أناب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، في افتتاح مؤتمر "البيئة والسكان والتنمية في دول العالم الإسلامي"، الذي تنظمه جامعة الأزهر بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية والجمعية الجغرافية المصرية، وذلك بمركز صالح كامل الاقتصادي بجامعة الأزهر.
وخلال كلمته أكد وكيل الأزهر على الجهود التي يقوم بها الإمام الأكبر من أجل تصحيح صورة الإسلام في العالم ومواصلته العمل ليل نهار، مشيرًا إلى أنَّ الأحداث الدامية التي شهدناها خلال الأيام القليلة الماضية أقامت الحُجَّة والبرهان على أن الإرهابيين لا ينطلقون من تعاليم الأديان لأنهم ضربوا المسجد والكنيسة بأغراضهم الدنيئة وأهدافهم الشخصية وأفكارهم الفاسدة.
وحول موضوع المؤتمر قال إنَّ من لا يملك غذاءه لن يملك قراره، وأنَّ هذا المؤتمر جاء في وقته المناسب ليعالج محاور كثيرة يرتبط بعضها ببعض، فبلادنا تملك كل مقومات الرخاء من حيث الموقع الجغرافي المتميز الذي يربط بين قارات العالم المختلفة، ومن حيث الثروات الكامنة في الجبال وفي بطون الأرض، ومن حيث الثروة البشرية التي يعتبرها البعض مشكلة في حين هي في حقيقتها ثروة لابد من استغلالها في عمارة الأرض ودفع مسيرة التنمية، فهذه الثروات ليست شرًّا محضًا لأنها يمكن أن تتحول إلى ثروة هائلة تتحول إلى قوة للبناء والتنمية.
وأشار إلى أن الدول الغربية نجحت في تحقيق الرخاء لأنها أحسنت استخدام ثرواتها البسيطة، وهو ما ينقص بلادنا التي ما زالت مطمعا للمستعمرين لما بها من خيرات وموارد وثروات جُيِّشت لها الجيوش الغربية وتصدت لها شعوبنا وبذلت دماءها للدفاع عن أرضنا ومقدراتنا، لافتًا إلى أن المستعمر والمستغِل لا يمانع من تدمير الثروات إذا لم يستطع نيلها والحصول عليها، وهذا ما نجده في عدد من دولنا الإسلامية التي تعاني الخراب والتدمير.
وخاطب الأثرياء ورجال الأعمال العرب لاستثمار أموالهم في بلادنا العربية لتنميتها والنهوض بها بدلًا من ضخ هذه الاستثمارات في الغرب، لأن الاستثمارات العربية في الدول الغربية أحدثت لتلك الدول نماءً وازدهارًا وجاءت بانعكاسات سلبية على المجتمعات العربية، وهو ما يستدعي أيضًا من أصحاب القرار رسم سياسات واضحة لاستثمار الموارد والمقومات التي تمتلكها المنطقة العربية للاستفادة منها في التنمية ودفع عجلة الاستقرار والرخاء نحو الأمام.
من جانبه، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن العالم الإسلامي يعاني من مشكلات حادة فيما يخص قضايا البيئة والسكان والتنمية، تحتاج إلى الاستفادة من العنصر البشري لأن مرتكزات الإصلاح ترتبط به كمحور أساسي تقوم عليه البيئة والمجتمع، وصلاح البيئة متوقف على صلاحه، كما أن محاولات الإفساد وعدم المحافظة على الإنسان تعد أكبر تحد لمسيرة التنمية، لافتًا إلى أنَّ الشرع الحنيف يدعو إلى تنمية جوانب الحياة وصيانة البيئة.
وبدوره، أشاد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، بهذا المؤتمر وقال إنَّه يقوم على مثلث التنمية والبيئة والسكان بالعالم الإسلامي الذي يكترث أكثر من 35% من مقدرات العالم أجمع ولكن العولمة المهيمنة تقف له بالمرصاد، وأنَّ رسول الله ص جاء رحمة للعالمين، فلم يهدم أثر من الآثار ولا معبدًا ولا كنيسة، بل إن الإسلام عندما جاء إلى مصر حافظ على الكنائس وردها إلى أصحابها بعدما اختطفت منهم لأعوام، وهذا كله يأتي في إطار الحفاظ على البيئة ودعم نسيجها واستقرارها، ويدفع بعجلة التنمية نحو التقدم، لأن التعاون والتكاتف هو سر تقدم الأمم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة