وتتوالى الأزمات المفتعلة التى يرى الأعمى قبل البصير أنها بفعل فاعل يعمل دون توقف على إثارتها ويطمئن جيداً فى كل مرة أنه سينجح، حيث لا توجد خطط مسبقة تضعها الحكومة الموقرة لوأد هذه الأزمات فى مهدها وقبل أن تنتشر انتشار النار فى الهشيم مثلما يحدث دائما !
ثم تتحرك بعدها أجهزة الدولة التى تجر أقدامها جراً محاولة بطرق تقليدية قديمة تم اكتشاف كافة خطواتها من قبل مثيرى الفتن، فى محاولات بائسة غير مجدية للقضاء على أزمة ما لتجد الأخرى تلاحقها بنفس الكيفية انتظاراً لنفس رد الفعل التقليدى !!
ألا يخجل السادة المسئولون من تكرار الخطأ واتباع منهج رد الفعل وانعدام التطور الطبيعى المفترض فى الأداء ؟
فبعد أزمة الأرز التى اجتاحت الأسواق وتم اكتشاف من تسببوا بها وامتطت الحكومة عكازيها للقضاء على المشكلة، لا تكاد تلتقط أنفاسها حتى حلت أزمة السكر محل أزمة الأرز !
والغريب فى الأمر أننا نقرأ يومياً عن ضبط آلاف الأطنان من السكر المخبأ فى مخازن سرية، ولكن تظل الأزمة مشتعلة ولم يشعر المواطن بعد بأى انفراجة بعد كل هذه الأخبار المتداولة !
وللأسف ينجح مثيرى الأزمات من أعداء الدولة الذين نعرفهم جيداً فى إصابة الهدف يوماً بعد يوم مطمئنين لنفس الأداء ونفس رد الفعل من أجهزة الدولة !!
السادة المسؤولين :
بالبلدى كده (اضرب المربوط. يخاف الساي )
فلم نسمع حتى الآن عن أى مربوط تم ضربه ولا أى سايب خاف !
وبالرغم من كل هؤلاء المجرمين الذين تم ضبطهم وإدانتهم بافتعال أزمات من شأنها أن تعوق وبشدة مسيرة البلاد، لم نسمع عن عقوبات وأحكام رادعة قاطعة يشعر على إثرها معشر المخربين حتى ببعض الحذر !
فمن أمن العقاب كما تعلمون أساء الأدب !
وخير دليل على ترهل مؤسسات الدولة وحكومتها، هذا التراخى المستفز فى تنفيذ الأحكام التى شاهد المصريون أدلة ثبوتها بالصوت والصورة !
كما لم نسمع قط عن عقوبة قاسية لأحد من تم ضبط أطنان السكر بحوزتهم مثلما لم نسمع من قبل عن المتسببين بأزمة الأرز !
وفوق هذا وذاك، تعجز الحكومة بكافة جهاتها الرقابية عن ضبط سعر السوق بالقوة وإقرار الغرامات القاسية للحد من جشع التجار الذين يصطادون بالماء العكر لتزداد الأزمة ضعفين !
أعزائى:
نحن فى أمس الحاجة لدماء جديدة ومنظومة أداء أكثر تطور وفكر خارج الصندوق لمواكبة التطور الطبيعى للحياة بشكل عام والقدرة على إدارة الأزمات التى تلاحقنا بالسرعة المطلوبة وربما إحباطها قبل أن تبدأ، لا رد الفعل اللاهث البطئ الذى لم يعد يتناسب شكلاً ولا موضوعاً مع تلاحق الأحداث!
نهاية:
لا عيب فى الاعتراف بالخطأ ومحاولة إصلاحه للتخلص من أسباب الفشل، ولكن العيب كل العيب الاستمرار به وتعليق اللوم على شماعات الآخرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة