثت ضجة كبيرة، ولكن عادت لتأكيدها على قناة «الحياة» منذ عدة أيام، ويتم ترويجها الآن على نطاق واسع، فى مواقع التواصل الاجتماعى، مما يحتم ردا وتوضيحا من الدكتورة، حتى لا يتم تضخيمها واستغلالها، لتضعنا فى مصاف الأمم التى تدعو للتخلف والرجعية، ولم أكن أتمنى أن تجىء على لسان أستاذة الفقة المقارن بجامعة الأزهر، فى قضية لا وقتها ولا أوانها، وتفتح أبواب جهنم لإتهام المسلمين بالوحشية والعنصرية.
قالت فى فتواها، إنه يجوز للمسلم أن يستمتع بأسيرات الحرب كما يستمتع بزوجته، بغرض إذلالهن فى الحروب المشروعة بين المسلمين وغيرهم، ثم ضربت مثالا بالحرب مع إسرائيل، وأكدت أنها مستحيلة ولكن إذا وقعت ينطبق ذلك على الأسيرات الإسرائيليات.
لا يرضى مسلم ولا مسيحى ولا يهودى ولا حتى كافر، أن تطبق إسرائيل نفس القاعدة على الأسيرات الفلسطينيات، أو أن تتذرع دولة الاحتلال بمثل هذه الفتاوى، لثبت للعالم أنها تقتل الأبرياء والنساء والعجائز الفلسطينيين، لتحمى نفسها ونساءها من الأسر والاغتصاب، وأنها فى حالة دفاع شرعى، فتلقى قبولا واسعا لدى الرأى العام العالمى، وتخلق عداءً وكراهية تمتد آثارهما، إلى المسلمين والمسلمات المقيمين فى الغرب واوربا، لأن فيهم من يستبيح نساء الآخرين تحت شعار الحرب المشروعة، إيذانا بالعودة إلى أسوأ حروب التاريخ بشاعة وهمجية.
مثل هذه الفتاوى تستخدمها داعش لأسر وسبى واغتصاب النساء، وبيعهن فى أسواق النخاسة والرقيق، وباستخدام المخدرات والتضليل استطاعوا أن يغسلوا مخاخ سفاحيهم خصوصا الشباب، بأنهم يخوضون حربا مشروعة لإقامة الخلافة الإسلامية، واستعادة الشريعة وتطبيق الأحكام والحدود، ولا فرق عندهم بين المسلمين من غيرهم وأصحاب الديانات الأخرى، وأتمنى أن يتسلح الأزهر بروح الإسلام الصحيح، ويعلن أنهم كفار ومرتدون وخارحون عن شرع الله ومفسدون فى الأرض، ولا يختلق لهم أعذارا بأنهم يقيمون الصلاة ويرفعون الأذان، فمن يقتل ويغتصب ويحرق ويتاجر بالنساء لا صلاة له وهو خارج عن شرع الله، ومن العار والخحل أن يكونوا فى عداد المسلمين.
نحن الآن فى القرن الواحد والعشرين، ولسنا فى أيام الفتوحات الإسلامية الأولى، لنستنبط أحكاما وشرائع كانت مباحة فى ذلك الوقت والأوان، وبدلا من إزهاق العقل والفكر فى كهوف التخلف والظلامية، كان الأحرى أن تتقد العقول والأفكار لتجديد الخطاب الدينى، وإعلاء روح الإسلام السمحة وتعاليمه التى تحض على التسامح والتعايش السلمى ومكارم الأخلاق، أما أن نفترض أن حربا حتى لو كانت مستحيلة، يمكن أن تنشب بين المسلمين وإسرائيل، فتبيح لقواد الجيوش الإسلامية أن يستمتعوا بالإسرائيليات كالزوجات لإذلالهن، فهذا نوع من القياس الفاسد الذى تستنبط منه أحكاما أكثر فسادا.
المسلمون لم يدخلوا حروبا، حتى لو تعرضوا للعدوان، من أجل النساء ولكن لنشر الدعوة الإسلامية، والإسلام دين التحضر ومكارم الأخلاق وليست إباحة الاستمتاع بنساء الأعداء، ومن واجب من يتصدى للفتوى أن يكون هاديا ومرشدا، وأن يتعامل مع مثل هذه الاستفسارات المفخخة بمنتهى اليقظة والحرص والانتباه، وأن يبتعد عن الاجتهادات إلى تضر البشر، لأن ديننا الحنيف يحض على أن نعلم الناس ما ينفعهم.
أعرف أن الدكتورة سعاد صالح كانت تجيب عن سؤال، ويمكن أن تقول إن كلامها تم اقتطاعه من السياق، ولكنى شاهدت الفيديو عدة مرات ولم أنقل عن غيرى.. وختاما أقول لها إن أول المعترضين هذه الفتوى هم زوجات المسلمين، فلن تقبل واحدة منهن أن يذهب زوجها للحرب ضد الأعداء، حتى ولو كانت مستحيلة، ليستمتع بغيرها بغرض إذلالها، فهذا إذلال للزوجة التى تنتظر على أحر من الجمر عودة زوجها، ليضمها فى أحضانه، لا أن يتشتت قلبه ووجدانه بامرأة أخرى.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود صالح
من اولى من الازهر بالعقول الذكية المستنيرة المبدعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الله
ليس إستمتاعاً بأسيرات , ولكنه زنا و"خلطاً للأنساب" !