وأكد أن "المودودى" حاول أن يُفْهِمَ المسلمين أنه لا حكم للإنجليز وأن المسلم يُكَفَّر إذا اعتقد فى تشريعهم لأنهم ينتزعون الحاكمية من الله تعالى، ومن ثَمَّ استدعى من جديد مفهوم الحاكمية، ليسحب من المستعمرين أى إمكانية للتشريع، ثم تشدد "سيد قطب" فى مفهوم الحاكمية؛ لأنها انطلقت عنده من القول بجاهلية المجتمع، ثم تكفير المجتمع، ثم جواز قتال المجتمع، وقد حاول كثيرون أن يؤولوا كلامه، بل إن "حسن الهضيبى" أدان كلامه تمامًا، فى كتابه المشهور "دعاة لا قضاة".
وأضاف فى حلقة أمس من برنامجه (الإمام الطيب) الذى يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان المعظَّم على التليفزيون المصرى وعدد من القنوات الفضائية الأخرى، أنه لا يلزم الحاكم من تطبيق الشريعة إلا ما يطيقه وتطيقه الظروف الموجودة لأنه لا يُعالَج ضرر بضرر مساو له أو بضرر أكبر، كما أنه يجب عدم الخلط بين الاعتقاد بما حكم الله وبين التطبيق بما حكم الله، فالتطبيق منوط به البشر، وطالما وجد العدل فالحكم متوافق مع الإسلام، ولذلك فإن الأمة الإسلامية لم تستمر فى تاريخها بنظام حكم واحد أو شكل واحد، لافتا إلى أن الشباب يجب عليه أن يأخذوا العلم عن العلماء، فهذه القضايا وهذه العلوم تحتاج إلى أستاذ وعالم، ولا تؤخذ هكذا بالقراءات الحرة فى الكتب أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعى أو "سيديهات" أو قنوات.
وأشار الإمام الأكبر إلى أن مفهوم الحاكمية ليس قاصرا على الله تعالى، بل هو أمر مشترك بين الله وبين البشر، والقرآن الكريم فى آيات كثيرة منه جعل من الإنسان حكمًا وحاكمًا وأسند إليه الحكم، والحكم لله هو حكم تشريع، وهناك مسائل كثيرة وصف القرآن فيها الإنسان بأنه حاكم، ومَن يقولون إنَّ الحُكمَ لله فقط، وليس للبشر، فهؤلاء يأخذون بآية، ويضربون صفحًا عن بقية الآيات التى يجب أن تفهم فى إطارها وسياقها، مؤكدًا أن مفهوم الحاكمية بالنسبة لله تعالى يختلف عن مفهوم الحاكمية بالنسبة للبشر، فحاكمية البشر حاكمية تصرف وحاكمية تشريعات جديدة مرتبطة بالفضاء الإسلامى الأخلاقى والتشريعى، لكن حاكمية الله تعالى حاكمية حلال وحرام وحاكمية عقيدة.
واختتم الطيب حديثه بأنه لا يجب تصديق مَن يقول إن قول الله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون) تنطبق على الحاكم؛ لأنهم يحكمون بالبرلمانيات وبالقوانين المدنية، فهؤلاء فهموا الآية على غير وجهها؛ لأن الآية تعنى مَن لم يعتقد بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون، وهناك فرق كبير جدًّا بين مَن لم يعتقد وبين مَن لم يطبق أو ينفذ.
موضوعات متعلقة:
شيخ الأزهر: استحلال الخوارج للقتل شذوذ فى الفكر ومخالفة لشريعة الإسلام
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى باشا
الضرب تحت الحزام