علا الشافعى

المنتجون وغرفة السينما تحولوا لـ«تجار»

الإثنين، 04 يناير 2016 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يوجد جديد فى القضية التى نطرحها، لن يتحرك أحد وسيتحول ما نكتبه إلى موضوع أو مقال يضاف إلى العشرات بل لنقل المئات من الموضوعات التى سبق وناقشنا فيها مافيا التوزيع وكيف أن أصحاب دور العرض الذين تحول معظمهم إلى تجار لا يهمهم سوى الربح أو العائد المادى الذى تحققه الأفلام المعروضة، لا يعنيهم كثيرا فكرة أن الصناعة لكى تستمر لابد وأن تقوم على التنوع، ولا يلقون بالا أو اهتماما أن هناك شريحة من الجمهور تبحث عن شىء مختلف عن سينما تحرض على التفكير، أو سينما تحمل ذائقة مختلفة، أما هؤلاء الجالسون فى غرفة صناعة السينما والذين من المفترض أنهم يعملون على حمايتها، وتطبيق القوانين أو لنكن أكثر دقة الأعراف، لأن السينما لا تزال صناعة لا تعرف القوانين، فهم بالأساس أصحاب مصالح متعارضة لأنهم منتجون وموزعون فى نفس الوقت وما يهمهم هو الربح، فمعظمهم من أصحاب شاشات العرض، ومن هذا المنطلق تحول بعضهم أيضا إلى تجار لا يعنيهم سوى الربح ثم الربح.

قد تكون تلك مقدمة طويلة ولكنها تلخص حال السينما والذى لا يزال كما هو، حيث اتخذ أصحاب دور العرض وبقلب ميت قرارا ضمنيا برفع فيلم «قدرات غير عادية» للمبدع داود عبدالسيد من دور العرض.. وأعرف أكثر من صديق ذهب إلى السينما ليسأل عن الفيلم فلا يجد سوى الأفيش ويكون الرد «لأ خلاص الفيلم اتشال من هنا».. فيلم داود بالنسبة لتجار السينما لم يحقق الإيرادات المتوقعة لذلك يتم عقاب المختلفين سواء من المبدعين أو الجمهور الباحث عن سينما مختلفة بحرمانهم من مشاهدتها أو صنعها، ولا أعرف هل من المفترض أن يتحول كل العاملين فى صناعة السينما إلى اللون التجارى ليرضى عنهم أصحاب الشاشات ودور العرض؟ هل من المفترض أن نزيح المختلف أيًا كان هو أو أيًا كان صانعه؟!

لداود الحق فى أن يعرض فيلمه أو منتجه، ولغيره نفس الحق حتى لو كان فى أصغر قاعة ضمن الشاشات، ولشريحة من الجمهور الحق فى أن تجد ما تبحث عنه. بعيدا عن رغبات أباطرة التوزيع والذين لم يتوقفوا يوما عن الإطاحة بأى فيلم سينمائى لا يأتى على هواهم، والمفارقة أن من هؤلاء الأباطرة من يحسب على المبدعين، فبعضهم كتاب وصناع سينما يفهمون ويعرفون جيدا أن التنوع أساسى وأصيل فى تنوع الصناعة، ولكن صار شباك التذاكر هو سيدهم.

ولا يجب أن يفهم من كلامى أننا ضد أن تعرض الأفلام التجارية، أو ضد أن يكسب المنتج والموزع، فهذا ضرورى لاستمرار الصناعة، إلا أننى أدافع عن حقى وحق غيرى من الجمهور حتى لو كنا قلة أن نجد فيلما ذهبنا لمشاهدته، ولا أعرف ما الذى يضير إسعاد يونس أو جابى خورى أو وائل عبدالله أو فاروق صبرى وغيرهم من أصحاب الشاشات أن يخصصوا أصغر قاعة لعرض فيلم للمبدع داود عبدالسيد أو غيره من أصحاب التجارب المختلفة لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لأن هذه النوعية من الأفلام تربى جمهورا مختلفا، ويحمل ذائقة جمالية، ونحن فى أمس الحاجة إلى ذلك، خصوصا فى وسط كل هذا القبح الذى بات يحكم حياتنا، أما التعامل مع السينما ودور العرض على أساس أنها مشروع تجارى بحت لا يهدف سوى للربح وتحقيق الإيرادات، فهو منطق ظالم وجائر لصناعة جزء كبير منها يقوم على الإبداع.. والصمت على تكرار تلك الوقائع جريمة أكبر من القائمين على هذه الصناعة.

فيلم لداود وغيره من مبدعينا الكبار يجب أن يعامل كحدث فنى.. أعتقد أن السينما فى أوروبا والتى تتعرض أيضا لطغيان السينما الأمريكية تتعامل مع كبار مبدعيها بآلية مختلفة.. وكما قلت حتى لو تم ذلك بتخصيص أصغر شاشة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة