تنهار الاتفاقات، وتفشل السياسات والمحاولات العديدة لإدارة تحمل الاحترافية للأزمات.. فهناك انتخابات يحصد الفوز فيها من الوجوه الحاكمة الحديثة والغريبة على المسرح السياسى أو المعروفة بتطرفها، وبين الاستقالة والاعتكاف للآخرين من أوروبا، يظهر مشهد من المرحلة المرتبكة لقيادات وقرارات جديدة.. إذًا، فلا تقييم الآن، ولا ضمانات للتوجهات المقبلة فى الشرق الأوسط، وما نملكه فى الداخل من امتعاض وغضب من أسعار وسياسات إصلاح واجبة، هو أيضًا حالة القلق من المستقبل، والمعاناة فى الحاضر، والتوجس من كل ما يخطط ضدنا فى الخارج.. بحذر ومراقبة عن بعد.. فنجد مجلس التعاون الخليجى يوجه رسالة للعالم العربى، باجتماعه أمس الأول برئيسة الوزراء الإنجليزية، أنه بذلك يعود للاعتماد على بريطانيا، الحليف الساكن، والمستعمر القديم، بعد تصاعد التصريحات الإيرانية، وتهديدات عديدة موجهة إلى الخليج بالذات، من النظام والجيش والبرلمان والحرس الثورى الإيرانى على مستوى الإعلام، وعلى الأرض فى العراق واليمن وسوريا ولبنان، وتزامن هذا مع عدم الشعور بالأمان مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإدارتها الجديدة.. والتحركات والتصريحات الخليجية مع الدبلوماسية العربية، والتى أدت إلى حالة من الجفاء والاختلاف والخلاف المبطن العربى الخليجى، و«المصرى السعودى»، وكل ذلك يصب فى المصلحة الإسرائيلية، وبالطبع هناك مكاسب متوالية للدورين الإيرانى والتركى على الأراضى العربية، وبتكثيف الأطماع الإقليمية على الساحة لفرض واقع جديد، خاصة فى المرحلة الانتقالية للبيت الأبيض، والجمود للسياسة الأمريكية، والتهاون المستمر فى حق السياسة العربية لعدم وجود أجندة حماية واضحة مقبولة من جميع العرب.. للأسف أمامك النتيجة، وهى استمرار استباحة الأراضى العربية بتدخلات عسكرية مستمرة، ونفوذ سياسى، والنوايا الأساسية لتصعيد المذهبية أصبحت أساسية، وللأسف الضياع للتوجه والبوصلة للاستراتجية والتنسيق الذى يوقع وثيقة الضمان للأمن القومى العربى، ويصبح هواية القذف والرد والتناطح السياسى، فى ظل الغياب من الحكماء والتطاول والتخاذل فى المواقف.. فى النهاية الفجوة تتسع، ويدخل العملاء والخصوم والعداء داخل قرار الإدارات.. الحقيقة إدارة أوباما هى من الأسباب، فتترك نتائجها من شق العالم العريى والتطرف السياسى، إلا أن قطر وتركيا وإيران وعملاءهم فى الوطن العربى اخترقوا الوفاق بالدفع إلى الفُرقة، وإشعال عدد من الأزمات.. من الذكاء والاحتراف أن نغير فى أسلوب اللعب بيننا على الساحة السياسة، وربما يصل إلى أشكال مختلفة، لكن الأهم والمهم ألا نتهاون فى تسديد أهداف فى مرمى الخصوم. فلا يهم كيفية التعامل مع حاكم فى سوريا، أو حزب فى لبنان، أو مسؤول فى العراق، أو جماعة فى ليبيا، المهم استراتيجية حماية الشعوب، وضمان محاربة التطرف والإرهاب، وخروج كل من لا ينتمون إلى المؤسسات، ولا يحملون الولاء العربى، أو مجرد صاحب أجندات ينفذها لحساب الغير، وبذلك يكون الأساس الاتفاق، وليس بتخبط وتغيير وحشد فى الإعلام.
حقًا، أصرخ بقلمى الآن لأقول عليكم الانتباه، فأخاف من أن يخرج الجميع خاسرًا من هذا التنافس، ويدفع فى النهاية الشعب فى البلدان العربية الثمن دائمًا، لعدم التنسيق والإدراك للخطر بين الحكام، فتراكم الخبرة له ثمن وتقدير مدى الأبعاد الاقتصادية الذى سيدفع عن قريب له خسائر لا تحصى إذا وجب سرعة المكاشفة التواضع والاحتواء.. فلا عقاب للشعب على سبيل المثال بقرار «أرامكو».. نعم هذا غير مدروس، ولا اعتماد على الروس بقرار آخر فى مجلس الأمن، فهذا غير مفهوم ولا مضمون.. ولا عتاب وحساب علنيًا لمصر.. هذا لا يجوز، ولا تطاول مصريًا فى الإعلام بحجة التعبير عن الغضب والاستياء، فهذا يبقى آثاره فى النفوس.. نأسف لكل الأطراف، فإدارة الازمات دائمًا تحتاج نوعية أخرى، وفنًا لإدارة الأزمة والقرار والتنسيق مع الحكماء، وإلا ستكون كالسكين يجرح وينزف من الدماء يرتوى بها الأعداء فقط.. أيها العرب أدركوا وأسرعوا فى لملمة الخلافات، وإدارة الاختلافات، ولا تشمتوا الأعداء الذين يتلونون معكم.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
نتيجة التخاذل
لا تصرخي الآن يا جيلان .. الخمس سنوات القادمه مليئه بالمفاجآت. . التقاعس والتخاذل العربي له نتيجه معروفه مسبقا