بلغ عمرها 93 سنة حسب بطاقتها الشخصية، ولدت عام 1923 فى قرية كفريا التى تقع شمال مدينة إدلب بثمانية كيلومترات، لم تسلم من إعمال الإرهاب فكانت دموعها الممزوجة بالفرح والحزن تشرح معاناة أعوام قضتها ضمن ظلم الحصار الإرهابي.
تتحدث الخالة أم محمد لمراسل "سبوتنيك" قائلة: أخذ الإرهاب أولادى ولا أعلم أين هم حالياً، بقى لدى ولدين يخدمون فى صفوف الجيش السوري، ووصل خبر أحدهم على أنه شهيد… تكمل أم محمد ومن حولها أحفادها، حبسوا عائلتى وجيرانى وحرمونا من أبسط الحقوق لكى نستطيع العيش، وهى الأكل والشرب، فأصبح كيلو الحنطة بـ 7 آلاف ليرة سورية والخبز بـ1000 ليرة سورية. عندما سئلت عن صحتها وما تعانيه من أوجاع إذ قالت إنه لم يسمح لها زيارة طبيبا ولم تتناول أى أدوية ما خلا المراهم الجلدية وبعض القطرات العينية والأذنية، لذلك كان شعارها دائما "الله هو الشافى والمداوي" وهى لا تعتمد على صنف معين من الغذاء وتأكل كل ما يتاح لها من طعام.
رسم الزمن على وجه المعمرة فاطمة (أم محمد) دروب الشقاء التى سلكتها فى رحلة بحثها عن لقمة العيش خلال مسيرة حياتها الطويلة وجفت العروق فى جسدها الضئيل بعد أن كانت منذ ثلاثة أعوام فقط تقوم بكامل نشاطاتها اليومية الحياتية وتجلس أمام منزلها لتتبادل مع أهل القرية الأحاديث المحببة أما الآن فتحتاج إلى من يسندها فى مشيتها ويعصب لها غطاء الرأس الذى لم يفارقها منذ أن كانت صبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة