نشرت الكاتبة والشاعرة المغربية فاتحة مرشيد، قصيدة رثاء فى أخاها عبد الحكيم مرشيد، الذى غادر الحياة الأسبوع الماضى، كما نشرت مع القصيدة ذاتها، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" صورة لهما فى صباهما، وفيما يلى نص القصيدة:
لا تستعجل لقاء الحوريات
إلى روح أخى عبد الحكيم
تحتضر الطفولة
صوبَ أعيننا
طفولتنا
الطّاعنة فى الغضب
ونعجزُ
من أعلى سنواتنا الخمسين
أن نطبطب
على صدرها
أو نكفكف دمعة
لم تعرف للكفاف
سبيلا
.....
أيها الموت
المصرُّ على الحياة بيننا
كيف لى أن ألملم
ما تناثر منّا على كفّ يدك؟
والنار
تشعل النار
ونسفُّ الرماد
ولا نكتفي
.....
ها هوذا أخ آخر
بنفسٍ راضية مرضية
يُلبّى النداء
وقد عهدناه شغوفا
بالطرق المجهولة
والممنوعة
والعصيّة
تاهت الطرق جميعاً
يوم رُفعت خطاه
وتهنا
ونحن نقتفى آثاراً لرضاه
.....
أيها العاشق
الميؤوسُ من توبته
لا تستجعل لقاء الحوريات
.....
شجرتنا الأصيلة
تسَّاقط أوراقها تباعا
ونحن كالأغصان المتباعدة
ننتظر
هبوب الرياح
كى نعانق بعضنا
.....
من منّا سيكنس الأحزان
ويفضّ عنا فيض كبرياء
وقد غادرنا الحكيم؟
من منّا سيعتلى عرش الحكمة
ويلمّ شمل الفقدان؟
.....
دخلنا أحلامنا دون سلاح
أثرنا الانتباه بتكسير لُعبنا
وخرجنا بكومة عزائم
تُعاودُنا رغبة فى الدفء
نحاول أن نلحق صبانا
وتُدركنا المسافات
.....
ورثنا هشاشة الكبد
وأخُوّةً مجزّئة
وفرحاً مكتئباً
وكثيراً.. كثيراً
من الحبّ الأبكم
.....
أيتها الطفولة
يا يَمّى الحاضر أبدا
كم مرة قادتنى دموعى إليك
وكم مرة جففتها الرمال
وانطفأ المنار
من شدة أنينى
دعينى لمرة
أُهرّج ما استطعت
على إيقاعات خريرك
وهبينى لؤلؤا
أصفّفه عقداً
وعداً
بفرح آتٍ
فاتحة مرشيد مع شقيقها عبد الحكيم مرشيد
جدير بالذكر أنه صدر للمغربية فاتحة مرشيد عدد من الدواوين الشعرية، والروايات، نذكر منها: لحظات لا غير 2007، مخالب المتعة 2009، الملهمات 2011، الحق فى الرحيل 2013، أما عن الدواوين الشعرية، فمنها: إيماءات 2002، ورق عاشق 2003، تعال نمطر 2006، أى سواد تخفى يا قوس قزح 2006، ورق عاشق 2008، آخر الطريق أوله 2009.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة