اكتسب الرئيس جمال عبدالناصر شعبيته، من انحياز قراراته لصالح الفقراء والطبقة المتوسطة، فأصدر قانون الإصلاح الزراعى، وقرارات يوليو الاشتراكية، وأنشأ القوى العاملة.. والرئيس عبد الفتاح السيسى لا يستطيع أن يفعل ذلك، ومن الصعب مقارنة زمن بزمن ورئيس برئيس، ولكن يمكن استخلاص بعض دروس تجارب الماضى التى تنفع فى الحاضر.
أهم الدروس المستفادة عدالة توزيع عوائد التنمية، ليتذوق الفقير قبل الغنى ثمارها، ويسود الارتياح العام والسلام الاجتماعى، ويتحقق ذلك بتكاتف جهود الحكومة والبرلمان مع الرئيس، لاجتياز مرحلة الأزمة الاقتصادية الحالية، بأقل قدر من الخسائر والتضحيات، وتخفيف آثارها السلبية على الفئات الأكثر احتياجا، وأقول ذلك بمناسبة حزمة الشائعات أو التصريحات المتداولة، بشأن قرارات إصلاحية قادمة، تنعكس آثارها بالضرورة على الشريحة الكبرى من المواطنين.
الدولة تفعّل الآن استراتيجية التنمية الشاملة، ويا حبذا لو صاحبها خطة لمشروعات للعمالة الكثيفة المنتجة، تخفف حدة البطالة وتتيح فرص عمل لقطاعات عريضة من الشباب، وأتمنى قبل أن ينتهى عام الشباب، أن نحتفل ببدء تنفيذ البرنامج الطموح الذى أعلن عنه الرئيس منذ عدة شهور، الخاص بالمشروعات الصغيرة تحت رعاية الدولة، وبمساهمة البنك المركزى، الذى أعلن عن تخصيص 200 مليار جنيه لتمويلها، وهى إحدى النماذج الفعالة، التى يمكن أن تخلق حالة من الانتعاش والحراك فى المجتمع.
فى مراحل البناء لا يصح اللجوء لأدوات الهدم، وأخطرها اختزال الإنجازات الكبيرة فى سلبيات قليلة، وفى بلدنا من يجيد تلك الصناعة الفاسدة، ويحبس نفسه فى تجارب الماضى، التى فقدت صلاحيتها لاختلاف الزمن والظروف، والتحديات التى تواجهها مصر الآن فى الداخل والخارج غير مسبوقة، ومتشابكة ومعقدة.
أهم الدروس المستفادة فى تجربة عبد الناصر، هى تعظيم الروح الوطنية فى مواجهة الأزمات، وهو ما يحتم الحفاظ على مخزون التأييد الشعبى لثورة 30 يونيو، وفحواه أن لدينا وطنا تم استرداده من بين أنياب الشيطان، ونجّاه الله من مخططات الفوضى والخراب، ويبذل الجهد للوقوف على أرض صلبة، وتوفير فرص حياة كريمة، ومواجهة التحديات والأزمات والمعاناة.
غيرنا يحسدنا على ما نحن فيه، ويرى ما لا يراه بعضنا، وأكرر ما قاله رئيس البرلمان الأفريقى فى شرم الشيخ «حافظوا على بلدكم وجيشكم ورئيسكم من أجل أفريقيا».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة