بعد صراع مع المرض رحل عن عالمنا الفنان الكبير محمود عبد العزيز، واحد من أحب النجوم وأكثرهم موهبة، فهو ساحر الفن أو الشيخ حسنى، أو نجم رأفت الميهى المفضل فى عدد من الأفلام المميزة التى فتحت اتجاها جديدا فى السينما المصرية أو رأفت الهجان أو محمود المصرى كثيرة هى الشخصيات التى جسدها النجم الكبيرة، متعددة ومتنوعة وكل شخصية لا تشبه الأخرى، محمود عبد العزيز حالة فريدة واستثنائية فى تاريخ الفن العربى وليس المصرى فقط.. ومن الفنانين القلائل الذى كان يملك دائما إرادة الاختيار، فهو لم يستسلم لقوانين السوق، ودائما ما كان يدرك أن التمرد هو طريق التميز فى الفن، وأن القدرة على الاختيار وتقديم أدوار كل منها يمثل علامة هو سر البقاء، وأن الصدق هو مفتاحه إلى القلوب.
كان من السهل على النجم السكندرى الشقى أن يستسلم لتصنيف المنتجين له كواحد من "الجانات"، أصحاب الملامح الملونة والشعر الأصفر والطلة التى تأخذ العين، ويظل فى هذه المنطقة، إلا أن محمود لم يستسلم قدم عدة تجارب داخل هذا الإطار إلى أن جاءته فرصة فيلم العار فى الثمانينيات مع المخرج على عبد الخالق، ليقدم واحدا من أجمل أدواره، ومن بعدها حلق محمود فى مناطق أدائية متباينة، وأبدا لم يقف عند اتجاه واحد فرصيده السينمائى تاريخ بمفرده تجد فيه الأدوار الاجتماعية والكوميدية، والفانتازيا، ودراما الجاسوسية، والكوميديا والاجتماعية أكثر من 80 عملا سينمائيا، إضافة إلى أدوار تليفزيونية مهمة، ومنها البشاير ورأفت الهجان ومحمود المصرى وغيرها وعملان مسرحيان إضافة إلى تجارب إذاعية متنوعة.
فى ظنى أن محمود عبد العزيز سيظل تركيبة فريدة فى تاريخ الفن المصرى، لا يشبه أحدا، يلعب فى منطقة خاصة جدا من الأداء التمثيلى العميق، والممزوج بخفة الدم، إضافة إلى القدرة على الغناء وتأدية ألوان مختلفة من الأغانى، ونوع أكثر فى أدواره، فقدم دور الأب فى "العذراء والشعر الأبيض"، وأيضا فى فيلم "تزوير فى أوراق رسمية"، ثم دور عميل المخابرات المصرية والجاسوس فى فيلم "إعدام ميت"، وقدم شخصيات جديدة فى أفلام منها "الصعاليك" و"الكيف" الذى حظى بنجاح جماهيرى كبير، وصار محمود بخفته يمثل تهديدا لكبار الكوميديانات، وصارت إيفيهات أفلامه الأكثر تداولا، خصوصا أن محمود مع كل دور جديد كان يحلق بعيدا فى سماء النجومية، وأعتقد أن ذكاء محمود جعله يدرك منذ أولى خطواته الفنية، أن سر النجاح يكمن فى الصدق، محمود عبد العزيز نجم صنع أسطورته الخاصة، لأنه يملك تركيبة نادرا ما تتكرر ملامح ارستقراطية وتركيبة شعبية أصيلة.. وفى ظنى هذا هو سر تفرده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة