نادر الليمونى يكتب: الجودة الخلاقة

الأحد، 24 أبريل 2016 08:01 م
نادر الليمونى يكتب: الجودة الخلاقة نقاش - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخذنا الحديث والحديث فقط من أنفسنا حتى أننا أوشكنا أن لا نعرف أنفسنا فقد اختزلنا أنفسنا بأيدينا وحتى عندما نكون مفعولا بنا فى الحديث فإن حواسنا جميعها تعمل فى خدمة اللسان ـ لساننا أو لسان من نلقى إليه السمع ـ حتى أصبحنا مبدعين من كثرة الممارسة فى فن الحديث وأساليبه والأصعب من ذلك أننا فى خضم نسيان أنفسنا جرفنا هذا الوباء وباء الحديث فألغينا ولم نعد نعترف بسواه بل الأدهى أننا أصبحنا نؤثر التحدث فى سوء الحديث وفى كل ما يهدم ولا يبنى كل ما يفتت ويجزأ ولا يجمع فكلنا يتحدث فى أى شيء وكل شيء حتى مل منا كل شيء واغتاظ وعندما يفتر الحديث ويكل منا فى اى من الموضوعات ذات اللا قيمة تجدنا وبدون سابق إنذار وكأننا نسير بالريموت كنترول أو نتدافع نحو سراب يتباعد ويتلاشى ونحن لا ندرك هذا نحو موضوع جديد ومصطلح فريد يحتاج منا إلى التفنن فى التفسير وإيجاد المبررات والمكسرات والتوابل وما إلى ذلك حتى يتسع المجال للحديث وللحديث وللحديث وتعتاد أذنيك على ذلك.

فمن وسيلة المواصلات إلى قنوات التلفاز هو نفس الحديث نفس التناول مهما اختلفت الحوارات والمناظرات والفلسفة والتفلسف ولكنه نفس الموضوع وإذا حدث وفكرت ولو لبرهة فى أهمية هذا الحديث تجد نفسك وكأنك غريب فى مجتمع لا تعرف لغتهم فتضطر إلى التحدث بلغة الإشارة حتى تتقنها من كثرة استخدامها والحاجة إليها وأصبحنا فى مجتمع اللغو كأرانب لا عمل لها سوى التهام الجزر الذى يلقى إليها بنهم وشراهة ومن هذه الجزرات التى ألقيت لنا فالتهمناها التهاما ولم نتفكر ولو للحظة فى محتواها ولم نتوقف برهة لمقارنتها بالواقع الذى يجرفنا جميعا مصطلح الفوضى الخلاقة فصناع الوهم أتقنوا كل شيء حتى الفوضى أجادوا التخطيط لكل شىء فصاروا فاعلين واستقرينا نحن فى وادى المفعول به وعندما تسمع صوتا ينادى من بعيد أن يا قوم أفيقوا أفيقوا أفيقوا واعملوا حتى وان أخطأتم اعملوا فالصواب سيكون حليفكم فلن تصيبوا دون أن تخطئوا ودعكم من اللغو الفارغ فهو لا يصنع مستقبلا ولا يؤسس لحياة تجد الأسهم قد تناولته من كل الاتجاهات ومن كل حدب وصوب وعندما تجادل وتقول وما البديل ؟؟؟!!! تجد عكس الحديث ويكاد لا يصمت أبدا إلا عندما تواجهه صارخا أين البديل؟؟ ومن أمثلة ما أدعى من قلب الحقائق وإلباس الحق لباس الباطل ما يعرف بعلم الجودة وهو فى ديننا الحنيف يعنى الإتقان ولكن حدث ولا حرج وتحمل ما تلقى فلقد أصبح مجرد عبارات جوفاء وطواحين هواء فلا إتقان ولا عمل أصبحت الجودة عبارة رنانة يصف بها صناع الوهم كل زائف كل مختلق فمتى ؟؟ متى سيمن الله علينا ونفيق؟ متى سنتفق جميعا أن نفيق نجود ما هو مفيد متى سنترك الوادى ونعلو الجبل متى سنكون فاعلين ونودع المفعول بهم ؟ فوالله الذى لا اله غيره لو علمنا يوما للتخطيط دورا فى حياتنا ما كنا لنرصف شارعاً قبل أن نزرع فيه مواسير الصرف وكابلات الكهرباء ولا كان لدينا خريجا لا يقرأ ولا يعرف قواعد الإملاء فدعوتى أن نستفيد من كل شىء حتى ما يحمل فيه السم فدعوتى هى تدوير الأفكار الهدامة ولنتبنى فكر الجودة الخلاقة ولنبدع فى أعمالنا ارضاءا لربنا أولا ثم لنرسم مستقبلا أفضل لأولادنا رغبة فى رد جميل وطننا لنبوءه مكانته اللائقة به وحينها أظن بل أجزم أن الصمت سيسود والعرق سيكسوا الجباه ولن يكون للحديث مكان وسيحل العمل والعمل الجاد عنوانا للحياة فى مصرنا الحبيبة وحينها سنفخر جميعا أننا عشنا وقت التحول من وقت كنا فيه بلا كينونة إلى وقت نصبح فيه بكيان تحترمه الأمم ولتحيا بنا مصر كما نريد وكما نحلم نحن لها وليس كما يريدها أعداؤنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة