الحوار هو نوع من المشاركة التى يمكن أن تتحول إلى أفعال وأعمال تبنى الوطن
اجتمع الرئيس السيسى مع مجموعة من الكتاب والأدباء قيل إنهم المثقفون. وكان الحوار حول القضايا التى يموج بها المجتمع التى تخص الوطن وتعنى كل الجماهير ولا تخص طبقة بعينها أو فئة بذاتها. فلا شك أن الحوار بشكل عام ومع كل الاتجاهات وكل الفئات وجل الطبقات مطلوب بل ضرورى ذلك لمحاولة التوافق على رؤى مشتركة تجاه قضايا محددة حتى يكون هناك تقارب فكرى وتقريب سياسى بين كل التوجهات السياسية التى تسعى إلى مساندة الوطن حتى يواجه كل التحديات وجميع المشاكل الموروثة والمتوارثة. ولكن هل المثقفون هم الكتاب والأدباء فقط؟
الثقافة هى مجموعة القيم والمبادئ والمفاهيم العامة التى تحكم سلوك وأخلاقيات المجتمع طوال الوقت فالممارسات اليومية والسلوكيات الحياتية والمعطيات الاجتماعية والتوجهات الثقافية مثل احترام القانون وقبول الآخر وعدم المساس بحرية الغير كلها ثقافة. فهل مثل هذه المهمة هى مهمة الكتاب والأدباء فقط؟ أم هى مهمة كل فئات المجتمع من المثقفين وهم من أصحاب كل المهن من طب وهندسة وتجارة بل مختلف المهن والأعمال وهم الذين يهتمون بالعمل العام حيث يفعلون ثقافتهم المختلفة ومعلوماتهم المتعددة فى تكوين رأى ورؤية ثقافية تفيد المجتمع وتتفاعل مع الجماهير، بل هى مهمة التعليم والإعلام والمؤسسات الدينية. فهل تلك القضايا التى نوقشت مع الرئيس تخص هؤلاء فقط أم هى تخص كل المجتمع بكل تنويعاته؟
وهل طلب الرئيس من هذه المجموعة تشكيل مجموعات ما يسمى بمجموعات العمل حول القضايا المثارة ووضع جداول زمنية لحلها؟ حيث سيجتمع معهم الشهر المقبل، فهل هذا سيكون بديلاً لرؤية الأحزاب السياسية وهى المنوط بها هذا الأمر أكثر من غيرها سياسيا وهل هؤلاء بديلا عن كل الفئات والطبقات خاصة الشباب الذى لم يمثل فى هذه المجموعة؟ وهل هذا الحوار المطلوب بالفعل سيكون فى إطار المضمون وبكل الموضوعية وليس فى إطار الشكل فقط وهل لابد أن يتم من خلال الرئاسة ومع الرئيس؟ وهل يمكن للرئيس بما يحمل من أعباء أن يلتقى بكل فئات المجتمع السياسية والثقافية والعمالية والفلاحية والشبابية؟ أم لابد من وجود آليات وطرق كثيرة ومتعددة لهذا الحوار؟ فالقاهرة ليست هى كل مصر ففى الأقاليم الجماهير الحقيقية التى تعانى من التهميش والتى يجب سماع صوتها. فالحوار لابد أن يشمل مصر وكل مواطنيها هذا إذا كنا نريد الاستماع إلى رأى يعبر عن نبض الشارع السياسى بكل أمانة وصدق بعيدا عن التزويق والمجاملة، كما أنه هل نريد ممارسة نوع من النفيس النفسى عن الجماهير أم نريد التنفيذ الديمقراطى الحقيقى الذى يعمل على مشاركة الجماهير فى اتخاذ القرار السياسى؟
إذا هناك آليات كثيرة لتفعيل هذا الحوار خاصة أن هذا العام هو عام الحوار الوطنى للشباب. وللأسف لم نرِ حتى الآن غير اجتماعات مع الشباب بشكل حكومى بيروقراطى فيتم استدعاء الشباب لمبنى المحافظة لسماع آرائهم وما يعتمر فى صدورهم حيث سيتم تجميع هذا وعرضه على الرئيس فى مؤتمر للشباب، الشباب هم المستقبل ولا حوار مفيد غير النزول إلى الشباب فى كل المواقع للتعامل معهم على الطبيعة، فلابد من مبادرات حديثة تتوافق مع المتغيرات التى حدثت وتترجم الأمال الكبار التى ينتظرها الشعب فالحوار هو نوع من المشاركة التى يمكن أن تتحول إلى أفعال وأعمال تبنى الوطن وتساعد على استقراره حتى ينهض ويتقدم وتصبح مصر بالفعل لكل المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة