المنطقة تتغير من حولنا ونحن العرب فى حالة تخبط فلا تنسيق أو مكاشفة أو عتاب
كنت أقف بين الفريق الذى يتابع الأحداث عن كثب الذى لم يتفاجأ لحظة من عدد الأحداث الإرهابية والإجرامية التى توالت، وربما ستتوالى من حولنا، فالأيام المقبلة أكثر التهابا وقد تحمل بداخلها الكثير، فالعالم أصبح جزءا أساسيا لساحة تنافس وصراع، ومن ثم تفاهمات قادمة بعد إشعال فتيل الحرب فى كل الزاوية..
يعود الكلام عن ضرورة الحل السياسيى فى اجتماع تركيا، روسيا، إيران.. وأمريكا وإسرائيل من وراء الستار فبينهما أهداف أخرى واتفاقات، بالإضافة إلى علاقات الفتور الواضحة بين بريطانيا وروسيا تلاحظ من برودة التعازى والتفاعل مع اغتيال هذا السفير الروسى فى تركيا.. وضغوط أرووبية مستمرة أيضا متراكمة على تركية.. ومازلنا نحن نرصد لنوعية التوجهات الاستراتيجية المقبلة بينهما أمام مزيد من ترهل عربى تتصاعد فية المناكافات بدلا من اللجوء إلى التنسيق والتفاهمات.. آسفة لأرواح تزهق، ودماء تنزف منذ سنوات، ودول بكاملها تفشل وتسقط، وأخرى تتخبط وتترنح وغيرها تتعثر وتختنق وتظل الشعوب وحدها من تدفع الثمن.. وكان متوقعا تنوع الانفجارات فى الساحة الإقليمية لنهاية العام ومع بداية العام الجديد بحجة محاربة التشدد وضرورة إعادة تشكيل أدوار، والتحجيم من الكثيرين.. فنحن فى فترة تعرف بالمساحات الفارغة التى تسمح باستعراض التمدد والتدخل والانفراد بالقوة، فالمصالح المشتركة بين روسيا وتركيا أكبر من سقوط طائرة حربية أو مقتل السفير الروسى.. ربما تصدير الغاز الروسى عن طريق تركيا أهم.. والتقارب بين التركى الروسى باستقبال 4 ملايين سائح، وأكثر من 30 مليار دولار حجم التجارة بينهما، يجبر بتفاهم وتطور فى المواقف والتنسيق فى العديد من السياسات وفى إعطاء نفوذ فى مناطق حدودية فى سوريا الذى قد يكتمل بالتوافق مع التسويات...فالمهم الآن وحدة الأراضى التركية ودعم أردوغان مما قد يستفز ذلك البعض أولهم الغرب، وإيران، والنظام السورى نفسه الذى يتخوف من تسوية مقبلة ممكنة على حساب النظام بين ترامب وبوتين وتأتى من ضمن فوائد جارة التركى؟!
العلاقات العسكرية الروسية على أكمل وجه ولها حسابات مرتبطة بالرقة وشمال سورية حتى أن الطرف الملام هو التركى بعد أن قدم عددا من التنازلات، فهناك المحور «التركى الروسى الإيرانى»، وعلى جانب الآخر، فالخطر الكردى مرة والداعشى مرات يجعلهم فى تقارب وتحالف ظاهر ليشكل ميزان قوة مهم فى العالم الجديد.. فتنوع الحوادث جعلهما لا يغيروا من توجهاتهم فى التشاور.. روسيا تستغل الحادث بدفع الجميع للاستمرار فى محاربة الإٍرهاب، وأصبح أمام العالم تركيا وروسيا ضحايا الإٍرهاب وليس متدخلين أو متطفلين، هناك اتفاقات مستمرة بينهما ومصلحة مشتركة فى سوريا، وهذا ربما لعرقلة نشر عدد من المراقبين الدوليين، فاغتيال السفير الروسى.. غضب شعبى.. اختراق أمنى.. المستفيد والمتضرر فى هذه العمليات الإرهابية.. رد الفعل على الإجرام فى حلب.. النظام السياسى التركى مرتبك من دعم المعارضة ونفس الوقت روسيا.. والعملية توضح أنها كانت سهلة مستباحة لأمن السفير الروسى الذى ربما يدفع جزءا من ثمن السياسة الخارجية لبوتين.. كل ذلك يحدث من حولنا ونحن العرب فى حالة تخبط.. نعم فلا تنسيق أو مكاشفة أو عتاب لما وصلت إلية علاقتنا العربية وتوجهاتنا القومية للحفاظ على مصالحنا العربية.. الجميع يعانى من مراهقة سياسية.. وقطر تشعل الخلافات وتستفيد من التجاذبات السعودية المصرية، وسد النهضة أصبح فجأة وجها للزيارات خليجية، فلا فعاليات مشتركة واضحة للحفاظ على الأمن العربى.. ولا تنازلات من الأطراف ولا مواد مهدئة قريبة لعلاج هذا التوتر الذى يزيد أمام التحديات الأمنية والاقتصادية ولا نعلم إلى متى؟ وإلى أين ستصل بِنَا هذه التحركات.. مواجهات قريبة أم ضرورة المراجعة ورعاية التوازنات المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة