"مش عايز من الدنيا كلها غير أنى أرجع أمشى على رجلى تانى.. أنا كنت بمشى وأجرى واتنطت، لكن ربنا أراد أنى أجلس على كرسى متحرك.. وأنا مؤمن بقضاء ربنا.. بس عندى أمل كبير أنى أنزل الشارع وأمشى على رجلى.. وحشنى لعب كرة القدم فى حصة الألعاب.. وحشنى الجرى والتنطيط فى الشارع"، كلمات امتزجت بالدموع خرجت من طفل برىء، ثم توقف قليلاً ليرتمى فى أحضان والدته باكيًا.
وفى غرفتين من الخشب داخل منزل قديم بوسط مدينة ببا التابعة لمحافظة بنى سويف، يسكن الطفل "محمد جمال إبراهيم محمد" صاحب الاثنى عشر عامًا، تلميذ فى الصف السادس الابتدائى، مصاب بضمور فى العضلات، هو وأسرته المكونة من والده الذى يعمل "سمكرى سيارات" بإحدى الورش داخل مدينة ببا، ووالدته ربة المنزل، وشقيقه كريم طالب الإعدادى، وشقيقاته، اثنتان بجامعة بنى سويف، والثالثة بالثانوية العامة، والأخيرة طفلة لم تتعد 4 أعوام.
حالة من الفقر الشديد للأسرة المكونة من ثمانية أفراد، دخلهم الوحيد هو ما يرزق به رب الأسرة "سمكرى السيارات"، حائرًا ما بين مصاريف أولاده الدراسية وإيجار شقته، والأكل والشرب، أما "محمد" بطل القصة، فلديه من الإيمان بالله وقدره والشجاعة، ما يساعده على تحمل ما يعانيه، وهو يجد نفسه جالسًا على كرسى متحرك لا يستطيع أن يزاول ما يفعله أقرانه من لعب ولهو.
تحدث محمد والدموع تغرق عيناه "أنا أسمى محمد وعندى 12 سنة، تلميذ فى الصف السادس الابتدائى، كنت بجرى وألعب لحد لما وصلت سنة ثانية ابتدائى، ابتديت أشعر بصعوبة فى الحركة، وكنت بقع وأنا ماشى لوحدى، لحد ما وصلت لمرحلة أنى مش بعرف أمشى أو أقف على رجلى تانى".
وأضاف محمد: "مش بروح المدرسة عشان بشوف الشفقة فى عيون زملائى، ومش بحب آكل كتير عشان متعبش بابا وهو شايلنى أروح دورة المياه، آو حتى يوصلنى للسرير، إحساس صعب لما يجى يوم العيد، وأنا بسمع الأولاد يلعبوا فى الشارع، وأنا نائم على السرير ، حتى أخويا كريم مش بيحب يخرج يلعب عشان يحافظ على مشاعرى".
لم يتمالك محمد دموعه، وهو يختتم كلامه: "اتبرعولى بثمن العملية نفسى أرجع أمشى تانى"، ثم ارتمى فى أحضان والدته واستمر فى البكاء.
" جمال إبراهيم محمد " ، سمكرى سيارات، والد الطفل محمد، أكد أن طفله أصيب بمرض "ضمور فى العضلات"، وهو فى سن السبع سنوات، توقف بعدها عن الحركة، مشيرًا إلى أنه عرض حالة طفلة على أغلب أطباء مصر، الذين أكدوا أن حالته تحتاج للعلاج خارج مصر وتحديدا بألمانيا.
وأضاف جمال، تواصلنا منذ ثلاث سنوات مع إحدى المستشفيات داخل دولة ألمانيا، وجاء رد المستشفى بإمكانية إجراء عملية زرع خلايا جذعية للطفل محمد، إلا أن تكلفة العملية ستصل إلى 35 ألف يورو، وهو الأمر الذى يعد من المستحيلات، نظرًا للحالة المادية الخاصة بالأسرة
وأشار والد الطفل محمد إلى أنه طرق جميع الأبواب الحكومية والجمعيات الأهلية والقنوات الفضائية، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل، مشيرًا إلى أن الحل هو إجراء جراحة زرع الخلايا الجذعية داخل المستشفى بألمانيا.
وأضاف جمال أنه توقف عن علاج طفله محمد، بعدما زادت المصاريف الخاصة بالمنزل، وعدم مقدرته على توفير التزامات العلاج وجلسات العلاج الطبيعى، فيما طالبت والدة الطفل محمد أصحاب القلوب الرحيمة والمقتدرين بالوقوف بجوار طفلها ومساعدته فى السفر والعلاج فى ألمانيا، وتحقيق حلمه بعودته مرة أخرى للوقوف على قدميه، قائلة: "خدوا عمرى كله ورجعوا محمد للدنيا تانى".
للتواصل مع الحالة: 01157227183
الطفل محمد جمال
تقرير بحالة الطفل محمد
خطاب المستشفى الألمانى
منزله محمد
معاناة الطفل محمد جمال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة