بالنسبة للكثير من النساء حول العالم فإن الإنترنت يمثل لهن نافذة للحرية، حيث أتاح لهن مساحة من حرية التعبير والتواصل والعمل أيضًا لم تكن لتتاح لهن من دونه، ولكنه فى المقابل، فتح بابًا على شكل جديد من أشكال العنف ضد المرأة، وهو "العنف الإلكترونى".
وفى التقرير الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للمرأة لعام 2015، حول العنف الإلكترونى ضد النساء والفتيات، فإن استطلاعًا أجرى عام 2013 جاءت نتائجه أن 85% من النساء المشاركات به يرون الإنترنت منحهن المزيد من الحرية، وفى الوقت نفسه 73% من المشاركات فى الاستطلاع كشفن أنهن تعرضن للانتهاك أو العنف من خلال الإنترنت.
الحرية VS الانتهاكات (المصدر تقرير منظمة الأمم المتحدة للمرأة)
ورغم خطورة هذا النوع من العنف، واعتراف العالم به مؤخرًا ضمن الأشكال الحديثة للعنف ضد المرأة، فإن الكثير من النساء لا يعرفن فى الواقع ما إذا كن يتعرضن لهذا النوع من العنف أم لا، ولا يعرف الكثيرون مدى خطورته التى قد تصل أحيانًا إلى التسبب فى فقدان المرأة حياتها، سواء بالانتحار أو القتل.
أشكال العنف الإلكترونى ضد المرأة
وفقًا لشبكة علم العنف ضد المرأة هناك 6 فئات واسعة تشمل أشكال العنف الإلكترونى ضد المرأة وهى:
رسمة تعبيرية عن العنف ضد المرأة
الاختراق:
وهو استخدام التكنولوجيا للوصول بصورة غير قانونية أو غير مصرح بها إلى الأنظمة أو الحسابات الخاصة بالمرأة لغرض الحصول على المعلومات الشخصية أو تغيير أو تعديل المعلومات الخاصة بها، أو الافتراء وتشويه سمعة الضحية المستهدفة.
الانتحال:
وهو استخدام التكنولوجيا لحمل هوية الضحية أو شخص آخر من أجل الوصول إلى معلومات خاصة أو إحراج الضحية أو إلحاق العار بها، أو التواصل معها أو إنشاء وثائق هوية مزورة.
التتبع:
وهو استخدام التكنولوجيا لمطاردة ورصد أنشطة الضحية وسلوكياتها، إما فى وقت حدوثها أو التى وقعت فى وقتٍ سابق.
التحرش:
استخدام التكنولوجيا للاتصال المستمر والإزعاج والتهديد أو تخويف الضحية، على أن يكون هذا السلوك متكررًا ومستمرًا وليس حادثًا واحدًا، وذلك عن طريق المكالمات المستمرة أو الرسائل النصية أو البريد الصوتى أو الإلكترونى.
التوظيف:
استخدام التكنولوجيا لجذب الضحايا المحتملين فى حالات العنف، على سبيل المثال وظائف احتيالية وإعلانات سواء على مواقع التواصل أو مواقع فرص العمل.
توزيع مواد مزعجة:
استخدام التكنولوجيا لمعالجة وتوزيع مواد تشهيرية وغير قانونية متعلقة بالضحية، منها على سبيل المثال تسريب الصور الحميمية، أو الفيديو للضحية.
هناك نوع آخر من العنف الإلكترونى وهو إرسال المواد الإباحية غير التوافقية (إرسال محتوى جنسى من طرف واحد)، بالإضافة إلى الانتقام الإباحى على الإنترنت "porn reveng" من خلال تسريب صور حميمية لتشويه الضحية أو إذلالها بهدف الانتقام وإلحاق الضرر بها.
صورة تعبيرية عن العنف الإلكترونى ضد المرأة
العنف الإلكترونى كامتداد للعنف فى العلاقات
فى دراسة نشرتها شبكة "Vaw learning" حول العنف الإلكترونى ضد المرأة قالت الشبكة إن العنف ضد المرأة يمكن أيضًا أن يكون امتدادًا لتجربة العنف التى تعيشها النساء فى علاقتها العاطفية، حيث يمكن استخدامه من قبل شريك المرأة كوسيلة للحفاظ على سيطرته وسلطته عليها.
آثار العنف الإلكترونى على المرأة
وأشارت الدراسة إلى أن العنف الإلكترونى ضد المرأة له آثار نفسية واجتماعية ومادية واقتصادية، ولكن الآثار الأكثر انتشارًا هى النفسية التى تشعر بها معظم النساء اللائى يتعرضن للعنف الإلكتروني، ومن أكثر هذه الآثار النفسية شيوعًا القلق وتشوه الصورة الذاتية، وأحيانًا تصل الآثار النفسية إلى حد أكثر تطرفًا كالأفكار الانتحارية أو الانخراط فى سلوك إيذاء النفس.
ومن آثار العنف الإلكترونى على المرأة أيضًا الأرق ونوبات الهلع والخوف الشديد من مغادرة المنزل بالإضافة إلى الشعور بالإذلال.
أما الآثار الاقتصادية للعنف الإلكترونى ضد المرأة فهى الأخرى خطيرة، فأحيانًا تكون نتيجته فقدان وظائفهن بسبب التشهير أو نشر صور إباحية انتقامية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة