جيلان جبر

رسائل سياسية لأزمات قادمة

الخميس، 24 نوفمبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال رودى جوليانى، عمدة نيويورك الأسبق، وهو من أحد أقرب الأصدقاء للرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، خلال حديثة الأخير لـ«وول ستريت جورنال»: «إن المشكلة الرئيسية بالنسبة إلينا هى إيران المذهبية التوسعية، نحن الذين سلمنا العراق للإيرانيين، وكان هذا الخطأ الأكبر الذى ارتكبناه».
 
ويعتقد عدد من الجمهوريين البارزين أن الحل ليس الموضوع فى التخلى عن الاتفاق النووى، وإنما فى التشديد على بنود تطبيقه، وهو الاتفاق الذى وصفه ترامب بأنه «أسوأ اتفاق تم التفاوض من أجله»، ومن هنا بدأ الارتباك والتصعيد للسياسة الإيرانية فى المنطقة بعد أن نجحت وتمكنت فى التعطيل فى لبنان لرئاسة الجمهورية لمدة سنتين ونصف السنة، وحين أفرجت عنها قبل ظهور نتيجة الانتخابات الأمريكية بأيام وجدناها تعطلت الآن من جديد، لأن الصدمة كانت نجاح ترامب والاتفاق الإيرانى كان مع كلينتون، فظهر ارتباك النظام الإيرانى فى تحديد مصير ومكاسب هذا الاتفاق النووى مع أمريكا، لذلك فتعطيل خطوات استقرار لبنان اليوم يهدف لفتح باب للمقايضة على تشكيل الحكومة اللبنانية مقابل ما يمكن الحصول عليه من الباب الأمريكى من مكسب فى اليمن سوريا، التفاهم مع السعودية كل الأوراق علقت على الطاولة فى انتظار إشارة أو رد فعل من الإدارة الأمريكية والتصعيد الإيرانى المستمر بخرق الهدنة بالحرب فى اليمن، والتدخل والتحكم فى العراق، ومؤخراً رسالة من العرض العسكرى الأخير، الذى تم فى منطقة القصير السورية من جانب ميليشيات لحزب الله تحرك عسكرى لتأكيد أن مصير سوريا لم ولن يخرج دون الرضاء «لحزب الله» بمعنى تمكن وتوجد لنفوذ إيرانى على الأرض فى سوريا، بالتبعية أقيم عرض عسكرى آخر من خلال ميليشيات درزية ممولة من إيران على أرض لبنان التابعة للوزير اللبنانى السابق وئام وهاب الدرزى المنافس لجنبلاط، وهى رسالة للجيش اللبنانى، كما أن المساهمة والدعم السلبى فى أهم قضية عربية وهى القضية الفلسطنية كانت نتيجتها الانقسام المتناهى الفلسطينى الفلسطينى عن طريق التمويل والتدريب لعدد معين من الفصائل ومنها جماعة «حماس» لعرقلة المصالحة بين الأطراف الفلسطنية ورسالة لأمريكا والعرب وإسرائيل أنهم يملكون التدخل والنفوذ فى هذا الملف.
 
كل ذلك كان يتم زراعته عن طريق مخطط قديم طويل الأجل تم بعناية واحتراف، وينتظر الحصاد لمكاسب إيرانية فى الفترة المقبلة بالتمديد بالنفوذ والهيمنة فى المنطقة، ولكن ربما جاء وقت الحساب والمقايضة مع ترامب، وربما إدارته تجده نوعا من الحلم السياسى وقد لا يجوز التمدد فيه وأن إرادت الإدارة الأمريكية أن تسجل بعض الفروقات فى الفترة الأولى للرئيس أجد أنه من الضرورى إعادة ترتيب بعض المشاهد من جديد ومنها: أولا أن التسرع بالانتهاء من الفوضى الخلاقة التى فتحت المجال وساهمت فى إدخال روسيا إلى المنطقة بقوة من جديد، ثانيا: معالجة الملف السورى بضمانات الاستقرار والاحتواء ربما تستدعى عقد اتفاق سلام مع إسرائيل خصوصا أن آخر تصريحات ترامب قال: «إنه يبحث للحصول على هذا اللقب بين إسرائيل والفلسطنيين»، ثالثا: التوسيع فى الغطاء للتهدئة قد يشمل أيضا عملية تفاوض مع إيران لتحديد نطاق النفوذ الإيرانى المستباح بالسلاح والمذهبية فى المنطقة العربية، وذلك واضح بخطوات اختيار الأسماء المطروحة فى الإدارة الأمريكية الجديدة ودعوة ترامب الشخصية لرئيس وزراء العراقى، ومن ثم يؤكد فى آخر تصريحاته، رابعا إعادة خطوط المشاركة والتأمين للبحر المتوسط، مما يُستدعى من الجانب الأمريكى المساهمة فى تهدئة الملف الليبى، وعدم ترك الأسطول الروسى وحده يتمادى فى عرض البحر المتوسط، فهو يتمركز بقواعد عسكرية جوية وبحرية فى سوريا حاليا، ويطمح للتمدد لشواطئ أخرى فى هذه المنطقة، وبالتالى مهمة السياسة الخارجية الأمريكية إن أرادت النجاح وتسجيل دور عن سابقتها إعادة التوازنات السياسية فى المنطقة بالانفتاح على حلفاء وتحديد أدوار وطموحات لتركيا فى سوريا وقاعدة عسكرية فى قطر وتمدد فى العراق وروسيا وإيران الذى تتصاعد أدوارهم فى كل الأزمات على حساب الفشل الدائم للإدارة الأمريكية السابقة لأوباما.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة