- السفير فى ختام زيارته للصعيد: قناة السويس مشروع وطنى يعزز الثقة بالنفس لدى المصريين
"-
لوى": ألمانيا سبقت مصر فى اتخاذ إجراءات اقتصادية صعبة وحققت معجزة اقتصادية
-
عملية البناء صعبة وتحتاج إلى جهود جبارة وتواصل بين الحكومة والشعب
-
يمكن لمصر استغلال انهيار السياحة فى تركيا
-
الأسبوع الألمانى فى الصعيد لاقى صدى فى برلينقال السفير الألمانى فى القاهرة يوليوس جيورج لوى، إن ألمانيا تقدم الدعم السياسى لمصر وتريد للحكومة والشعب المصرى أن يعرفوا أن القرارات الاقتصادية الصعبة التى اتخذتها الحكومة المصرية مؤخرا، ليست بمعزل عن العالم وإنما اتخذتها قبلها الدول التى سارت على نفس الطريق ومن بينها ألمانيا.
وأوضح فى لقائه مع الوفد الصحفى المرافق له فى جولته بمحافظات الصعيد، أن ألمانيا اتخذت إجراءات مماثلة بعد الحرب العالمية الثانية لإحياء الاقتصاد مرة أخرى، وتحدث عن المعجزة الاقتصادية التى تحققت فى ألمانيا وقتها على يد وزير الاقتصاد لودفينج إيرهارت، الذى عرف بأنه صاحب المعجزة الاقتصادية الألمانية.
وأشار إلى أنه وقع وقتها جدل أيديولوجى كبير حول طبيعة النظام الاقتصادى الذى ينبغى أن تسلكه ألمانيا والاختيار بين الاقتصاد الموجة والحر، غير أنه تم اختيار الاقتصاد الحر وتطلب هذا وقتها إصلاحات تنطوى على إجراءات قوية وصعبة، لكن فى النهاية تحققت المعجزة الاقتصادية فى ألمانيا. وأعرب السفير عن تمنياته لتكرار نفس الأمر مع الاقتصاد المصرى.
وأضاف أن الخطوات التى اتخذتها الحكومة المصرية لإصلاح الاقتصاد هى خطوات أولية يتبعها خطوات أخرى، فهناك خطوات وإصلاحات ضرورية تتعلق بإعادة هيكلة الاقتصاد، تبدأ أولا بتقليل حجم البيروقراطية ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتجنب المشروعات الضخمة التى لا يكون لها أثر ملموس على المواطن.
وأوضح السفير الألمانى ردا على أسئلة محررة "اليوم السابع" أن المشروعات الضخمة التى نفذتها الحكومة المصرية مثل مشروع قناة السويس تعزز الشعور الوطنى والثقة بالنفس لدى المواطنين، وقد كان لها مصوغ سياسى وجاءت فى فترة خاصة، حيث كان الشعب المصرى بحاجة للشعور بالثقة فى النفس والقدرة على التحدى.
ومع ذلك فإنه على المدى البعيد لا يمكن أبدا تعزيز الاقتصاد والتحول الاقتصادى أو تنفيذ خطوات إصلاحية بهذه المشروعات فقط والحكومة المصرية تعرف ذلك.
وأكد على ضرورة اتباع هيكلة تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والاهتمام بالزراعة والصناعة والاهتمام بالتعليم الفنى وبالفعل يجرى العمل على شراكة تعزز هذا النوع من التعليم لان الاقتصاد المصرى بحاجة إلى عمالة مدربة وخريجين مؤهلين لسوق العمل فلن يتسنى إصلاح الاقتصاد بدون هذه المقومات.
وفيما يتعلق بنهج التنمية قال السفير الألمانى إنه يجب أن يجرى العمل على التنمية فى كلا الاتجاهين معا من أسفل لأعلى ومن أعلى لأسفل.
وأكد أن الشعب المصرى لديه قدرات هائلة تتمثل فى شبابه ولن يتسنى الاستفادة من هذه القدرات سوى بتغيير هيكلى للنظام الاقتصادى.
وفيما يتعلق بدعم ألمانيا للتنمية فى مصر وإصلاح القطاع الصحى، قال السيد جيورج لوى إن هناك مجالات عديدة يجرى التعاون حولها، لكن غالبا ما يفضل تحديد قائمة بالأولويات للتركيز على مجالات بعينها حتى لا يتم تشتيت المخصصات.
وأوضح أن وزارة التعاون الدولى فى مصر هى المعنية بتحديد قائمة الأولويات وبالنسبة لألمانيا فإنها تركز جهودها على مجالات معينة مثل التشغيل والطاقات الجديدة والمتجددة، واستدرك أن هذا لا يعنى استثناء مجالات أخرى، لكن هناك دول مانحة أحرى تركز على مجالات مثل الصحة ونظم التأمينات الاجتماعية، مضيفا "نحن نعمل بموجب قائمة الأولويات".
وأشار إلى أن عملية البناء صعبة وتحتاج إلى جهود جبارة وأن تشرح الحكومة للناس مغزى المشاريع والقرارات والإجراءات الصعبة وهو تحدى صعب والحكومة المصرية بالتأكيد تدرك ذلك، وخلص متمنيا لمصر التوفيق فى خطواتها نحو الإصلاح الاقتصادى.
وتحدث السفير فى ختام الأسبوع الألمانى فى الصعيد، الذى زار فيه السفير الألمانى أربع محافظات فى صعيد مصر وهم الأقصر وقنا وسوهاج والمنيا، وقع خلاله العديد من بروتوكولات التعاون، حول نتائج رحلته وأشار إلى أن كل محافظة لها خصوصياتها ولكن يجمعهم قاسم مشترك وهو الاهتمام الكبير بألمانيا وتعلم اللغة الألمانية، فضلا عن التوقعات الكبيرة والرغبة فى التواصل.
وأضاف أنه من جهته سوف يسعى لإيصال هذا الاهتمام إلى برلين وتلبية هذه التوقعات، مشيرا إلى أن الشباب المصرى متطلع نحو المستقبل وهو بالفعل يستحق المساعدة والدعم فى رسم الرؤية، وتابع أنه طالما ما شعر بالاندهاش من عدم الاستغلال الأمثل للإمكانيات الهائلة والواعدة فى مصر وخاصة شبابها الرائع.
وأوضح أن السفارة سوف تنظر فى جميع مقترحات المشاريع التى تم طرحها من الجانب المصرى فى المحافظات الأربعة وسوف يتم تحديد المؤسسات الألمانية التى يمكن إسناد مثل هذه المشروعات لها، معربا بشدة عن رغبته فى استمرار التواصل مع المسئولين فى الصعيد والتعاون على صعيد المجالات المختلفة.
وأكد السيد جيورج لوى أنه لا تضارب أو تنافس فى المشروعات المدعومة من ألمانيا والاتحاد الأوروبى، وشدد أن ألمانيا لا تسير خارج السرد كما لا يوجد مجال اختصاص للقوى العظمى أو للاتحاد الأوروبى، بل على النقيض هناك تنسيق مع الاتجاد الأوروبى فى العديد من المشروعات مثل مزرعة الرياح فى الزعفرانة.
وأشار إلى أن هذه تمثل ميزة للدول المستفيدة من الدعم لأنها تستفيد من الجانبين، مشددا مرة أخرى أن ألمانيا لا تؤيد أى سلوك انعزالى بل تسعى لتماسك الاتحاد الأوروبى وتدعمه.
وقال إن الدعم الذى تقدمه مؤسسات ألمانية لمصر كان فى محله، مشيرا إلى أنه فى إطار التعاون التنموى قإنه هذا الدعم يمثل استمثارا جيدا فى موضعه.
وأكد أن من خلال زيارته للصعيد وجد أن الجهات المتلقية للدعم تتعامل معه بحرص كبير وتستغل هذه المخصصات بشكل جيد، مضيفا أن الصعيد منطقة واعدة وبها ثروات كبيرة لم يتم استغلالها بشكل جيد.
وأشار إلى وجود بعض المشكلات التنظيمية والتشريعة لكن بمجرد حلها سوف تكون البيئة هناك مواتية للاستثمار والعمل.
وأضاف أن مسئولى المحافظات يرغبون فى اتخاذ التدابير التى تأتى بثمار على المدى البعيد، وقد تم تقديم عرض من ألمانيا للتعاون فى مجال المشورة فيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة.
وقال السفير إن جولته خلال الأسبوع الألمانى فى الصعيد لاقت صدى كبيرا فى برلين وهذا يعنى احتمال مزيد من الدعم المخصص لمحافظات الصعيد وبالتالى مزيد من المشروعات، وخلص مشيرا إلى أن زيارته لمنطقة الصعيد والانتقال بين المحافظات بالسيارات سوف يمثل رسالة للسائحين فى ألمانيا بأن مصر آمنة ولا يحتاج من يزورها إلى مرافقة أمنية، معربا عن إعجابه الشديد بالطبيعة فى مصر والحضارة القديمة مشيرا إلى أن التلاميذ الألمان يدرسون الحضارة الفرعونية كمهد الحضارات فى الصف الأول الابتدائى، كما أشار إلى القدرة التنافسية العالية لمصر على صعيد الأسعار بالمقارنة مع الوجهات السياحية الأخرى فى العالم.
وختم بالقول أن السائح يحتاج أن يشعر بالأمان الكامل وهذه المسئولية تقع على المسئولين فى مصر حاليا من خلال الترويج والتطوير وإظهار ما لديهم من أفضل المقومات لسوق سياحية منتعشة وربما يمكن لمصر فى الوقت الحالى استغلال انهيار السياحة فى جنوب تركيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة