"هذا الكتاب أهديه لشباب مصر ممن يريدون أن يقرأوا ويتعلموا ويتعرفوا على العالم الآخر، خاصة بعد أن أسقطت ثورة الاتصالات كثيرًا من الحواجز وفتحت كثيرًا من الحدود. أريدهم أن يعرفوا حقيقة "الجنة الأمريكية" المزعومة والديمقراطية المزيفة وأن الحلم الأمريكى ليس سوى كابوس للعرب والمسلمين" هذا هو المقصود من كتاب "ديمقراطية أمريكا وحقوق الإنسان" كما يراها المؤلف مصطفى سامى عن "دار الثقافة الجديدة".
والكتاب يبدأ من أحداث 11 سبتمبر 2001 وما ترتب على ذلك، ففى ذلك اليوم طرح الأمريكيون سؤلا مهما وجهوه للعالم: لماذا تكرهوننا؟. . ويرى "مصطفى سامى" أن الأمريكيين أنفسهم يكرهون سياسة بلادهم، فليس هناك دولة تدوس على حقوق الإنسان مثل الولايات المتحدة، والوثائق والدراسات السياسية والاجتماعية الأمريكية تؤكد هذا الرأى، وإذا ما تابعنا ما ينشر فى الصحف الأمريكية عن أحوال السود والأقليات فى أمريكا وكيف تتعامل الشرطة معهم سوف نتأكد من عنصرية الأمريكيين، وعدد السجناء فى الولايات المتحدة والذى يبلغ 2.5 مليون نزيل يمثل ربع سجناء العالم، وبينما تصل نسبة الأمريكيين السود من ذوى الأصول الأفريقية 12% من السكان فى أمريكا، فالسجون الأمريكية تضم 51% من النزلاء السود.
ويرى المؤلف أنه لو كانت هناك عدالة أممية فقد كان يجب وضع جورج بوش الابن ومعه ديك شينى ودونالد رامسفيلد فى قفص الاتهام ومنه إلى السجن بعد محاكمة علنية يشهدها العالم عن جرائمهم السياسية التى أودت بحياة مئات الآلاف من الأبرياء وتشريد الملايين حول العالم.
ويؤكد المؤلف أن السياسة الأمريكية هى الموضوع الرئيسى للكتاب، وأن الرئيس الأمريكى الجديد سوف يواجه عددا من القضايا الشائكة التى تتطلب حلولا حاسمة، خاصة أن أمريكا اعتادت التآمر على مقدرات الشعوب، خاصة العرب والأفارقة.
وفى الجزء الأول من الكتاب يعتمد المؤلف على عدد من الكتابات التى صدرت داخل أمريكا لمناقشة الشخصيات الأمريكية المسئولة كذلك القضايا العديدة التى يناقشها السياسيون هناك ومن ذلك، الحقيقة وراء هيلارى، كيف خدع بوش أمريكا، الرعب والليبرالية، التطرف فى كراهية الإسلام، ديك شينى يدافع عن جرائمه، وكونداليزا رايس تدافع عن سنوات العار، الانحياز فى الإعلام الأمريكى، باراك أوباما وأحلام والده.
ووفيما يتعلق بالإعلام الأمريكى يتوقف عند كتاب "الانحياز " تأليف الصحفى الأمريكى المعروف برنار جولدبرج كبير المراسلين فى شبكة تليفزيون cbs وفيه يشخص حالة الإعلام الأمريكى ويفضح ادعاءات الديمقراطية وحرية الصحافة والرأى واحترام حقوق الإنسان الذى يصدعنا بها السياسيون الأمريكيون، ويرى أن الإعلام الأمريكى منحاز لكل شيء ما عدا الحقيقة التى يدوسون عليها بأقلامهم وأحيانا بأقدامهم.
أما الجزء الثانى فيتناول أيضا التلاعب الذى تمارسه أمريكا على العالم وذلك من خلال كتابات من داخل وخارج أمريكا يتعلق معظمها بالاقتصاد.
وفى هذا الجزء عرض المؤلف عددا من الكتب منها رواية "حلم ايريل" وهى من تأليف الصحفية الفرنسية ألكسندرا شوارتزبرود وصدرت عام 2013 عن دار نشر "جاليمار" تحت عنوان "حلم شارون" وكانت الأكثر توزيعا فى فرنسا خلال خمسة أسابيع بعد صدورها، والمؤلفة فى الرواية تخرج شارون من غيبوبته التى سقط فيها طوال 6سنوات لكنه يستيقظ معه ضميره فيسعى لمنح الفلسطينيين حقوقهم، وقبل ذلك يعترف بكل ما ارتكبه من قتل وتشريد وتدمير فى فلسطين وناسها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة