جميل أن تتجمع الخيوط فى بضعة أيام، جميل أن تتساقط الأقنعة قناع بعد قناع، هنا يجب أن يسجل التاريخ ما جرى، وأن يضع خطا تحت علاقة الإرهاب بالإخوان، وعلاقة قطر بالإرهاب، وعلاقة تركيا بالإرهاب، وأن تتحول هذه القضية إلى قضية رأى عام عالمى، تشير إلى الفاعل باسمه وبلده أفعاله، حتى يعرف العالم من يدمره ومن يعمره.
أتذكر أن جماعة الإخوان المسلمين أصدرت بيانا وقت القبض على المجرم المعدوم «عادل حبارة» قالت فيه إن القبض على حبارة يبرئ الإخوان من مذبحة رفح الثانية، لكن لأن الكاذب سريع النسيان حول الإخوان صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى إلى سرادق عزاء كبير يتقبلون العزاء فى الفقيد ويدعون له بالرحمة، سائلين الله أن يغفر له، حتى أن وسما شهيرا من وسوم التضامن مع «حلب» تحول إلى رثاء القاتل «حبارة» والبكاء عليه، مؤكدين بهذه الأفعال عمق انتمائهم للإرهاب وهم أبناء قبيلته وزارعو شتلته ومباركو جرائمه.
فى الأمثال الشعبية المصرية نعرف هذه الحالة جيدا، إذ يقول الحكيم الشعبى مقولته الفصل فى هذا الأمر، مؤكدا أن «البيض الممشش بيلم على بعضه» فتجمعت «شلة فساد الكون» هنا وأصبحت على قلب فاسد واحد، وكانت اللطمة الكبرى على وجه الزيف حينما كشفت انتماء الإرهابيين الذين فجروا الكنيسة البطرسية إلى جماعة الإخوان قولا وفعلا وتنظيما، ثم جاء إعلان داعش لتبنيها جرم تفجير الكنيسة، ليؤكد أن داعش ليست سوى وجها من وجوه الإخوان وأن جميع طوائف الإسلام السياسى ليست سوى وجها من وجوه الإرهاب العالمى، تتخذ أحيانا قناعا دينيا مثل السلفية، وأحيانا قناعا تنظيميا مثل جماعة الإخوان المسلمين، وتتخذ أحيانا قناعا مدنيا مثل «أنا مش إخوان بس بحترمهم» وتتخذ أحيانا جناحا دبلوماسيا مثل قطر وتركيا، بينما هى فى حقيقتها داعش فحسب، داعش وفقط.
اتسعت دائرة الحرب، والمصالح تجمعت ضد البشرية كلها، أما أن تكون «إنسانا» مثلما نريد أو تكون «وحشا» كما يريدون، فهى معركة «إنسانية» فى المقام الأول، يجب أن يتكاتف فيها كل أنصار الإنسانية للإجهاز على الإرهاب بكل أشكاله، لا فرق بين من يرتدى حزاما ناسفا ومن يرتدى بذلة ورابطة عنق، وقد اختار الله مصر لتكون فى طليعة الحرب الإنسانية، ومصر لا تمتلك ترف الهزيمة.
عدد الردود 0
بواسطة:
مريان نعيم
واقعين مع حرباية بألف لون ومليون وش والكارثة إحنا مش عارفين نمسكها ,,
منذ مئات السنين وقد إعتدنا أن تكون مصر مطمع لكثيرين لكن أن يصل الأمر إلى هذا الحد من الكره إلى درجة أن يتفق علينا أقرب الناس وجيران طالما دعوناهم أخوة ودماء عربية وإفريقية واحدة هذا مايدعوني للتساؤل دون توقع الإجابة لماذا؟!