يقول الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى، بدار الإفتاء، أنه ورد أن النبى صل الله عليه وسلم كان يكثر الصوم فى شهر شعبان، فلما سئل عن ذلك قال هذا شهرا يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وإنه شهر ترفع فيه أعمال العباد إلى الله وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم، فالذى ورد أن الشهر فى جميعه ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، أما ليلة النصف من شعبان بخصوصها ورد فيها أحاديث أخرى تبين فضلها وكان التابعون من أهل الشام يحبون أن يحييوا هذه الليلة بالعبادة ويلبسوا فيها أحسن الثياب وقد ورد أن الله تعالى يطلع على خلقه فى هذه الليلة فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ،فهى ليلة من ليالي النفحات ينبغى أن نتعرض لها ونتقرب إلى الله تعالى فيها .
تحويل القبلة
تم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة فى شهر شعبان، وقد كان - صلّى الله عليه وسلّم- ينتظـر ذلك برغبة قوية، ويقوم فى كل يوم متطلعاً مقلّباً وجهه فى السماء، يترقب الوحى الربانى حتى أقرَّ الله عينه وأعطاه مُناه وحقق مطلوبه بما أرضاه ، ونزل قول الله تعالى: "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ" .
وهو مصداق قوله تعالى: "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى"، ويتحقق فيه قول السيدة عائشة له: "ما أرى ربك إلاّ يسارع فى هواك" رواه البخارى، وهو صلّى الله عليه وسلّم لا يرضـى إلاّ بما يرضى به الله.
وصلّى المسلمون إلى بيت المقدس سبعة عشر شهراً وثلاثة أيام سواء ، وذلك أن قدومه المدينة كان يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة من شهر ربيع الأول وأمره الله عز وجل باستقبال الكعبة يوم الثلاثاء للنصف من شعبان وهو المشهور بين العلماء.
رفع الأعمال
من مزايا شهر شعبان المعروفة رفع الأعمال الله ، وقد جاء ذلك فى الحديث عن أسامة بن زيد رضى الله عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شـهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع عملى وأنا صائم".
موضوعات متعلقة:
- اقرأ رد مفتى الجمهورية حول حكم التجارة فى الملابس المزيفة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة