كل الأخبار التى تتردد عن الصلح مع الإخوان، من صناعة الإخوان، ويروج لها الإخوان، ثم يقومون بنفيها وتكذيبها وترديد اللاءات الأربعة، «لا صلح، لا تفاوض، لا تنازل، لا تراجع»، ولم أعثر على خبر واحد يشير إلى أن الدولة تسعى للمصالحة، وكل ما يتردد منقول عن مصادر إخوانية، سواء داخل السجون أو خارجها، وآخرها رسالة من المرشد من محبسه، إلى إخوان الخارج عنوانها «العنف هو الانتحار»، فى إشارة إلى أن الضربات الموجعة التى تلقتها الجماعة بعد 30 يونيو، توشك أن تقضى عليها، إذا لم يتوقف العنف ويحل محله المصالحة.
لم أعثر على اسم شخص واحد ينتسب للدولة، ويقوم بالوساطة فى مبادرات الصلح الوهمية، وحتى التخمينات والتسريبات والشائعات، لم تصل إلى حد الزج باسم أى وسيط حكومى يقوم بذلك ولو من وراء الستار، وعجز الخيال الافتراضى عن توثيق أى معلومة حقيقية، وبقى الأمر كله فى دائرة «مصادر مسؤولة صرحت»، أو «مصدر رفض ذكر اسمه»، وغيرها من المصطلحات الصحفية المشكوك فى صحتها، ورغم ذلك تحدث فرقعات إعلامية صاخبة، آخرها رفض الإخوان التصالح مع النظام، إلا إذا اعترف بالشرعية وعودة مرسى إلى الحكم!
أبرز نجوم المصالحة الافتراضية ثلاثة، أولهم الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، ولكنه اختفى من المسرح مؤخرا، ربما لليأس أو كبر السن أو «ابعد عن الشر وغنيله».. وثانيهم الدكتور محمد سليم العوا، جبل الصمت الذى لا ينطق ولا يتحدث، ويفهم جيدا أبعاد التعقيدات القانونية التى تُجهض فكرة المصالحة.. وثالثهم الدكتور سعد الدين إبراهيم الذى يدس أنفه فى مبادرات لا يكلفه بها أحد، ويجرى وراء وساطات تبدأ وتنتهى فى خياله، وينسج حولها أهدافا ونتائج لا تخدم إلا سعد الدين إبراهيم، التى لا يعلمها إلا سعد الدين إبراهيم.
المصالحة الحقيقية مع الإخوان، لا تحتاج مبادرات ولا وساطات ولا فرقعات، وبنودها هى التى تفرض نفسها على أرض الواقع، فمن هم فى السجون يتولى أمرهم القضاء، ومن خارجها جزء من المجتمع، طالما ابتعدوا عن العنف، وعاشوا كغيرهم من المصريين، وليسوا فى حاجة إلى مصالحة.. أما إذا كان المقصود منح الإخوان وضعا استثنائيا، وجزء من كعكة السلطة، فهذا موضوع آخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة