الأصوات الحنجورية ومجاريح جماعة الإخوان الإرهابية، هم الذين أطلقوا سهام الهجوم على وزير الخارجية سامح شكرى، بسبب زيارته لإسرائيل، واستدعوا مخزون الشعارات القديمة الكاذبة التى يطلقونها منذ زيارة الرئيس السادات للقدس، وكانت سببا فى ضياع القدس والجولان، ودخول القضية الفلسطينية ثلاجة التجميد، وتجاهل هؤلاء الحمقى أن مصر تربطها معاهدة سلام بإسرائيل وعلاقات دبلوماسية وسفراء، وتتصرف فى النور والعلن وليس فى الغرف المغلقة، كما يفعل غيرها من محترفى النضال بالشعارات الكاذبة.
زيارة شكرى لإسرائيل جاءت فى توقيت بالغ الأهمية، ولم يُعرف عنه منذ توليه وزارة الخارجية غير المواقف الصلبة والتوجهات الوطنية القوية التى تعزز المكانة الدبلوماسية المصرية، ومن أهم أهداف زيارته تفعيل الدعوة التى أطلقها الرئيس السيسى لاغتنام الفرصة، وإعادة إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، والتحضير لمؤتمر باريس وتقريب وجهات النظر، والمساعدة فى عقد لقاءات إسرائيلية فلسطينية مباشرة، واستكمال الجهود المصرية فى أعقاب الزيارة التى قام بها شكرى إلى رام الله، وانعقاد المؤتمر الوزارى الخاص بعملية السلام فى باريس، فالزيارة طبيعية وليست وراءها أهداف سرية غير معلنة.
مجاريح الإخوان لا يضعون فى عيونهم فص ملح، وقال أحدهم، لا أريد ذكر اسمه، إن «السبب الرئيسى للزيارة يتعلق بمشروع الدولة البديلة للفلسطينيين فى سيناء، وأن مصر تتحرك فى هذا المشروع، وهناك خرائط نشرت لغزة الكبرى فى سيناء».. وهذا النموذج من الكذب والافتراء يكشف حدة التخاريف الإخوانية التى وصلت ذروتها فى نفس توقيت الزيارة، بطرح النائب الإخوانى السابق الذى رضع من أمه ست سنوات، مبادرة لـ«إنقاذ مصر»، أهم بنودها «تشكيل مجلس رئاسى انتقالى برئاسة محمد مرسى، يهيئ البلاد لانتخابات رئاسية وبرلمانية».. وبنفس حالة الانهيار العقلى التى وصلوا إليها، هاجموا زيارة شكرى لإسرائيل .
سامح شكرى لم يذهب إلى إسرائيل، كما يزعمون، من أجل الوطن البديل، ولكن لإعادة إحياء الأمل فى إعلان قيام الدولة الفلسطينية، أما فكرة الوطن البديل فقد طرحتها عصابة الإخوان الخائنة فى عام توليها الحكم، فى مقابل أن تغض أمريكا وإسرائيل الطرف عن مشروعهم التآمرى لإقامة دولة الخلافة.
الذى أوقف الخيانة الكبرى للتنازل عن سيناء لحماس، هو الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو الذى أرسل وزير خارجيته إلى إسرائيل الآن، بحثا عن سلام يرفع المعاناة واليأس والإحباط عن الشعب الفلسطينى، الذى يتاجرون بمعاناته وآلامه وأوجاعه.
وتستمر تخاريف مجاريح الإخوان فى تفسير أسباب الزيارة بالزعم أنها «مرتبطة بزيارة نتنياهو إلى أفريقيا، وطلب وساطة إسرائيلية فى ملف حوض النيل، فى ظل المطامع الإسرائيلية فى مياه النيل، لأنه بالتأكيد إسرائيل لا تقدم خدمات مجانية إلى مصر، ولكنها تسعى لإحياء الاستفادة بمياه النيل، من خلال إحياء مشروع السادات القديم الذى وعد به وتوقف عنه أمام معارضة كبيرة من الداخل المصرى»، والكلام بين القوسين لإخوانى هارب فى تركيا، ويشهد المصريون جميعا أن الذى تآمر ضد بلده فى موضوع سد النهضة هو مرسى وجماعته وعشيرته، وشاهد الجميع المؤتمر المسخرة الذى بثه التليفزيون على الهواء مباشرة، وأدى إلى إفساد العلاقات المصرية الإثيوبية، وظهر مرسى ومن معه كمهرجى السيرك الذين يُضحكون الناس عليهم.
رسالة مصر لإثيوبيا وإسرائيل التى حملها شكرى، أنها لا تقبل التفريط فى حقوقها التاريخية فى مياه النيل، وأن استفادة إثيوبيا من سد النهضة مشروطة بعدم الإضرار بحصة مصر من المياه، وأنها تمتلك الوسائل المشروعة التى تمكنها من الدفاع عن حقوقها، فى الوقت الذى تسعى فيه أن يحل التعاون محل الخلاف، وأن تلتزم جميع الأطراف بالاتفاقيات الدولية التى تنظم هذا الأمر.
والفارق بين العصابة الإخوانية والدولة المصرية، ان مصر الواثقة تدير ملفاتها الحساسة بعيدا عن الصخب والضحيج الإعلامى، ولا تتاجر ولا تزايد كما كان يفعل مرسى وجماعته الذين يصرون على الإساءة لبلدهم.. حتى النفس الأخير .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة