سلامات يا تعليم..!!

فى كلام بيتقال إننا متخلفين أو خلينا نقولها بمعنى تانى.. متأخرين عن أمريكا وأوروبا ودول العالم المتقدمة بمقدار 200 سنة ضوئية.. وكلام آخر يقال إننا لكى نعوض هذا التأخير ونلحق بهذا العالم المتقدم لابد أن نطور التعليم.. وهذا كلام جميل ولا نختلف عليه ولابد من الاعتراف أن التعليم كالماء والهواء مثلما قال طه حسين سابقا، ولابد أيضا من الاعتراف بأن تنيمة وتطوير أى مجتمع يبدأ من التعليم.. ولابد أن يكون التعليم والاهتمام به وتطويره هو الركيزة الأساسية لمصر، وأن يكون هو هدف ومشروع الحكومة الحالية وكل الحكومات القادمة إن أردنا أن نتطور ونتقدم بالفعل...!!

لكن كعادتنا دائما الفشل الذريع يلاحقنا - الحمد لله - لأننا حاولنا اللحاق بركب التطور متأخرين، ولم نفلح فى التطوير ولا يحزنون، وكأننا نطبق المثل الشعبى الذى يقول (جه يكحلها عماها).

فلا طورنا ولاعدلنا وياريتنا كنا تركنا التعليم كما هو بلا أى إضافات.. لأننا بمنتهى البساطة أفشلنا العملية التعليمة تماما.. وأصبح التعليم من سيئ إلى أسوء..!!

أدركنا أننا متأخرون وبدلا من التطوير وجعل العملية التعليمة تقوم على الفهم بدلا من الحفظ.. زدنا فى حشو المناهج وإضافة المعلومات لعقول الأطفال الذين أصبح عليهم وعلى أسرهم عبء ثقيل.. وأعطينا الفرصة لزيادة الدروس الخصوصية بدلا من محاربتها، نظرا لزيادة كم المعلومات وزيادة الدروس والواجبات التى أصبحت فوق طاقة الطلاب وأسرهم، كما أن الكتاب الوزارى بتاع الحكومة لا مؤاخذة فاشل ولا يضيف أى معلومة.. فلجأنا إلى الدروس الخصوصية.. والشكوى للوزارة.. لكن الشكوى لغير الله مذلة..!!

لذلك نتوجه إلى السادة المسئولين عن التربية والتعليم بنداء عاجل ولعلهم يسمعون أو يعقلون أو يقرأون أو يشعرون بمشاعر الطلاب الأبرياء والآباء المساكين.. رفقا بنا وبأبنائنا.. اقرأوا ما تضعونه فى المناهج والحشو الزائد عن اللزوم.. اعقدوا مقارنة بين ما تضعونه من مناهج مع الوقت المخصص له.. واشرحوا لنا كيف يمكن الانتهاء من تلك المناهج العظيمة فى هذا الوقت القياسى.. وبلغونا عن سبب واحد فقط لما تفعلونه.. بلغونا لماذا هذا الحشو غير المبرر وهذا الكم اللامعقول من المعلومات والمواد فى المقرر الدراسى.. وأخبرونا بماذا سيخرج الطالب بمعلومات بعد انتهاء العام الدراسى، وأنتم تقدمون لهم الحشو والحشر والحفظ فقط دون الفهم.. هل تعتقدون أنكم بذلك تطورون التعليم وتنشئون جيلا واعيا ومتعلما وبكدا نلحق بأمريكا وأوروبا واليابان.. لا أعتقد ذلك.. أعتقد أنكم واهمون.. فلا التعليم انصلح حاله.. ولا الطالب استفاد حاجة ولا الأهل ارتاحوا واطمأنوا على أبنائهم.. فأنتم مع الأسف تفسدون وتدمرون جيلا بأكمله.

ضغط عصبى وذهنى على الطالب وعلى الأسرة كلها من بداية الصف الأول الابتدائى حتى الثانوية العامة.. وبعدما كانت الدروس قاصرة على الثانوية العامة فقط انتشرت وتوغلت وأصبحت فى كل المراحل.. فهل يعقل أن يلجأ الأهالى لأعطاء أبنائهم من بداية الصف الثالث أو الرابع الابتدائى دروس خصوصية ومجموعات تقوية..؟؟ لماذا..؟؟ لأن المناهج أصبحت مكثفة للغاية.. فمن الذى وضع منهج الدراسات الاجتماعية للصف الرابع الابتدائى وما به من حشو لكل تاريخ مصر الفرعونية وكل الأسر القديمة والحديثة وكيف يستوعب ذلك الطفل؟؟ وهل سنتتهى السنوات التعليمة عند هذا الصف؟؟ ما الضرر لو تم تقسيم هذا التاريخ على عدة سنوات..؟؟ ومن وضع مناهج اللغة العربية وهل راجعتم ذلك.. نحن الآن فى عصر الذرة وهم فى اللغة العربية يدرسون السجادة السحرية وبساط الريح الذى يلف مصر كلها.. أعتقد أن بساط الريح دا موضة قديمة..؟؟ ومن وضع مناهج الرياضيات والعلوم والتعقيدات الموجودة بهما..؟

المشكلة ليست فى صف دراسى واحد ابتدائى أو إعدادى أو ثانوى.. لكنها موجودة فى كل الصفوف والمراحل الدراسية.. فرفقا بنا راجعوا ما تكتبونه وما تقدمونه للطلاب.. وراجعو الكتاب المدرسى وفشله فى شرح أو تقديم معلومات إضافية أو تمارين للطلاب.. فيلجأوا بالتالى للكتب الخارجية.. فنحن لم نطور التعليم ولا المناهج ولا الكتب ولا حاربنا الدروس الخصوصية.. نحن نقف فى منتصف الطريق فلا تقدمنا ولا تأخرنا ولا وقفنا فى مكانا.. وسلامات يا تعليم..؟؟