اعتقادى الشخصى أن الفريق أحمد شفيق، لن يرشح نفسه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأسباب كثيرة، أهمها أن الظروف التى ترشح فيها سنة 2012 تغيرت تماما، فقد وقف وراءه المصريون باعتباره المنقذ الذى يخلصهم من الإخوان، والتف حوله الخائفون على الوطن، لإحساسهم بالخطر الدهم لهذه الجماعة الإرهابية إذا حكمت مصر، وانعقدت عليه الآمال، وازدادت فى نفس الوقت ضراوة أعدائه، من الإخوان وبعض التيارات الناصرية واليسارية والثورية.
لا يلومه أحد على مغادرته البلاد فور إعلان نتيجة الانتخابات، لأنه لو ظل بمصر لكان مصيره الاغتيال، أو الاعتقال والبهدلة وتلفيق القضايا والاتهامات، ورغم أن البعض يرى أنها ضريبة كان من المفترض أن يتحملها، لكنه هو الذى قدر حجم المخاطر التى يكمن أن تواجهه، واتخذ القرار الذى يحفظ حياته وسمعته.
لم تعد قضية الخلاص من الإخوان هى الكارت الذهبى الذى يحسم الانتخابات المقبلة، بعد أن أنجز المهمة بجرأة وشجاعة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ودك دولة الإخوان فى وقت ساد فيه الإحباط، بأن مصر لن تعود إلى الأبد، وتأتى انتخابات 2018 بأجندات مختلفة، بعد ست سنوات طوال، غاب فيها الفريق بجسده عن أرض الوطن، وتغيرت خريطة التوازنات السياسية، وغربت الشمس عن تيارات وظهرت تيارات أخرى.
كان من المأمول أن تتسارع الإجراءات القانونية، لإبراء ساحة الفريق من الاتهامات التى وُجهت له فى فترة حكم الإخوان، ولكن تعطلت البراءة حتى الآن، والمؤكد أن من يتعرض لمثل هذا الموقف، يشعر فى قراره نفسه بالضيق والغضب.
اعتقادى الشخصى أن الفريق شفيق لم يعد لديه نفس حماس 2012، ولم يعد حريصا فى الفترة الأخيرة، على الظهور الإعلامى فى مختلف الأحداث التى تمر بها البلاد، وتغيرت أولويات الناس للقضايا الاقتصادية، وهموم الغلاء والأسعار، وما تقوم به الدولة لمواجهة الأزمات والتحديات، وزال الخطر الداهم الذى وحد فئات عريضة من المصريين وراء الفريق شفيق، وتغيرت الظروف المحلية والاقليمية والدولية.
الفريق شفيق، منحه الله الصحة والعافية، من مواليد 1 نوفمبر 1941، وعيد ميلاده الـ77 بداية الشهر المقبل، وبحلول عام 2018 سيكون على مشارف الثمانين، واعتقادى أنه سبب جوهرى يحسم عدم تفكيره فى الترشح للرئاسة، ولكن إذا فكر وتدبر وقرر أن يخوض المعركة، فهذا حق لا ينكره عليه أحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة