رغم الانتقادات الشديدة من تسليع المرأة فى صناعة الإعلانات، بالإضافة إلى الاستغلال الجنسى للمرأة فى الكثير من الإعلانات، سواء فى إعلانات صريحة أو أخرى تحمل إيحاءات أو لها مدلول جنسى، إلا أن هذا النوع من الاستغلال لم يختفى وعلى العكس تطور إلى ما هو أسوأ وتحول إلى الترويج للعنف الجنسى ضد المرأة.
.jpg "إعلان لعلامة تجارية للأحذية يروج للعنف ضد المرأة")
إعلان لعلامة تجارية للأحذية يروج للعنف ضد المرأة
وحسب بحث أجرته "هانا نوريس" الباحثة الأمريكية فإن هناك العديد من الإعلانات التى تصور الاغتصاب الجماعى وقتل النساء والعنف المنزلى، وتستغل هذه الإعلانات العنف ضد المرأة لترويج العديد من المنتجات بدءًا من معجون الأسنان إلى الملابس والأحذية.
وفى هذه الإعلانات يظهر الرجال دائمًا كمعتدين، أما النساء فيظهرن فى الموقف الأضعف، وفى بعض الإعلانات يظهرن مبتسمات وكأنهن يرحبن بالعنف.
.jpg "إعلانات تجارية تروج للعنف ضد المرأة (4)")
إعلان للعلامة التجارية للأحذية "جيمى تشو"
وحذرت الباحثة من التأثير الخطير لهذه الإعلانات، مستندة إلى نظرية التعلم الاجتماعى "باندورا" التى تقول إن البشر يتعلمون من خلال مراقبة الآخرين، وأنهم يقلدون ما يرونه من الآخرين وما يرونه حولهم، وأشارت إلى أن باحثون يعتقدون أن التعرض للعنف الجنسى ضد المرأة فى الإعلانات يجعل أفعالاً مثل الاغتصاب والمطاردة للمرأة سلوكيات مقبولة بالنسبة لمن يتعرضون لهذه الإعلانات.
علامات تجارية للمنتجات النسائية تتورط فى إعلانات العنف
توم فورد، جيمى تشو، دولتشى آند جابانا، كالفن كلاين وغيرها من أكبر العلامات التجارية التى تستهدف بالأساس النساء تورطت فى إعلانات تكرس للعنف الجنسى ضد المرأة، والتى وصلت إلى حد إعلان لكالفين كلاين يروج للاغتصاب.
.jpg "إعلانات تجارية تروج للعنف ضد المرأة (3)")
إعلان لدار أزياء دولتشى آند جابانا يروج للعنف ضد المرأة
هذه الإعلانات أثارت الكثير من الضجة ضد هذه العلامات، واضطرت بعضها إلى سحبها لكن هذا لم يعنى أبدًا اختفاء هذه الفكرة والمفهوم من عالم الإعلانات.
إعلانات تروج للعنف ضد المرأة فى مصر
طبيعة المجتمع الشرقى المحافظ فى مصر لم تسمح أبدًا بظهور إعلانات تروج للعنف الجنسى ضد المرأة بهذه الصورة التى ظهرت فى الإعلانات الغربية، لكن لم تخل الإعلانات فى مصر من ترويج للعنف ضد المرأة، حيث لاقت الكثير من الإعلانات انتقادات بسبب تحريضها على التحرش ورصد مركز القاهرة للتنمية فى رمضان قبل الماضى إعلانات لأحد المنتجعات السياحية "تحمل إيحاءات وإيماءات تدعو للتحرش ويرفع من تقبل المجتمع لجريمة التحرش" كما قال المركز فى تقرير له.
فضلاً عن إعلان لأحد كريمات الترطيب يروج للتمييز والتحرش بالمرأة فى العمل.
.jpg "إعلان كريم الترطيب")
إعلان كريم الترطيب
ماذا يمكن أن نفعل لوقف هذه الإعلانات؟
فى محاولة لوضع حد لهذه الظاهرة المتزايدة فى الآونة الأخيرة، تم طرح العديد من الحلول من قبل الباحثين الذين انتقدوا الظاهرة والتى يأتى على رأسها مقاطعة الشركات والمجلات التى تدعم الحملات الإعلانية التى تستخدم العنف الجنسى لبيع منتجاتها.
أما الاقتراح الثانى فهو أن تكون هناك جهة رقابية تصنف الإعلانات وتمنع ظهور الإعلانات التى تحمل مضمونا يحرض على العنف ضد المرأة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة