ببساطة صحافة المواطن هى «المواقع الإخبارية، ووسائل التواصل الاجتماعى التى تنشر مساهمات من أفراد، لا يعملون فى الصحف ووكالات الأنباء، لكنهم يقومون بوظائف مشابهة أغلبها بدون أجر، وهؤلاء الصحفيون المواطنون يقدمون لنا أخبارًا عما يحدث فى الأماكن التى يعيشون ويعملون فيها، وقد يقدمون لنا صورة للعالم أغنى من التى نحصل عليها من الصحف ووكالات الأنباء والقنوات المعروفة».
وانتشرت صحافة المواطن فى السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك أساسًا إلى نمو التكنولوجيا الجديدة، التى تسمح للمواطنين العاديين بالكتابة والتصوير وتحرير وتوزيع المحتوى على وسائل الإعلام الخاصة وعبر وسائل التواصل الاجتماعى.
وهناك خبراء لا يفرقون بين إعلام المواطن وصحافة المواطن، حيث يعتبرون الأول امتدادًا أو نوعًا من التوسع لصحافة المواطن فى استخدام الوسائط المتعددة، كنتيجة طبيعية للتطور السريع فى الإنترنت، وما توفره تكنولوجيا الاتصال من أدوات، جعلت من إنتاج وتداول الأخبار على الويب وعبر المدونات ومواقع الإنترنت والهاتف الجوال ومواقع التفاعل الاجتماعى واليوتيوب، أمرًا متاحًا لجميع المواطنين على مدار الساعة وعبر العالم.
بينما يميز بعض الباحثين بين إعلام المواطن وصحافة المواطن من أكثر من زاوية، أهمها أن راديو وتليفزيون الإنترنت يعملان بشكل كامل كبدائل لمحطات الإذاعة والتليفزيون التقليدية.
وبالتالى فإن إعلام المواطن أوسع من صحافة المواطن، من منظور أن الأول يشمل الصحف والمجلات الإلكترونية والمواقع الإخبارية والمدونات والمنتديات ورسائل الهاتف الجوال والمواقع الاجتماعية واليوتيوب وراديو وتليفزيون الإنترنت.
وبغض النظر عن قوة المنطق والبراهين التى يعتمد عليها أنصار التمييز بين إعلام المواطن وصحافة المواطن، إلا أننى أميل لتأييد وجهة النظر التى تدمج بين صحافة المواطن وإعلام المواطن، بالنظر إلى التحول فى مفاهيم الصحافة والإعلام والتداخل بينهما، وصعوبة التمييز بينهما، إضافة إلى احتمالات ظهور أشكال جديدة من الإعلام أو الصحافة فى المستقبل. فمن المؤكد أن تكنولوجيا الاتصال هى التى تقود الإعلام كدراسة وممارسة، ومن الصعب التنبؤ بمسارات التطور والتحول فى تكنولوجيا الاتصال، والتى تفاجئنا كل يوم بجديد مثير وغريب فى عالم الإعلام. وتكفى الإشارة هنا إلى أنه قبل عشر سنوات لم يكن أحد يتخيل القوة الهائلة لفيس بوك وتويتر وإمكانية استخدامهما من خلال هواتف ذكية ورخيصة.
وركزت المناقشات المبكرة التى دارت حول إعلام المواطن على كونه بديلًا عن حارس البوابة الذى يفرض نفسه على وسائل الإعلام الأخرى، فهو إعلام حر من كل قيود، وبالتالى فإن فرض قيود عليه سيحوله إلى إعلام تقليدى يخدم الحكومة ورأس المال وإمبراطورية الإعلان، من هنا لابد من الإبقاء على حريته حتى يظل قادرًا على تقديم مضامين وصور جديدة، تختلف عما هو سائد فى وسائل الإعلام التقليدية.
لكن هل تعنى هذه الحرية إطلاق شائعات وسب وقذف الآخرين؟ بالطبع لا.. فكل أشكال صحافة أو إعلام المواطن تخضع للقانون، ونحن هنا فى مصر لن نعيد اختراع العجلة، فكل الدول الديمقراطية تحاكم كل من يسىء استخدام صحافة وإعلام المواطن فى الدعوة للعنف أو التمييز العنصرى أو نشر الكراهية أو سب وقذف الآخرين، وهناك خبرات ووسائل تكنولوجية مستخدمة لتتبع أصحاب الحسابات الوهمية وتحويلهم للقضاء.
كما ظهرت مجالات لدراسة صحافة وإعلام الموطن، أهمها الإشكاليات القانونية والمهنية التى يثيرها إعلام المواطن والإعلام الجديد بشكل عام، وفى مقدمتها حقوق النشر، واحترام الخصوصية، وحق الرد، والثقة فيما ينشر من محتوى، ومدى الالتزام بالتوازن والمصداقية، إضافة لبحث ودراسة الفرص التى يوفرها الويب لإعلام المواطن، ووصف طبيعة إعلام المواطن على الإنترنت، وكيف يستخدمه الجمهور.
كما ظهر مؤخرا الاهتمام بتحليل الجوانب الاقتصادية لإعلام المواطن، خاصة فى ضوء أزمة الصحف والقنوات التليفزيونية فى العالم، والتى تدفع بمزيد من الاهتمام بإعلام المواطن، كأحد الخيارات المطروحة للخروج من أزمة الإعلام التقليدى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة