لم يحتمل اللاعب الكبير «حسام حسن» فكرة ضياع المركز الثالث من نادى المصرى البورسعيدى بعد تعادله مع فريق «غزل المحلة» بهدفين لكل منهما، فهاج وماج وثار وطار، يضرب هذا ويشد هذا ويدفع هذا حتى وصل إلى ذروة الدراما حينما هجم على مصور العلاقات العامة بمديرية أمن الإسماعيلية وضربه ضربا مبرحا أمام ملايين المتابعين، ثم أمسك بالكاميرا الخاصة بالمصور وحطمها، ليحتل بهذا المشهد الإجرامى صدارة اهتمام المتابعين لكرة القدم وغير المتابعين لها، على طريقة «أردت أن أذكر ولو حتى باللعنات».
أتى هذا المشهد المؤسف بعد أيام قليلة من انتهاء شهر رمضان المبارك الذى شهد ازدهارا كبيرا لمسلسل «الأسطورة» للممثل «محمد رمضان»، وقد حمل البعض هذا المسلسل مسؤولية انتشار العنف فى الكثير من الأحياء الشعبية، كما حملوه أيضا مسؤولية تشويه وعى الأطفال والكبار على حد سواء، وذلك بإعلائه من قيم البلطجة وإرسائه دعائم دولة الغاب التى لا تعترف بالمؤسسات الوطنية وتحاول جاهدة أن تهدم أى معنى لشكل الدولة، فإذا بنا نفاجأ بـ«أسطورة» أخرى فى المستطيل الأخضر، يلجأ إلى أسلوب البلطجة ولا يتفاهم إلا بلغة الأيدى، ليثبت حسام حسن أن مقولة «الكورة أجوال» لا تنطبق على اللعبة التى يمارسها، وإنما الكورة بالنسبة إليه «أجوال وشلاليت وأقلام».
هذه الواقعة ذكرتنى بواقعة أخرى حدثت فى إبريل 2011 كان حسام حسن أيضا بطلها بمشاركة أخيه إبراهيم، حيث حرض التوأمان جماهير نادى الزمالك على النزول إلى أرض الملعب لإرهاب لاعبى الأفريقى التونسى بعدما خرج الزمالك من دورى أبطال أفريقيا على يد الأفريقى، وهى الواقعة التى اشتهرت وقتها باسم «موقعة الجلابية» نسبة إلى أحد الجماهير الذى اقتحم الملعب وهو يرتدى جلابية، وهذا بالطبع خلاف عشرات الوقائع التى تثبت أن «حسام حسن» أو «حسام وإبراهيم» اعتادا على أسلوب «البلطجة» فى الملاعب، وأنهما طوال كل هذا التاريخ لم يتعلما شيئا من المدنية والتحضر. على الدولة أن تكون «دولة» إزاء هذه الواقعة تحديدا، فإذا لم تتخذ الدولة موقفا حادا وصريحا حيال هذه البلطجة العلنية، فهذا يعنى أننا ندعم دولة الغاب وليست دولة المواطنة، وكذلك على اتحاد الكرة أن يتخذ إجراء حقيقيا يؤسس به لقيم الرياضة النبيلة ويجتث من خلاله تلك الممارسات الإجرامية وإلا لأصبحت الرياضة مثل «المخدرات» لا ترتقى بالروح ولا تسمو بالأخلاق، وإنما تغيب العقل عن الوعى وتجعل من البشر شياطين.
فى النهاية، لا أخفى عليك أننى فى غاية الحزن الآن، وأنا أطالب بتأديب «حسام حسن» بكل الطرق الممكنة، بل إبعاده عن الظهور مطلقا فى الوسط الرياضى بعدما أثبت مرة بعد مرة أنه غير مؤهل نفسيا لمثل هذه المهمات، فهو فى الأول والآخر «نجم كبير» أمتعنا سنوات واستمد المنتخب القومى من روحه العزيمة والمقاتلة، لكن فى الحقيقة فإن الآثار السلبية المدمرة التى يرسخها حسام حسن أصبحت لا تحتمل، كما أصبحت سلوكياته خطرا على أخلاق المصريين الآخذة فى الانحدار، فقد تحولت عقيدة الانتصار عنده من هدف حميد إلى مرض مدمر آمل أن يجد له علاجا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة