نقلا عن العدد اليومى...
العاصمة الإدارية الجديدة والمشاركة الألمانية بها، ملف التعليم ونقل التكنولوجيا الألمانية فى مجال الصناعة وكسر حاجز المليون ونصف سائح، كلها ملفات ساخنة على مكتب الدكتور بدر عبدالعاطى سفير مصر بألمانيا، ومهمة يعمل عليها منذ بدأت الانفراجة الكبرى فى العلاقات المصرية الألمانية، عقب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لبرلين فى يونية العام الماضى
«اليوم السابع» استمع فى هذا الحوار إلى السفير المصرى فى ألمانيا، الذى يمتلك الكثير من الأحلام والأمنيات والخطط التى لابد أن تتحقق.
وأكد السفير بدر عبدالعاطى، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى العاصمة الألمانية برلين مثلت نقطة انطلاق فى العلاقات المصرية الألمانية، وقطعت شوطا كبيرا فى توضيح الأمور فى مصر بعد ثورة 30 يونيو، مشيرا إلى أن الجالية المصرية كان لها الدور الكبير فى مواجهة محاولات الشوشرة على الزيارة من قبل جماعة الإخوان وأنصارها فى برلين.. وفيما يلى نص الحوار..
تبدو ألمانيا وكانها لا تلقى الاهتمام الكافى من الرأى العام فى مصر رغم الثقل النوعى الكبير لها فلماذا؟
- ربما كان الأمر كذلك فى السابق، ولكن زيارة الرئيس مثلت نقطة انطلاق فى العلاقات المصرية الألمانية، ويتضح ذلك فى الزيارات المتبادلة بين البلدين، سواء من جانب وزير الخارجية المصرى أو رجال الأعمال أو رئيس اتحاد الغرف الصناعية ورئيس اتحاد الغرف التجارية والوفود البرلمانية، وهذا يعكس الاهتمام المصرى بألمانيا.
وبشكل عام فألمانيا أول قوة اقتصاية داخل الاتحاد الأوروبى ورابع أقوى اقتصاد على العالم، ولا نملك رفاهية تجاهلها، وهناك اهتمام كبير بها فى الفترة الأخيرة ليس فقط فى المجالات السياسية، ولكن أيضا فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبحث العلمى والتكنولوجيا ولدينا مقترحات طرحها وزير التعليم العالى بإنشاء فروع للجامعات الألمانية فى العاصمة الإدارية الجديدة، لأن هناك طلبا عاليا على الجامعات الألمانية، خاصة فى العلوم التطبيقية والتعليم المهنى ومراكز الأبحاث.وكذلك البحث العلمى المرتبط بالصناعة مثل صناعة السيارات ونقل هذه التجربة المهمة من الجانب الألمانى».
ما آخر المستجدات بالنسبة للاتفاقيات الموقعة بين مصر وألمانيا؟
- تم توقيع عقد مع شركة سيمنز الألمانية لإنشاء مصنع فى العين السخن للشفرات الخاصة بمحطات توليد الطاقة الكهربائية من الرياح، وكذلك إنشاء مركز تأهيل خاص بقطاع الكهرباء لتخريج خبراء مصريين مؤهلين لصيانة المحطات الكهربائية والتوربينات، وسيتم الافتتاح خلال الأشهر القليلة المقبلة، ومن أولوياتنا الترويج للمنطقة الاقتصادية الخاصة بقناة السويس التى يرأسها الدكتور أحمد رويش. نقوم بعملية الترويج فى وسط مراكز المال والأعمال والصناعة فى ألمانيا للمنطقة حول قناة السويس».كيف ينظر المسؤولون الألمان لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة فى مصر؟
- لديهم اهتمام كبير بالمشروع ووزير الدولة للشؤون الخارجية الألمانى كان موجودا فى مصر وأجرى مقابلة مع وزير الإسكان واطلع معه على الخطة الخطة الرئيسية للعاصمة الإدارية الجديدة، وعادوا وهم يحملون تصور مهم بأن هذا المشروع نقلة قومية تعالج ما تعانى منه القاهرة، إذ إنه سيكون هناك اهتمام بالبيئة والمواصلات التى تستخدم الوسائل النظيفة للطاقة. ونهدف للاستفادة منهم فى بعض الصناعات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات فى العاصمة الإدارية الجديدة وهم متفوقون بهذا المجال.كيف يرى الألمان للإجراءات الاقتصادية الأخيرة التى اتخذتها الحكومة المصرية؟
- مصر أصبحت جذابة للاستثمار بسبب انخفاض قيمة العملة المصرية، ولم تعد العملة الصعبة مشكلة، وكذلك وجود المجلس الأعلى للاستثمار الذى يدعم المنظومة، كما أن هناك تعديلات جديدة على قانون الاستثمار تعمل على إزاحة العقبات الإدارية والبيروقراطية الموجودة حتى تصبح الدولة المصرية منفتحة على الاستثمار الألمانى».ما أهم أولويات عمل السفارة المصرية فى ألمانيا فى الفترة المقبلة؟
- الأولوية الأولى لدينا هى السياحة وهدفنا الأساسى أن نعود لمعدل 2010 فى الوصول بعد السياح الألمان لمليون و400 ألف سائح، وهذا أقصى معدل تم الوصول إليه، ثم الهدف الثانى تجاوز هذا الرقم،.
أما هدفنا الثانى فهو ونقل التكنولوجيا وتوطينها وليس استيراد التكنولوجيا الألمانية ووضعها فى مصر دون توطين. ونركز على البحث العلمى المرتبط بالصناعة، وهذا ما طرحه وزير الصناعة والتجارة فى زيارته لبرلين يونيو الماضى، من خلال مراكز أبحاث تدعم وتجود المنتجات بالقطاعات الصناعية المختلفة، وكذلك التعليم الفنى بشكل عام ولابد من عمل شراكة كاملة بين القطاع العام والخاص فى مصر لتطوير التعليم الفنى الذى يقدر على توفير العمالة التى تحتاجها مصر.
والاستعانة بالتكنولوجيا الألمانية فى استخراج المياه الجوفية من الآبار، وكذلك التكنولوجيا الخاصة باستنباط سلالات جديدة من الماشية تنت لحوم وألباث أكثر، وكذلك التكنولوجيا الخاصة بالأجنة وحقن إناث الماشية فى مصر بها وإنتاج سلالات جديدة، لدينا مشروع وطنى لتربية مليون رأس ماشية ونحتاج التكنولوجيا الألمانية به.
كيف تواجهون الاستغلال الإخوانى لموقف ألمانيا من ثورة 30 يونيو فى تشوية صورة مصر ونظامها؟
- ألمانيا لم يكن لها موقف مناهض لثورة 30 يونيو، وكل ما كان هو عدم فهم للأوضاع الحقيقية داخل مصر وزيارة الرئيس السيسى لألمانيا قطعت شوطا كبيرا للغاية فى تغيير الصورة، وبالنسبة للحكومة الفيدرالية تحققت نقلة كبيرة للغايةو وأصبح هناك فهم أكثر لحقيقة الأوضاع فى مصر وأهمية ثورة يونيو باعتبارها ثورة تصحيحية لثورة 25 يناير، وبالتالى أصبح هناك اقتناع لدى الجانب الفيدرالى الألمانى أن مصر كانت على شفا أن تصبح سوريا أخرى ما لم تقم ثورة 30 يونيو الشعبية وتصصح المسار، وعلى المستوى غير الرسمى فى منظمات المجتمع المدنى والإعلام، تم قطع شوط كبير، فصعب الآن أن تجد من يستعين بكلمة انقلاب، وأصبح ذلك فى الماضى.
لديهم بعض الملاحظات فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان ونتواصل معهم، ونؤكد أن هناك التزاما من القيادة المصرية حيال هذا الأمر، لأن هذا هدفا قامت من أجله ثورتين شعبيتين، وعليكم الوعى بأن مصر تحاول تحقيق التوازن بين أمرين وهما تحقيق الديمقراطية من ناحية ومواجهة الإرهاب من ناحية أخرى.
كيف تستغلون الهجمات الإرهابية فى تدعيم الموقف المصرى بخصوص قضية الإرهاب؟
- أستطيع القول بأننا قطعنا شوطا كبيرا للغاية، وأصبحت منظمات المجتمع المدنى ومراكز الأبحاث والإعلام الألمانى قولا واحدا، تعترف تماما بالحرب التى تخوضها مصر ضد الجماعات الإرهابية، وأن مصر حققت نجاحات كبيرة، كما أن هناك تقديرا للمنهج المصرى الشامل فى التعامل مع الإرهاب، إذ إن مصر كانت تركز قبل ذلك على البعد الأمنى فقط الآن نركز على البعد الأمنى جنبا إلى جنب البعد الاجتماعى والاقتصادى.
وأعقد لقاء أسبوعيا مع المحررين بالصحف الألمانية، وكذلك لقاء شهرى مع رؤساء التحرير بالجرائد الألمانية، نتناول خلالها عن إنجازات مصر فى الحرب على الإرهاب، لأنها ولأول مرة تحارب الإرهاب من جذوره ونتحدث هنا عن تخصيص 10 مليارات جنيه مصرى من الموازنة لإنشاء مشروعات فى وسط وشمال سيناء فى مجالات الرخام ومجالات أخرى صناعية لتوفير فررص عمل للشباب فى سيناء، إذ إن هذه الإنجازات تشرح بشكل مستمر، وهناك إيمان كامل وتعاطف وتسليم بوجهة النظر المصرية، وأن مصر تمثل السد العالى فى مواجهة الإرهاب بالمنطقة، خاصة بعد الهجمات الإرهابية فى بروكسيل وباريس وألمانيا نفسها.
ما مدى تأثير جماعة الإخوان من خلال مناصريها فى ألمانيا؟
- كل هذا كلام فارغ وليس لهم أى وجود أو تأثير، وأقولها واضحة أنه لابد من النظر للأمام والتطلع للمستقبل، ووضع هذه الجماعة خلف ظهورنا، لأن جماعة الإخوان أصبحت لا وجود لها وفى طى النسيان، ونستمر فى شرح الصورة وقطعنا شوط كبير وعلينا النظر نحو الاستفادة من الشراكة مع الجانب الألمانى.أهم المشكلات التى تواجه المصريين فى ألمانيا؟ ودور الجالية المصرية فى الترويج لمصر؟
- الجالية المصرية هنا محترمة جدا وتمثل أيدينا وأعيننا فى خدمة مصر ونقل الصورة الصحيحة عنها، وأنا على تواصل معهم، مؤكدا لهم أن لهم حقوقا وعليهم واجبات فى محاولة إنزال وفود اقتصادية لزيارة مصر، ونقل فرص الأعمال والاستثمار الموجودة فى مصر للجانب الألمانى، وليس هناك مشاكل حقيقية كبيرة، ومنها مطالبات المصريين فى ألمانيا بتعديل تشريعى من مجلس النواب ليتمكنوا من استعادة الجنسية المصرية بعد تنازلهم عنها للحصول على الجنسية الألمانية، إذ إن القانون المصرى يرفض استعادة الجنسية المصرية لمن تركها بعد مرور عام واحد على إسقاطها عنه.إلى أين وصلت الاتفاقيات التى وقعها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته لألمانيا؟
- البعض منها تم تنفيذه بشكل كامل والبعض الآخر فى طريقه للتنفيذ وفقا للجدول الزمنى المتفق عليه، هناك تفاهمات فى الاقتصاد والاستثمارات وتبادل الزيارات وهناك إرادة سياسية بين الجانبين لتفعيل الاتفاقيات».ما دور الجامعة الألمانية فى تدعيم العلاقات بين مصر وألمانيا؟
- الجامعة الألمانية تمثل جسرا مهما للغاية للتواصل بين مصر وألمانياا من خلال التبادل الطلابى والتبادل الأكاديمى وتبادل أعضاء هيئة التدريس والمناهج، فهى لاعب أساسى فى العلاقات المصرية الألمانية، وهناك خريجون مصريون فى تخصصات مهمة هنا فى برلين والنظام المعمول به فى الجامعة الذى يقضى وجود الطلاب المصريين لفترة معينة للدراسة بفرع الجامعة فى برلين، حيث يدعم خريجى الجامعة ويجعلهم قادرون على المنافسة ويكسبهم العديد من الخبرات، ونأمل فى المستقبل حال سن قانون للهجرة إلى ألمانيا أن يكون هناك هجرة موسمية فى تخصصات معينة، خاصة الطب والهندسة ليكتسب الطلاب المصريون الخبرة الألمانية ونقلها إلى مصر، ولكن البرلمان الألمانى لم يقر قانون الهجرة حتى الآن، ولدينا العديد من النماذج المصرية المشرفة من الطلاب العاملين هنا فى ألمانيا.متى يتم رفع الإجراءات التى أعلنتها ألمانيا على السفر لمصر بعد حادث الطائرة الروسية؟
- هى إجراءات بسيطة وليس هناك حظر على السفر إلى مصر، وهناك تحذير وحيد بعدم الطيران فوق سيناء تحت 26 ألف قدم، وأثق تماما أنه خلال الشهور المقبلة سيتم رفعه على الأقل بالنسبة لجنوب سيناء وتحديدا مدينة شرم الشيخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة