وهناك عوارض تعرض للصائم، منها ما لا يؤثر على صومه ويبقى بحاله، مع أنه يتعارض مع حقيقة الصوم، ومنها ما يرخص للصائم فيه بفعله، ويلزمه بعد ذلك بإعادة الصوم أو قضائه، ومنها ما يرتكب من مخالفات توجب على الصائم فعل القضاء مع الكفارة.
وبداية نتحدث عما لا يفسد الصوم..
فلا يفسد الصوم بأكل الصائم أو شربه فى نهار رمضان ناسيًا إذا تناول الإنسان طعامًا أو شرابًا فى وقت الصوم، وغير متذكر لوجود الصوم وصيامه، كما يحدث فى الغالب فى بدايات أيام الصيام، حيث إن الإنسان لم يتعود بعد على الإمساك عن الطعام والشراب، وكان قريب العهد بتناول الطعام فى كل أوقات النهار، فربما يحدث هذا لبعض الناس، وينسى أنه صائم، فيرى بعض الماء فيشرب منه، أو بعض الطعام فيأكل، ثم يتذكر بعد ذلك أنه فى حالة الصيام.
وإذا حدث للإنسان ذلك فإنه لا يؤثر على صومه، ويبقى على حكم الصيام، بشرط أن يمتنع عن تناول الطعام والشراب فور تذكره بأنه فى رمضان وأنه صائم، ولذا إن كان فى فمه بعض ماء أو طعام فعليه أن يتخلص منه على الفور، ولا يضره ما دخل قبل ذلك إلى جوفه، ويبقى صائمًا؛ لقول النبى صلى الله عليه وسلم عن الإنسان الذى يأكل أو يشرب فى نهار رمضان ناسيًا: «إنما أطعمه الله وسقاه»، فإذا أكل أو شرب الإنسان، فما عليه إلا أن يمسك، ثم يستمر فى صيامه إلى آخر النهار، وصومه بحاله لا ينتقص أجره، وكأنه لم يأكل ولم يشرب، ولا ضرر فى ذلك.
وعلى الناس أن يعلموا أن هذا رحمة من الله عز وجل، فلا يشكون فى صيامهم، ولا يكثرون التساؤل فى هذه الأمور، لأنها معلومة محسومة، فلا يرهقون أنفسهم، ومن الخطأ الشديد أن يستمر فى تناول الطعام أو الشراب ظنًا منه أنه فسد صومه، ومن وقع فى هذا فعليه القضاء، والله أعلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة