أوضحت دار الإفتاء مفهوم البدعة الحسنة، حيث يقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» متفق عليه، ومفهوم هذا الكلام النبوى البليغ أن من أحدث فيه ما هو منه فهو مقبول؛ تمامًا كما فعل سيدنا عثمان رضى الله عنه فى الأذان الثانى يوم الجمعة، وكما ورد فى الحديث الوارد فى السؤال، وهذا هو فهم الأئمة والمذاهب الفقهية المتبوعة، ولو لم نقل بذلك لضاقت على الناس معايشهم ولأصبح واجبًا عليهم ترك كثير من أمور حياتهم ومعيشتهم.
وأضافت، والعلماء يقسمون البدعة إلى أقسام: فمنها المباحة، ومنها المستحبة، ومنها المحرمة، ومنها المكروهة، ومنها الواجبة؛ أى أنها تعتريها الأحكام التكليفية الخمسة، وقد شذ فى هذه المسألة بعض العلماء فزعموا أنه ما من بدعة إلا وهى سيئة؛ مخالفين بذلك قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَنَّ فِى الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِى الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا، وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ» رواه مسلم، وهذا هو الذى استقر عليه العلماء وجرى عليه المسلمون سلفًا وخلفًا من غير نكير معتبر.
وعليه: فإن المقصود بأن كل بدعة تؤدى إلى التهلكة هو البدعة السيئة التى تخالف المنهج الإسلامى الصحيح أو أصلًا من أصول الدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة