لا أمل فى الإخوان ولا رجاء، يهللون للأزمات ويكبرون للمشاكل، ولم يحاولوا ولو على سبيل ذر الرماد فى العيون، أن يثبتوا حبهم لبلدهم أو خوفهم على مواطنيهم، ويصعدون كراهيتهم وحقدهم، ويمارسون التحرض فى كل الأوقات، ولا يدركون أن "جماعة" لا يمكن أبدا أن تنتصر على "شعب"، وأن العصابات المسلحة لا تهز شعرة جيش عريق له خبرات قتالية كبيرة، وأن أرواح شهداء الجيش والشرطة تفجر فى النفوس إرادة الثأر والانتقام .
لم يفهموا فى يوم من الأيام أن قوة مصر تتعاظم وهى فى أوج ضعفها، وأن شعبها الذى ابتلعهم فى يومين، لا تجدى معه حروب عشوائية عشوائية هنا وهناك، وأن كل قنبلة تنفجر تعمق جدار كراهية الناس لهم، وأن المصريين جربوهم واكتشفوهم ورفضوهم، وتذوقوا مرارتهم بأنفسهم دون تدخل من سلطة، وأن مصر لا تركع ولا تخضع ولا تستسلم، ولديها قدرات وإمكانيات هائلة تفسد مفعول الضغوط الداخلية والخارجية، ولا تحنى أبدا رأسها.
هللوا وكبروا لوقف شحنات أرامكوا، واشمتوا فى أزمة السكر، وروجوا شائعة القاعدة العسكرية، ونسجوا حول أكاذيبهم التحليلات والأوهام، ولم يفهموا أن الدولة التى لم تهتز لها شعرة، عندما هددتها واشنطن بوقف المساعدات، لن تتأثر أبدا بوقف شحنات البنزين والمازوت، وأن كبرياءها الوطنى يأبى وجود جندى أجنبى على التراب الوطنى، ففى أحلك الظروف لم تقبل وجود قواعد عسكرية على أراضيها .
لا يدركوا أن مصر أصبحت آمنة ومستقرة، بعد أن كانت تنام فى أحضان الخوف وتستيقظ على أصوات الرصاص والتفجيرات، وأن سياسة "الأرض المحروقة" التى يستخدمونها سوف تحرقهم قبل غيرهم، ولم يستوعبوا أبدا دروس عام الرمادة الذى حكموا فيه مصر، فكان وبالا عليهم وشؤما على قادتهم، إما فى السجون أو هاربين بعد أن كانوا يقولون للشىء كن فيكون، ولم يدرسوا نتائج أعمال العنف والتخريب التى انتهجوها منذ ثورة 30 يونيو، ولو كان فيهم عاقل واحد لنصحهم بالتخلى عن العنف، إنقاذا لما يمكن إنقاذه .
الإخوان يعتقدون أن إنقاذهم فى خراب مصر وتجويع شعبها، وأن الناس سوف يثورون إذا اشتدت الأزمات وساد الغضب، فيعودون إلى الحياة من بوابات النار والفوضى، وتزداد معاناتهم وأزماتهم النفسية كلما انفرحت أزمة وساد الارتياح، ومن ينام فى أحضان الغل لن يجن غير الأشواك .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة