· مرحلة "عباس" انتهت والشعب الفلسطينى يستطيع صناعة مستقبله بيده وإرادته.. و«أبومازن» وضع منظمة التحرير فى غرفة العناية المركزة.. ومقترحات "الرباعية العربية" كانت واضحة ومحددة لتوحيد "فتح" وتعزيز قوتها
· مصر ترى توحيد صفوف "فتح" ضرورة وطنية فلسطينية وضمانة للأمن القومى العربى.. وغزة جزء أصيل من متطلبات الأمن المصرى
قال النائب فى المجلس التشريعى الفلسطينى، القيادى الفتحاوى، محمد دحلان، إن ذكرى رحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات صعبة وقاسية للغاية، مؤكدًا أن «أبوعمار» كان قائدًا ورمزًا وندًا حقيقيًا للاحتلال الإسرائيلى.
وأكد "دحلان" فى حوار لـ "اليوم السابع"، تزامنًا مع الذكرى الثانية عشرة لرحيل الرئيس ياسر عرفات، أن قطاع غزة جزء أصيل فى متطلبات ومفاهيم الأمن الوطنى المصرى، بمقدار ما تؤثر أوضاع مصر على واقع القطاع، متوجهًا بالتحية والتقدير إلى العقول القائمة على مؤتمر العين السخنة، الذى ناقش سبل إنهاء الانقسام الفلسطينى..
وفيما يلى نص الحوار..
اليوم تحل علينا ذكرى رحيل ياسر عرفات، ما تقييمك لفترة حكم «أبومازن» فى تلك الذكرى؟
- هى ذكرى صعبة وقاسية للغاية، لأن رحيل «أبوعمار» لم يكن موت رجل أو محارب أو قائد، بل كان غيابًا وتغييبًا لرمز وزعيم لن يعوض أبدًا، وقصد منه تغيير دفة القيادة ونهج المواجهة، وما يحدث فى الواقع الفلسطينى الراهن يقدم دلائل دامغة حول أسباب ودوافع تغييب «أبوعمار».
وما الفرق بين فترة حكم «أبوعمار» وفترة حكم «أبومازن» ؟
- سنوات حكم «أبومازن» تقدم إفادتها بنفسها، أما نحن فعلينا أن نعترف بأننا خدعنا كجيل، وربما كشعب، بالوعود الوطنية والإصلاحية التى تعهد بها «أبومازن» أمامنا جميعًا، وكان بارعًا فى عملية الخداع والتضليل، لكن الواقع أثبت عكس ذلك.. سنوات حكم «أبومازن» ستسجل فى التاريخ الفلسطينى باعتبارها سنوات الضياع والتضليل، وتهميش القضية الفلسطينية، وسنوات استسلام لتكتيكات وسياسات المحتل الإسرائيلى.. فارق الأرض عن السماء، «أبوعمار» كان أكثر من زعيم وقائد، كان أبًا وأخًا وصديقًا يحنو على الغلابة من أبناء شعبه، وكان مأخوذًا بفكرة العدل الاجتماعى، وضرورة توفير سبل العلم والعلاج والكرامة لأبسط الناس، وكان ندًا حقيقيًا ومقاومًا للاحتلال الإسرائيلى، «أبوعمار» كان واحدًا من الناس، يفرح ويحزن معهم ولهم.
أما «أبومازن» فهو شخص يقف على النقيض تمامًا، وطنيًا وسياسيًا واجتماعيًا، وإن أردت قياس الفارق بين العصرين، فليس هناك أدق من مفهوم «المقدسات»، وتناقضها الصارخ بين «مقدسات» أبوعمار، و«مقدسات» أبومازن، وكذلك فى تناقض وطبيعة ومستوى الخيارات الاجتماعية بينهما.. فارق بين من يبحث عن فقراء شعبه، وهم الأغلبية الساحقة، وبين من ينحاز إلى مصالحه ورفاهة شخصه وأسرته فقط.
هناك ترتيبات لعقد المؤتمر السابع لـ«فتح»، وترددت معلومات حول حملة إقصاء سيقودها «أبومازن» ضد قيادات تدعمك.. هل تخشون عقد المؤتمر؟
- مؤتمر «المقاطعة» يعقد تحت حراب القمع، فهو مؤتمر أمنى بامتياز، وبالتالى لا يمكن أن يكون مؤتمرًا فتحاويًا حرًا، ومخرجاته لن تفلت عن قياسات مسبقة من تأليف وألحان وغناء أبومازن، وليس صحيحًا أن مؤتمر المقاطعة يستهدف إقصاء محمد دحلان وزملائه، لأنه مؤتمر يستهدف إقصاء «فتح»، وتغيير التركيبة الكيميائية للحركة، لتصبح حركة خاضعة لنفس الاشتراطات والقيود التى تخضع لها الأجهزة الأمنية بعقيدتها الراهنة، وتلك عقيدة تنتهك المصالح والأهداف الوطنية الفلسطينية.
نحن نخشى على مستقبل «فتح» من مؤتمر المقاطعة الأمنى، ونرى فيه تهديدًا خطيرًا على عموم العمل الوطنى، لكنه أيضًا مؤتمر يثير ويحرك همم قادة وكوادر وجموع حركة «فتح»، ومن يعتقد أن انعقاد ذلك المؤتمر من شأنه إقفال الجدل الفتحاوى، فهو إما جاهل أو مضلل، لأن الجدل سيحتدم وينطلق فعليًا مع انعقاد مؤتمر المقاطعة وبعده مباشرة.
هل كانت هناك جهود مصرية للمصالحة بينكم وبين «أبومازن»؟ وكيف قابل «أبومازن» تلك الجهود ؟
- نعم كانت هناك جهود مصرية وعربية خيرية لإعادة الوحدة إلى صفوف «فتح»، من أجل استعادة مكانتها القيادية، والمسألة ليست اختلافات وخلافات دحلان/عباس كما يظن البعض أو يروج البعض الآخر، بل المسألة بين «أبومازن» ومجموعته الضيقة، وبين سائر حركة «فتح» العملاقة قيادات وأسرى وكوادر وقواعد.
مصر ترى أن «فتح» موحدة وقوية وضرورة وطنية فلسطينية، وضمانة مؤكدة للأمن القومى المصرى والعربى، ومصر ترى أن أفضل وأنجح السبل لإنهاء الانقسام وإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية أمر قابل للتحقيق عبر وحدة «فتح» وسلامتها، ومصر ترى أن إنجاز حل سياسى عادل ومشرف للقضية الفلسطينية يمر جبريًا بوحدة وتجانس الموقف الوطنى الفلسطينى.
أنا موافق تمامًا على كل موجبات وحيثيات الرؤية المصرية بلا قيد أو شرط، و«أبومازن» بدوره تعهد بتبنى الرؤية المصرية والعربية، لكنه سرعان ما تراجع كما فعل فى كل مرة سابقة، واتخذ مسارًا مختلفًا، وراح يبحث عن سبل الدعم والمساندة، بعيدًا عن مصر والرباعية العربية، وبالتالى تعطلت الجهود بفعل فاعل معلوم.
كثيرون لا يعرفون سبب الخلاف بينك وبين «أبومازن».. هل لك أن تذكر لنا سبب الخلاف؟
- ليست هناك دوافع شخصية للخلاف مع «أبومازن»، وكل جهود شخصنة الخلاف فشلت، فليس من طبعى وضع العلاقات الحركية والوطنية على أسس وقواعد شخصية، فنحن سواء فى «فتح» أو فى «العمل الوطنى الفلسطينى» نحتكم إلى برامج ومواقف ومحددات وطنية، وبمقدار التزامى بتلك المحددات والمواقف، أرى ويرى الكل الوطنى خروجًا وانفلاتًا من «أبومازن»، ولو قبل «أبومازن» والتزم بقرارات الأغلبية الوطنية والفتحاوية، لما كان هناك سبب للخلاف، سواء معى أو حتى مع قوى وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وما دام «أبومازن» مستمرًا فى الخروج على قواعد الإجماع الوطنى، فلن يكون هناك اتفاق، وسيستمر الخلاف.
هل تؤيد الخروج الآمن للرئيس «أبومازن» أم أنت مع محاسبته خلال فترة حكمه؟
- لا أحد يستطيع أو يقبل خروجًا آمنًا لـ «أبومازن» أو غيره، فهناك ملفات وأسئلة ينبغى عليه الإجابة والكشف عنها، فلن يقبل الشعب بما يسمى بالخروج الآمن، وأذكر الجميع بأن ذمم الرئيس الشهيد أبوعمار فحصت بعمق بعد رحيله، و«أبومازن» نفسه فعل ذلك مستعينا بالوكالات الأمريكية والأوروبية، إذًا، لابد أولًا من المصارحة والمحاسبة ثم الخروج الآمن إن كانت ذمته نظيفة، ولا أقبل أن أكون مضللًا، فليس بيدى أو بيد غيرى إصدار صكوك البراءة لـ«أبومازن» أو غيره فى ظل معلومات مؤكدة عن ملفات فساد سياسى ووطنى ومالى، ولا بد أن تعالج جميعها وفقًا للقوانين الفلسطينية المرعية، وبعيدًا عن فكرة الانتقام والنوازع الشخصية، بل فى إطار منظومة ومنظور فلسطينى سليم ومقبول شعبيًا.
ما المبادرة العربية التى طرحت لتوحيد صفوف فتح؟ وهل قبل بها «أبومازن»؟
- أعتقد أننى أجبت ضمنًا عن هذا السؤال، ومقترحات الرباعية العربية كانت واضحة ومحددة، توحيد فتح وتعزيز قوتها، إنهاء الانقسام وتقوية الوحدة الوطنية، الذهاب الى انتخابات عامة تعزز المؤسسات الفلسطينية وتؤكد شرعيتها، وأخيرًا فتح المسار السياسى بحثًا عن اتفاق يؤمن حل الدولتين، قبلت أنا، ورفض «أبومازن» تحت حجج واهية عن تدخل عربى فى الشؤون الفلسطينية، ثم ذهب هو بعد أيام إلى تركيا وقطر بحثًا عن تدخل إقليمى وعربى فى الشأن الفلسطينى، فأين الصدق وأين الكذب والمراوغة؟!
هل يقود دحلان حملة للانفصال بتياره وتشكيل كيان فتحاوى مواز بسبب حملات الفصل بتهم التجنح؟
- لن ننفصل عن «فتح» ولن ننقسم، فـ«فتح» لنا ونحن من قدمنا الثمن الغالى دمًا وأسرًا وتضحيات، و«أبومازن» هو من يسعى للانفصال عن عموم حركة «فتح»، مكتفيًا بمؤتمر المقاطعة، «أبومازن» هو من يسعى إلى تصغير وتقزيم وتهميش «فتح»، وإخضاعها لمفاهيم وإجراءات أمنية تخدم الاحتلال، نحن «فتح»، ونحن الأحرص على وحدتها وقوتها، ولسنا مضطرين للتسرع باعتماد هذا الشكل أو ذاك، لكننا فى بحث ونقاش مستمر حول مضمون وأدوات عملنا اللاحق.
ما سبب الغضب العام الذى ضرب المخيمات الفلسطينية مؤخرًا؟
- اذهب إلى مخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة لتعرف أسباب الغضب الفتحاوى والشعبى، اذهب إلى القدس وإلى مخيمات شعبنا فى لبنان، نحن شعب لا يقبل الإذلال أو المساس بالكرامة الوطنية والشخصية، ولن نسمح بتوظيف أجنحة أمنية لاضطهاد شعبنا أو قادة وكوادر وقواعد حركتنا فتح، أبو مازن يدعى بأنه يحارب الجريمة المنظمة فى مخيمات شعبنا، وذلك افتراء وتضليل فادح، فهناك ظلم وتقصير فاضح بحق أهلنا فى المخيمات داخل وخارج فلسطين، وهناك مليارات تنفق على الذات وعلى التفاهات، فى حين تترك المخيمات تعانى من وطأة الفقر والبطالة وانعدام أبسط المقومات والخدمات.
كيف توظفون علاقتكم بمصر والدول العربية لدعم المشروع الوطنى الفلسطينى والتخفيف عن غزة؟
- نتحرك باستمرار وبلا كلل من أجل توفير كل مقومات دعم المشروع الوطنى الفلسطينى سياسيا وماديا، وطبعا أنا أعطى أولئك استثنائية لاحتياجات القدس والقطاع ليس من باب التمييز، بل لأن القدس وغزة أكثر احتياجا لكل أشكال الدعم، والأشقاء فى القيادة المصرية لا يقصرون طبعا، لكن ضخامة وهول الأوضاع الراهنة تتطلب دوما المزيد والمزيد وأنا طامع و«عشمان» دوما فى خلق وطيبة ومواقف الشعب المصرى الشقيق والقيادة المصرية.
هل تقودون حملة لفصل غزة عن الضفة؟
دعنى ألخص لكم نظرتى لتوضيح المواقف والمفاهيم فلا قضية فلسطينية دون غزة، ولا دولة فلسطينية دون الضفة الغربية، ولا استقلال وطنى حقيقى دون القدس، فهل هناك ضلع من هذا المثلث يمكن التنازل عنه؟ طبعا مستحيل.
فى رأيك، ما تأثير ما يجرى فى غزة على مصر؟
- قطاع غزة ليس جزءا من الأمن القومى المصرى فحسب، بل هو جزء أصيل فى متطلبات ومفاهيم الأمن الوطنى المصرى، وبمقدار ما تؤثر أوضاع مصر على واقع القطاع، فإن الحالة العامة فى غزة تؤثر على مصر وأنا متفائل بمستوى الاهتمام المصرى الراهن بقضايا وهموم القطاع، وأرى فى المنتديات واللقاءات المتكررة منبرا حيويا لخلق صورة أو رؤية متقاربة، وأتوجه بكل التحية والتقدير إلى العقول القائمة على تلك المؤتمرات فى العين السخنة.
ما حقيقة ما تردد حول تحالف دحلان مع حماس لتقوية نفوذه فى غزة؟
- أنا ابن «فتح» وتربيت فى مدرستها الوطنية الوحدوية بكل أبعادها وقيمها القومية والإنسانية، وتلك مدرسة تعتمد التجميع لا التفريق، الوحدة لا الانقسام، والتفاهم لا الصدام، وبسبب القواعد الوطنية والأخلاقية لتلك المدرسة أسعى دوما لعلاقات فتحاوية داخلية قائمة على التسامح والمحبة، وأسعى لعلاقات وطنية فعالة فى الإطار الوطنى إن أمكن وإلى تجنب الفرقة والصدام على الأقل، وإلى محيط عربى قومى فاعل وداعم ومتقبِل، وتلك هى الأسس التى أبنى عليها مواقفى مع قوى العمل الفلسطينى والعربى، ودون أى مواربة أو مناورة أقول نحن نسعى لعلاقات مستقرة وقابلة للنمو والتفاعل مع الإخوة فى حركتى «حماس» و«الجهاد الإسلامى»، وطبعا مع كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل المقيمة فى سوريا، وأسعى للتواصل مع الأغلبية الفلسطينية المستقلة من خلال منتدياتهم ومنظماتهم وشخصياتهم، وليس لدى ما أخفيه إطلاقا، ولكن السؤال نفسه ينتظر إجابة القوى الأخرى، خاصة قيادة حركة حماس، لأن اليد الواحدة لا تصفق، وأحيانا لا نجد تفسيرا مقنعا لمواقف بعض قيادات حماس، وآخر مثال على ذلك هو منع حركة فتح من الاحتفاء بذكرى رحيل الرئيس الشهيد أبو عمار.
ما تقييمك لدور منظمة التحرير الفلسطينية؟
-"أبومازن» وضع منظمة التحرير الفلسطينية فى غرفة العناية المركزة أو الأصح وضعها فى ثلاجة عالية البرودة إلى حين حاجته الشخصية لاستخدامها، وهو يحاول تحويل فصائل المنظمة إلى «لحوم مجلدة» تستخرج وتستعمل وفقا لأهوائه ومبتغاه، لكنى أؤكد لك بأن هناك رفضا تاما لذلك النهج، بل هناك غضب شديد لدى الفصائل الوطنية الحقيقية والكبيرة، وأولى الخطوات الملحة والمتاحة هو التداعى لعقد مؤتمر وطنى شامل وجامع لبحث الحالة الراهنة وتبنى رؤى وبرامج عمل تعيد القضية الفلسطينية إلى مكانتها وتعيد الوحدة إلى صفوف شعبنا.
ما خطورة رحيل «أبومازن» دون وضع خارطة مستقبل لأبناء الشعب الفلسطينى؟
- «أبومازن» لا يفكر بالمستقبل الفلسطينى، لأنه عالق فى ماض ارتكبه هو وأولاده، وهو لا يملك الإرادة والرغبة والقدرة على صناعة خارطة المستقبل، الجميع جرب مع أبو مازن ، وللأسف هو يعتقد بأنه يرى نورا فى نهاية النفق الذى اختاره، لكن ما يراه أبو مازن نورا قد يكون فى الواقع أنوار قطار فلسطينى مندفع فى الاتجاه المخالف وبسرعة هائلة، مرحلة «أبومازن» انتهت بكل ما لها وما عليها، وفقط الشعب الفلسطينى يستطيع صناعة مستقبله بيده وإرادته، وهذه الموجة العاتية من الظلم والقهر والقمع والفساد والتلاعب بالقوانين والمؤسسات تشارف على نهايتها، وسيقوم بنيان فلسطينى ديمقراطى شامخ ومناضل من أجل تحقيق أمانى شعبنا، وذلك لن يتم إلا باستعادة روح وتقاليد الفداء والتضحية ونكران الذات.
هل يمكن أن تتقلد حماس منصب رئاسة السلطة؟ وما تداعيات ذلك؟
- لا أحد يستطيع أن يتسلم مقاليد الرئاسة الفلسطينية إلا عبر صناديق الانتخابات الوطنية العامة، وبمجرد استعادة الإرادة المختطفة لابد لنا أن نتوجه إلى انتخابات حرة ونزيهة ودون إقصاء أو تلاعب، ومن تستقر عليه أصوات الناخبين لمنصب الرئاسة يصبح رئيسا شرعيا، وليس من حجر أو قيد على أحد سواء كان المرشح مؤمنا بفكر «حماس» أو «فتح» أو فلسطينيا مستقلا اختاره الشعب، ولا يجوز أن يكون لحق الاختيار الحر أى تداعيات أو ألاعيب، ولن نسمح بتكرار تجربة 2006، قلت يومها وأقولها اليوم التسليم ليس لهذا الفصيل أو ذاك، بل لإرادة الأغلبية الفلسطينية، ومن جانبى سأدعم أى مرشح لديه برنامج وطنى واضح ورؤية اجتماعية سليمة ومنحازة للأغلبية الساحقة، ويقدم خطة إصلاحية حقيقية للمؤسسات ويقبل الخضوع للقانون والنظام ويعمل بروح جماعية ووحدوية.
ما رأيك فى حضور «أبومازن» جنازة شيمون بيريز؟
- حضور «أبومازن» جنازة بيريز كان مشكلة، لكنها كانت مشكلة قابلة للتوضيح والتفسير، لكن سلوك «أبومازن» خلال مشاركته فى الجنازة وتقبل إهانة نتنياهو له كانت مشكلة أكبر وأعظم، وشعبنا حساس وذكى ولا يقبل المساس بهيبته، كما فعل «أبومازن»، ولا يقبل المساس بكرامته وعزته كما تصرف نتنياهو.
هل أنت مع المفاوضات مع إسرائيل؟ ولماذا؟
- زمن المفاوضات مع إسرائيل على أسس الحل قد انتهى، فليس هناك طالب فى مدرسة ابتدائية فلسطينية أو إسرائيلية لا يعرف قواعد ومحددات الحل السياسى، ولكن قد نكون بحاجة إلى مفاوضات تنفيذية لطريقة تطبيق أى اتفاق مع إسرائيل، وأنا صراحة لا أرى أى مجال أو ضرورة للتفاوض مجددا، وما نحن بحاجة إليه هو إرادة إسرائيلية تقبل التسليم بالحقوق العادلة لشعبنا، وفى مقدمتها الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل ومقبول لمأساة اللاجئين، أو أن تفرض إرادة الدولة مشروعا جديا وعادلا للسلام، وبغير هذه أو تلك فإننا أمام حل الدولة الواحدة، أو أمام قرن آخر من الحروب والدماء والمآسى الإنسانية.
هل كان سيرضى «أبوعمار» عن سياسة قطع «أبومازن» للرواتب؟
- من المؤكد أن الرئيس الشهيد «أبوعمار» كان سيحرم ويجرم قطع أرزاق الناس ورواتبهم، كيف لأى مسؤول فلسطينى التوافق على لقمة عيش الأطفال والنساء لأسباب وأحقاد سياسية وشخصية.. هذه صفحة عار لم نرَ أو نسمع بمثلها فى العمل الفلسطينى ودعونى أكشف لكم سرا، كان هناك موظف فى سفارة فلسطين بتونس جند من قبل الاحتلال للتجسس على مجموعة من القيادات الفلسطينية خلال مفاوضات أوسلو السرية، ومن بين ما فعل ذلك الموظف كان وضع أجهزة تنصت فى كرسى قدمه هدية لـ«أبومازن»، ولا تسألونى لماذا قبل «أبومازن» بتلك الهدية الغريبة، ولكن ما حصل بعد انكشاف العملية أن أبو مازن نفسه أخرجه من السجن وأمن له إقامة فى دولة أوروبية، وأمر بصرف رواتبه ومستحقاته، والسؤال الآن: هل فعل «أبومازن» ذلك من باب الأخلاق والمروءة الفلسطينية، أم فعلها بناء لطلب إسرائيلى؟.. «أبومازن» وحده يملك الإجابة، لكن من حق شعبنا، خاصة المقطوعة رواتبهم، استنتاج العبرة والسبب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة