فى شهر رمضان يصوم الناس من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وبين هذين الوقتين يؤدون الصلوات كعادتهم فى غير رمضان فى أوقات محددة.
وهناك وقت محدد لصلاة الفجر، وآخر للظهر وآخر للعصر والمغرب والعشاء، وفى شهر رمضان يمسك الناس فى لحظة واحدة، وهى عند طلوع الفجر الصادق ويفطرون فى لحظة واحدة عند أذان المغرب، وهذا يشير إلى أهمية الوقت فى الإسلام، الذى تبرز أهميته بشكل أكثر وأكثر فى رمضان والوقت فيه محدد وكثير من الناس بل معظم الناس لا يفتأون ولا يكلون من النظر فى ساعاتهم استعجالا لوقت إفطارهم وتحرزا من وقت إمساكهم.
والجميع يعرف قيمة الوقت ينظرون هل دخل وقت الفجر أم لازلنا فى فسحة من أمرنا نأكل ونشرب؟ ثم إذا قارب النهار على آخره يستعجلون نهايته وينظرون هل أُذِّنَ للمغرب حتى يفطرون؟ فإذا كان الوقت كذلك، وإذا كان لازمة من لوازم رمضان، وإذ كان رمضان نفسه مرتبطًا بالوقت بين شهور السنة، فعلينا أن ندرك أهمية الوقت، وأن ندرك أن الوقت هو جزءُ من أعمالنا.
ومن أعظم الأيام فى شهر رمضان، فهو خير الشهور، وفيه ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم، ولله عز وجل فى كل ليلة من ليالى رمضان عتقاء من النار، وذلك هو الفوز العظيم، فحرىّ بكل مسلم أن يحسن استغلال كل دقيقة، بل كل لحظة من لحظات هذا الشهر العظيم؛ حتى يحجز لنفسه مقعدًا فى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، لذلك كانت إدارة الوقت مهمة على مستوى الثلاثين يومًا بكاملها أكثر من غيرها على مستوى الأيام والشهور، ومن ثم كانت هذه الخطوات التى نرجو أن تقودك أيها القارئ الكريم إلى حسن إدارة وقتك فى رمضان، بحيث تستثمره الاستثمار الأمثل، وتتعامل معه كما يتعامل التاجر مع السوق الرابحة.
فالإنسان ما هو إلا أوقاتٌ، فإذا مضى بعضها مضى بعضه فهو مجموعة من السنين والأيام والساعات والدقائق والثوانى، كلما مر شىء من ذلك مضى بعضه حتى ينتهى أجله فيكون بين يدى الله عز وجل. وإذا كان الوقت بهذه الأهمية وبهذه المكانة، وإذا كنا نعرف قيمته فى رمضان فنعرف عدد ساعات الصيام ودقائقه ونعرف أوقات الأذان لجميع الصلوات بكل دقة وبكل تحديد، وإذا كنا نعرف كم يوما مضى من أيام رمضان وكم من الأيام بقى لننتهى من رمضان، وكل هذه أوقات، فعلينا أن نعلم أن الوقت فى رمضان هو الوقت فى غير رمضان، وأن كل وقت نضيعه فى غير طاعة الله عز وجل، التى لا تقتصر على الصلاة ولا على الصيام ولا على الحج، وإننا فى كل عمل يتقرب به المرء من الله عز وجل فلنحافظ على الوقت ولنعرف قيمته طوال العام.
إذا خرجنا بهذا من شهر رمضان فهذا يكفينا لأننا تعلمنا شيئا مهما وللأسف الشديد الكثير من الدول التى ليست على الإسلام تعرف قيمة الوقت أكثر منا بكثير وهذا عيب فى أمة الإسلام، وليس فى الإسلام الذى جاء بالوقت بدقائقه وجعله مقرونا بمعظم الأعمال والطاعات التى يتقرب بها المرء إلى الله عز وجل وإلى لقاء آخر نستودعكم الله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة