حضر حفل التكريم الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسّسة الفكر العربى، الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى للاتّحاد حاكم الشارقة، الرئيس اللبنانى الأسبق أمين الجميل، الأمير بندر بن خالد الفيصل، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربيّة عبد اللطيف بن راشد الزيّانى، رئيس البرلمان العربى أحمد الجروان، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى رئيس مؤسّسة الشارقة للإعلام، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، المدير العام للمؤسّسة البروفسور هنرى العَويط، أعضاء مجلسى الأمناء والإدارة والأعضاء المشاركين فى مؤسّسة الفكر العربى، ونُخبة من كبار المثقّفين والأكاديميّين وشخصيات دبلوماسية وكبار الإعلاميين.
الأمير خالد الفيصل يكرم حاكم الشارقة
كما تسلم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير مكة المكرمة ورئيس مؤسسة الفكر العربى تكريم "مسيرة عطاء"، ضمن حفل توزيع جائزة الإبداع العربى فى دورتها العاشرة.
ثم ألقى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى كلمة له بهذه المناسبة قال فيها: "يشرفنى أن أقف بينكم لاستلم جائزة ذات قيمة فكرية وليست هذه الجائزة إلا تكليف لى وليست تشريفًا، وقد كان بودى أن أكون بينكم فى الأمس إلا أننى كنت بين المدينة والرياض أحاول أن أصل بأقصى سرعة لألحق بالركب هذا اليوم، وفِى ظهر هذا اليوم جاءنى الطلب بإعداد كلمة لإلقائها فى هذا الحفل الكريم فأخذت الأوراق والقلم كتبت كلمات على عجالة علنى أوفى الجائزة وصاحب الجائزة حقهم".
الفائزون بجوائز الإبداع العربى 2016
تمنح المؤسّسة جائزة الإبداع العربى فى ثمانية مجالات هى: الإبداع لأهمّ كتاب، الإبداع العلمى، الإبداع التقنى، الإبداع الاقتصادى، الإبداع المجتمعى، الإبداع الإعلامى، الإبداع الأدبى، الإبداع الفنّى.
وفاز هذه السنة بجائزة الإبداع العلمى رائد يوسف مصلح (الأردن) عن برنامج التعديل المكانى التخيّلى، وجائزة الإبداع التقنى محمّد يوسف فتّاح (العراق) عن تقنية جديدة لتحسين أداء الركائز الأنبوبيّة من خلال تقييد غلق نهاياتها عند مسافات محدّدة، والإبداع المجتمعى مناصفة بين سالين توفيق السمرانى (لبنان) عن مبادرة "عنصر شبابى يقود الإصلاح التعليمى" لجمعية التعليم لأجل لبنان، وعبد الرحمن على الزغلول (الأردن) عن مشروع "الخبز من أجل التعليم"، وجائزة الإبداع الإعلامى أحمد عصمت على (مصر) عن موقع منتدى الإسكندريّة للإعلام، وجائزة الإبداع الأدبى وجدى الكومى عن رواية "إيقاع"، وجائزة الإبداع الفنّى عبد المسيح أبو جودة (لبنان) عن كتاب "السينما فى لبنان هذا المساء".
وألقى البروفسور هنرى العَويط كلمة أوضح فيها أن جائزةُ الإبداع العربى ليست الأقدمَ عهدًا، فقد شهد العالمُ العربى فى العقدين الأخيرين إطلاقَ عددٍ ملحوظٍ من الجوائز العلميّة والأدبيّة. وأيّا تكن دوافعُ هذه المبادرات ومراميها، فهى تشكّل ظاهرةً إيجابيّة تستحقّ التقدير والثناء، ومع أنّه لم يمضِ على إطلاق جائزتنا إلّا عشرُ سنوات، فقد نجحت فى أن تتبوّأَ مكانةً مرموقة وأن تتّسمَ بطابَعٍ مميَّز. فهى من الجوائز المعدودات التى لا تحمل اسم منشئها أو راعيها، ولا يتمّ بالتالى توظيفها بغرض إبراز إنجازاته والإشادة بسخائه، أو تخليد ذكراه. وهى لا تسلّط الضوءَ على مانحها، بل على الإبداع، وعلى مستحقّى الجائزة من المبدعين.
وأكّد أن المؤسّسة تطمحُ من خلال جوائزها، لا إلى الإعلاء من شأن الإبداع وتكريم المبدعين وحسب، بل أيضًا إلى التحفيز على الإبداع وتشجيع المواهب الناشئة والواعدة على تفجير طاقاتهم الإبداعيّة الكامنة. وفضلًا عمّا باتت "جائزة الإبداع العربى” تتمتّع به من سمعةٍ طيّبة ومصداقيّة عالية، بفضل دقّة آليّات الترشيح المتّبعة، وصرامة معايير التحكيم المعتمدَة، وبفضل ما يتحلّى به منسّقو لجان التحكيم وأعضاؤها من كفاءةٍ عالية ونزاهةٍ علميّة مشهودة، فقد نجحت المؤسّسة فى أن تستقطب ترشيح كبار المبدعين اللامعين، وأن تستقطب أيضًا ترشيح مجموعة من الشباب المبدعين المغمورين، ومَنَحت جوائزها للفائزين بها من هاتين الفئتين.
وقال العويط: وإذ نسترجع الليلة مسيرةَ "جائزة الإبداع العربى" فى عيدها العاشر، فى ضوء أهدافها المرسومة وسِماتها وخصائصها المميّزة، وفى ضوء حصادِها الوفير ورصيدها الحافل، يحقّ لمؤسّسة الفكر العربى أن تشعر بالاطمئنان إلى سلامة التوجّهات، وبالرضى عن الأداء والانجازات. ولكنّها مدعوّةٌ، وفى هذه المناسبة بالذات، إلى إخضاع جائزتها لمراجعةٍ شاملة، من أجل الإعداد لانطلاقةٍ متجدّدة للجائزة فى مطلع هذا العقد الثانى من عمرها، تسمحُ بتطويرها وبالارتقاء بها إلى مصافّ الجوائز العالميّة، لتسهم بصورةٍ أقوى وأفعل فى تحقيق رسالة المؤسّسة فى خدمة الفكر وفى تعزيز الإبداع والتحفيز عليه وإشعاعه.
الأمير بندر يهنأ الإمارات بالعيد القومي
بعدها ألقى الأمير بندر بن خالد الفيصل كلمة رفع فيها خالص التهانى والتبريكات، إلى مقام الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وحكومته الرشيدة، وشعبِها الكريم، بمناسبة حلول الذكرى الخامسة والأربعين لقيام هذه الدولة المُباركة، والتى قدّمت نموذجًا يُحتذى به للوحدة العربيّة.
ورحّب بالحضور الحاشد وأرباب الفكر ورُعاته، وحيّا هذه الكوكبة المُتلألئة فى سماء الحفل بإبداعاتهم التى بلغت غاية السموق، بعدما نذروا لها جُلّ أعمارهم، وبذلوا فى سبيلها الجُهد الجهيد، بالصبر والمثابرة، وأثبتوا أن الإنسان العربى كفوء لإحراز قصب السبق، فى مضامير العصر كافّة. فحقٌ لنا أن نفتخر بهم ونُفاخرُ، وحقٌ لهم علينا أن نُكرّمهم، ونُثمّن جُهدهم الدؤوب وإنجازاتهم الرائدة لرفعة أُمّتهم.
وقال: وإذ تحتفل مؤسّسة الفكر العربى اليوم بمرور خمسة عشر عامًا على رصد جوائزها السنويّة للإبداع العربى، وعشرُ سنوات على تطويرها إلى ما هى عليه اليوم، وتحرصُ على التزام الحياد والشفافيّة فى تحكيمها، طبقًا للأُسس العلميّة والموضوعيّة، يُسعدها أن تُهدى لأمّتنا العربيّة، هذه النجوم الساطعة فى سماء الإبداع المُميّز، والتى استحقّت بجدارة، الفوز بجوائز هذا العام، لتنضمّ مع سوابقها إلى رصيد الأمّة، من القوّة الفكريّة والمعرفيّة، الفاعلة فى الحفاظ على توازنها وتطويرها ورفعتها.
أضاف: يحدونا الأمل أن تُسهم مؤتمرات "فكر" مع مُخرجات هذه الجوائز بقدر من التصدّى لـ "الزلزال العربى"، الذى يعصف بأرجاء الأمّة، منذ نهاية العقد الأول من القرن الحالى، إلى حدّ محاولة تفكيك كينونتها وتهديد وجودها على النحو الذى شخّصه بحكمةٍ بالغة ورؤيةٍ ثاقبة، سموّ رئيس المؤسّسة فى كلمته الافتتاحيّة لمؤتمر "فكر" الحالى، والتى اختتمها مُناشدًا الأمّة أن تهرع إلى امتطاء قارب النجاة، بفكرٍ ونهجٍ جديدين، يعتمدُ العلم والعمل بالرأى السديد، لإنقاذ الأمّة من هذا المُنزلق التاريخى الخطير.
وتابع: إنّنا لنحسب أن "التكامل العربى"، الذى اشتغل عليه مؤتمر "فكر" فى دوراته الثلاث الأخيرة بالتعاون مع جامعة الدول العربيّة، بالدراسات العلميّة والعمليّة المُعمّقة، يُمثّل طوق النّجاة، بتسخير مُجمل المقدرات والإمكانات العربيّة والتنسيق بينها، فى مواجهة ما يُحاك لأمّتنا، وبما يُعظّم من قدرتها مجتمعةٍ على النهوض من كبوتها، مع احترام استقلاليّة كل دولة وسيادتها، وهو الأمل المعقود على أرباب الفكر والساسة، أن يرتقوا به من مرحلة التنظير، إلى حال التطبيق على أرض الواقع، وإلّا ذهبت كل تلك الجهود أدراج الرياح هدرًا وسُدى.
جدير بالذكر أن مؤتمر فكر 15 تنظمه مؤسسة الفكر العربى برئاسة الأمير خالد بن فيصل أمير منطقة مكة، وبالتعاون مع جامعة الدول العربية ومجلس تعاون دول الخليج، وبرعاية إعلامية من مؤسسات إعلامية عدة من بينها اليوم السابع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة