لا خلاف على أن الدكتور (سلطان بن محمد القاسمى) حاكم إمارة الشارقة وعضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، يعتبر نموذجا نادرا وفريدا، قلما تجد مثيلا له على رأس الحكم فى أى من دول العالم، ولاسيما وأنه قد نجح فى أن يجمع بين حكمة السياسى، وبراعة الأديب وثقافة وإلمام الكاتب، وصبر الباحث، لدرجة أن مؤلفاته المسرحية ودراساته الأدبية والثقافية قاربت الـ30 مؤلفا.
ولولعه بالثقافة والأدب والفنون، فقد حول إمارة الشارقة إلى منارة تزخر بحراك ثقافى، عربى وعالمى، عامر بشتى أنواع الفعاليات الثقافيه على مدار العام، منها معرض سنوى للكتاب، وبينالى دولى للفنون التشكيلية ومواسم دورية للنشاطات المسرحية والفنية والبحثية المختلفة، إضافة إلى تخصيص جوائز فى شتى فروع المعرفه والإبداع على المستوى المحلى أو العربى.
لدرجة أنه اسهامًا منه فى دعم صناعة الكتاب، والاستثمار بالتنمية الفكرية والبشرية للأفراد، فقد قرر شراء كتب من دور النشر المشاركة فى الدورة 34 من معرض الشارقة الدولى للكتاب الاخير بمبلغ 2.5 مليون درهم اماراتى، لدعم مكتبات الشارقة، كما داعيا المثقفين العرب إلى التوحد فى مؤتمر يسمى (المؤتمر الديمقراطى الثقافى العربي) يجمع كل التيارات للتفكير بمصلحة الثقافة العربية، حتى تكون أداة قوية لتوعية العقول من الأفكار المتطرفة.
ولقد وصل القاسمى إلى قمة روعته وابداعة، فيما قدمه فى كتابه (سرد الذات) الذى قدم فيه بتلقائية وعفوية شديدة سيرته الشخصية منذ الطفولة، وحتى تولية الحكم فى عام 1972، والتى تلاها بكتاب أخر سرد فيه تاريخ الشارقة واتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، فى شكل غير معهود من أهل الحكم والسلطة فى دول الخليج، الذين يميلون فى الغالب إلى التحفظ وعدم كشف خصوصيتهم أمام الشعوب، إلا أن الرجل تخطى ذلك، كاشفا عن حكايات وتجارب ذاتية وعامة، وتفاصيل دقيقة وجديدة فى مرحلة تاريخية هامة من تاريخ الشارقة والإمارات العربية قبل توحدها.
ومن فرط حب القاسمى لمصر، فقد ساهم فى تشغيل العديد من المصانع التى تعطلت بعد يناير 2011، كما قام بتطوير 18 منطقة عشوائية فى مصر، وأعاد بناء وتطوير كلية الهندسة بعد احتراق أحد أدوراها خلال فض اعتصامى النهضة، كما إعادة بناء المجمع العلمى بعد حرقه، وأمده بـ4 آلاف وثيقة ومخطوط نادر، ونسخة من كتاب (وصف مصر) إضافة إلى 7778 كتابا نادرا.
وعقب افتتاح قناة السويس، وجه الدكتور سلطان القاسمى، شركة جلفتينر التابعة لإمارة الشارقة، والتى تعد من أكبر شركات الخدمات اللوجستية والمناولة البحرية حول العالم، لفتح قاعدة لها فى قناة السويس.
كما شيد القاسمى مبنى( اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية) بمدينة السادس من أكتوبر، وخصص فيه 16 غرفة للباحثين فى مشروع المعجم التاريخى لعمليات البحث والتدقيق والمراجعة والتحليل، وقبواً لتحرير مواد المعجم التاريخى يتسع لـ100 باحث، ليصبح المكان بمثابة منارة للحفاظ على اللغة العربية، وتصحيح المسارات والمفاهيم الخاطئة عنها.
كما شيد مبنى (اتحاد المؤرخين العرب) فى القاهرة، ليكون نقطة للالتقاء والتواصل بين المؤرخين العرب فى كل أقطار الوطن العربى، ودراسة تاريخ الأمة العربية وفق منهج علمى، وتنقيته مما لحق به من شوائب على مر العصور، كما شيد مبنى (اتحاد الآثاريين العرب)، وشيد المبنى الجديد لـ(دار الوثائق القومية ) بالفسطاط، على مساحة 5 آلاف متر، وبتكلفة 100 مليون جنيه ودعم وزارة الشباب والرياضة بمبلغ مليون دولار لدعم الأنشطة الرياضية ودعم مسابقة الإبداع.
وقد أدى الإسهام الثقافى والأدبى اللا محدود للدكتور سلطان القاسمى، إلى اختياره من قبل اتحاد المبدعين العرب، كأفضل شخصية ثقافية على مستوى الوطن العربى فى العام الماضى
تحياتى سلطان القاسمى، وهنيئا للشارقة بحاكمهم الرائع
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة