قبل مغادرتى تونس العاصمة بيوم واحد كان السؤال الأساسى لبعض سائقى التاكسى الذين ركبت معهم أو ببعض المطاعم: "هو عادل إمام هيحضر ختام قرطاج؟ كان هناك حالة ترقب لوصول الزعيم صاحب الشعبية الجارفة والظاهرة التى لن تتكرر فى تاريخ الفن العربى، والذى يردد الكثيرون فى المشرق والمغرب إيفيهاته ولزماته
حضر عادل إلى أيام صفاقس التونسية بدعوة كريمة من وزارة الثقافة هناك والتقاه الرئيس "السبسى" وكرمه بمنحه نوط الجمهورية من الطبقة الأولى وأيضا شارك فى حفل ختام "مهرجان قرطاج السينمائى الدولى" وتم تكريمه من قبل رئيس المهرجان "إبراهيم لطيف"وفى كل مكان حل فيه الزعيم خطف الأضواء وحصد التصفيق والإعجاب ووصفه مقدم الحفل فى "أيام صفاقس بأمير السعادة بامتياز".. وفى المرتين اللذين صعد فيمها الزعيم على المسرح كان حريصا على التحدث على أهمية الثقافة والفن وحيى الشعب التونسى العظيم والجمهور الشغوف بالسينما والفنون.
عادل إمام
وعندما صعد إلى خشبة المسرح فى حفل "ختام قرطاج" خطف الأضواء بخفة دمه وطلته، خاصة أنه بمجرد أن أمسك بالميكروفون داعب الحضور وهو يحاول التحدث بالفرنسية، ثم مازحهم قائلا "حد فهم حاجة منى بالفرنسية"، وضجت القاعة بالتصفيق وبعدها تحدث الزعيم قائلا فى كلمته "تحية للسينما هذا الفن الجميل، السينما اختراع مدهش ومؤثر فى كل الشعوب، تحية لجيل الرواد من أسسوا وصنعوا السينما المصرية، السينما الأم تحية إلى محمد إبراهيم ذلك الضابط السكندرى الذى صنع كاميرا وصور بها بعض اللقطات تحية إلى طلعت حرب الذى أسس استوديو مصر، وأرسل البعثات إلى الخارج ومنهم المخرج نيازى مصطفى وكمال الشيخ، تحية لحسن الإمام وعاطف سالم جيل الرواد بكل الأسماء الكبيرة، والذين أسهموا فى إثراء الفن العربى، حسن الإمام ذلك المخرج الموهوب والذى حول ثلاثية العظيم نجيب محفوظ إلى سينما، تحية لكم وللشعب التونسى العظيم المحب للسينما".
لا أستطيع أن أفهم ما الذى يعيب كلام الزعيم، أو ما هو المستفز لبعض من هاجموه، وبفرض أن عادل إمام وصف مصر بأنها "أم الدنيا"، وهو الوصف المتعارف عليه ويردده الكثير من الأخوة العرب مثله مثل مصطلح مصر هوليوود الشرق".
عادل إمام والرئيس التونسى
الزعيم كان حريصا فى كل كلمة ينطق بها أن يوجه التحية لتونس وشعبها العظيم المثقف والواعى.. عادل إمام فنان مصرى عربى يعرف جيدا قيمة بلده وقيمة البلدان الأخرى، لا أعرف لماذا يحاول البعض اصطناع معارك جانبية أو الاصطياد فى الماء العكر ومحاولة تعكير الأجواء والتطرف والتعصب فى اتخاذ مواقف شكلية لا تعكس سوى تطرف من يقوم بها الفنان لطفى العبدلى هو ممثل موهوب حقيقة ولديه الكثير من الأدوار التى نتوقف عندها وخصوصا تجاربه مع المخرج التونسى المخضرم نورى بوزيد، الذى بالمناسبة نصف مصرى نصف تونسى فوالداته إسكندرانية، وهو ممثل شاب واعد لا أعرف ما الذى استفزه فى كلمة الزعيم عادل إمام أو وصفه لمصر بأنها أم الدنيا ليرد فى حوار لإحدى الإذاعات التونسية: "إذا كانت مصر أم الدنيا فتونس أبوها.. وتساءل فى حواره إزاى يجى تونس ويقولنا إن مصر أم الدنيا وإحنا التوانسة اللى قمنا ببناء مصر".. رحمك الله أيها الممثل الموهوب لا أعرف من أى مرجع تاريخى جئت بهذه المعلومة؟ وما الداعى لأن تختلق شيئا من فراغ وتبالغ فيه؟ لذلك أوجه إليك بعض الأسئلة هل عادل أمام فنان يستهان به"؟ لماذا لا تنزل الشارع وتسأل عن شعبية الزعيم عندك فى تونس وفى غيرها من البلدان العربية؟ ألا تتفق معنا فى أن عادل إمام ظاهرة يجب أن تدرس فى تاريخ الفن العربى؟ ألم يضحكك عادل إمام يوما"؟ كم مرة ضبطت نفسك تردد بعضا من إفيهاته؟ هل تنكر أن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التى تعرف صناعة السينما بمفهوم الصناعة ؟ فالزعيم لم يخطئ عندما وصف صناعة السينما المصرية بالأم.
اعتقد أننا فى هذا الوقت الحرج والمربك فى المشهد السياسى فى مختلف الدول العربية لا نحتاج إلى معارك جانبية أو إلى الشيفونية أو من يرفع صوته ليلفت الأنظار جميعنا ندفع ثمن التطرف، الثقافة دورها أن تمد جسورا من التواصل وأن تجعلنا نقبل الاخر أى كانت ثقافته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة