وفى عدد المجلة الصادر فى فبراير 1959، أجرت المجلة تجربة فريدة من نوعها، حيث طلبت من "فاتن" أن تدون قصة حبهما كما رأتها هى، وبعد أن انتهت طلبوا من "عمر الشريف" التعليق عليها، لتكون النتيجة قصة كاملة من الزاويتين بكل تفاصيلها وكواليسها التى نعيد نشرها مرة أخرى فى ذكرى عيد ميلاد عمر الشريف الـ 84.
وفى هذا القصة القديمة التى أعادت نشرها صفحة "مغارة الذكريات" على موقع "فيس بوك"، حكت "فاتن" عن اللقاء الأول بينها وبين "عمر"، والوقفة الأولى لهما أمام الكاميرا، وكذلك القبلة الأولى واللحظة الأولى التى شعرت فيها بأن شيئًا يتحرك فى قلبها وأنه "يخفق خفقات جديدة معناها شيء واحد هو الإعجاب بعمر الشريف كشاب مهذب رقيق، والإعجاب كما يقولون هو أول مراحل الحب".
التفصيلة الأجمل فى القصة كانت تفاصيل اليوم الذى طلب فيه "عمر الشريف" يدها، وتقول إنه فى إحدى جلساتهما سويًا لتناول الشاى، وفى حضور مجموعة من الزملاء "شعرت أن عمر الشريف يريد أن يقول شيئًا وأحسست بأن هذا الشيء الذى يريد أن يقوله من الأهمية بمكان بحيث ظهر عليه الارتباك والانفعال".
تابعت "كان يفتح فمه ليقول كلمة بعينها ثم يعود فيغلقه دون أن يقول شيئًا، ولكنه استجمع قواه وقال لى "إيه رأيك لو اتجوزنا؟" أحسسن بالارتباك أنا التى لم أكن أستسلم للارتباك فى أحرج مواقف حياتى، وطغى على انفعال غامر مبهم".
وعلى الهامش، دون "عمر الشريف" تعليقه على تلك اللحظة وقال "مازلت أذكر تلك اللحظة التى عرضت فيها الزواج، لقد فأفأت وثأثأت ورجعت عدة خطوات وكنت أشبه التلميذ الذى نسى كل معلوماته فى الامتحان الشفى وفجأة صحت أقول لها "ما رأيك لو اتجوزنا؟ وكدت أجرى بعد أن نطقت بهذه الجملة ولكن شيئًا ما جعلنى أجلس فى مكانى".
وواصلت "فاتن" الحكى عن شعورها بعد أن تلقت عرضه "لم أستطع أن أتخلص من انفعالى الغامر الذى سادنى فى هذه اللحظة، شعرت بالدماء تسرى فى وجهى حارة دافقة، لم أستطع أن أتحمل الموقف فغادرت المكان فورًا إلى سيارتى وعدت إلى البيت مسرعة، ولذت فور وصولى بمخدعى واختليت بنفسى أفكر فى عرض عمر.
تجنبت الجميع لم أعد أرد على التليفون ولم أقابل أحدًا لأيام عديدة كنت أشعر أننى قد حققت فى النهاية قمة آمالى وإننى أقف على أبواب سعادة جديدة طارئة. كنت أريد أن أنفرد بقلبى، أحاسبه على خفقانه وأحاسبه على الآمال الكبار التى بدأت تموج فيه.
ولاشك أن هذه العزلة جعلت عمر يعتقد أننى غاضبة وأننى قاطعته وقاطعت الزملاء لأننى غضبت من العرض الذى تقدم به للزواج منى".
وهنا تدخل "عمر" بتعليق على الهامش "صحيح أننى اعتقدت أنها غاضبة من هذا العرض، وقررت أن أعتذر لها.
والطريف أننى كنت أتخيل ما سيجرى من حديث بينى وبينها وأتخيل أنها غاضبة يجرى على لسانها كلاما شديدا ثم أتخيل نفسى أننى اعتذر وكتبت الحوار الذى جرى على لسانها والحوار الذى جرى على لسانى وسجلت هذين الحوارين ومازلت أحتفظ بالورقة التى كتبت عليها الحوار نستعيد قراءتها أنا وفاتن ونضحك كثيرًا".
وتعود الحكاية لـ"فاتن" "بعد أيام التقينا فى الاستديو فى اول يوم لتصوير فيلم أيامنا الحلوة وفوجئت بعمر يتقدم إلى فى أدب جم يعتذر عما بدر منه وبدت عليه الدهشة عندما وجدنى أضحك وأقول له تعتذر على إيه دا انا عايزة اسألك على الإجراءات التى يجب أن نتبعها لنتزوج.
ولاشك أن هذا كان مفاجأة كبيرة لعمر، بل إنه قال لى فيما بعد أنه أوشك أن يغمى عليه لشدة فرحه.
وشرعنا نتخذ الإجراءات اللازمة لإتمام الزواج بعد أن حصلت على موافقة أسرتى وبعد أن باركت أسرة عمر زواجه منى".
موضوعات متعلقة..
فاتن حمامة وعمر الشريف..حب بدأ بـ"صراع فى الوادى" وانتهى بانفصال فى هدوء
أشهر ثنائيات زمن الفن الجميل فى السينما المصرية.. ليلى مراد وأنور وجدى يبدعان فى "أنا قلبى دليلى".. واسم "شادية" اقترن بـ"كمال الشناوى".. وفاتن حمامة وعمر الشريف الزوجان الأشهر فى الخمسينيات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة