• العرب يعادون إسرائيل فى العلن ويتعاملون معها من تحت الطاولة
• ليس هناك إسلام واحد بل أكثر من إسلام ولا تخشوا الانفتاح
• توحيد عيد القيامة مجرد حسابات فلكية ولا علاقة لها بالدين
• إتاحة الزواج المدنى فى الدول العربية تتطلب نضوجا اجتماعيا وثقافيا
بكثير من المصارحة والجرأة ، تحدث الأنبا غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك فى هذا الحوار خلال زيارته القصيرة لمصر قادمًا من سوريا ففى حين يرى أن العرب يعادون إسرائيل فى العلن ويتعاملون معها تحت الطاولة، ويؤكد أن الفاتيكان هم أكثر من دعموا القضية الفلسطينية، وينفى تأييده لبشار الأسد بل يرى أن سوريا أكبر منه وينصح بالحل السياسى، وإلى نص الحوار...
• قلت إن حل القضية الفلسطينية يحقق السلام العالمى وكفانا حربًا، كيف تقيم وضع القضية الراهن بعد كل هذه السنوات من الصراع؟
- لا أحد يحب الحرب، لى 26 سنة بطريرك فى القدس والشرق العربى ،ومنذ 1948 خضنا 22 حربا مرتبطة بالقضية الفلسطينية، وحتى الربيع العربى مرتبط بالصراع مع إسرائيل العرب يرفعون شعارات لا لإسرائيل وللصهاينة، ومن تحت الطاولة يتعاملون مع إسرائيل، وما زال الفلسطينيون يسكنون المخيمات بالأردن ولبنان وسوريا للآسف أخذنا القضية الفلسطينية مطية لصراعاتنا ، ومع احترامى للجميع الأكثر ثباتًا فى دعم القضية الفلسطينية هم الفاتيكان والمسيحيون عمومًا، فقدموا الكثير من المعونات ودعموا المدارس والمستشفيات من خلال تبرعات المسيحيين فى أوروبا
• قيل إنك من مؤيدى بشار الأسد فى سوريا، ما صحة ذلك؟
- لا أؤيد بشار الأسد بل أؤيد سوريا، وهو موقف كل مسيحيى سوريا وتأييد الشخص شىء تافه، بشار الأسد ليس سوريا وإذا كان الشعب يرى أن بشار هو المخلص الوحيد فهو مخطئ، والذين راهنوا على رحيل بشار ولم يرحل أقول لهم اشتغلوا معه، والسياسة الواقعية هى إنك تعمل معه أو تزيحه بطريقة أخرى ولا يمكن أن نقول إن الدم بسبب بشار الأسد وحده لأنها حرب والتصعيد حدث من كل الجهات، ويجب أن نقف وقفة مسئولة وننهى الحرب.
• بابا الفاتيكان تحدث عن اضطهاد المسيحيين فى الشرق والتقارير الدولية تشير إلى تناقص عددهم بسبب الهجرة، كيف تقيم ذلك؟
- ليس هناك اضطهاد للمسيحيين بعينهم، بل هناك ضيم وظلم يقع على المواطن بغض النظر عن دينه، عندما تحدث حرب لا يمس الاضطهاد المسيحى فقط، ضحايا الحرب فى سوريا ألف من المسيحيين وثلاثة أرباعهم مسلمون، لأنهم من سكان المنطقة ، وحين تنطلق القذائف لا تفرق بين مسلم ومسيحى، هناك اضطهاد أيضًا للإسلام وإسلاموفوبيا بالغرب.
• غالبًا ما تقف المؤسسات الدينية التقليدية فى صف الأنظمة الحاكمة بالعالم العربى، ما السبب فى ظنك؟
- لم نكن مستعبدين لنظام ضد آخر سواء فى لبنان أو فلسطين أو سوريا ولا يمكن أن نضع على كاهل الكنيسة إصلاح المجتمع "مش شغلتى" وليس لدى الأدوات ومن ثم لا أضع نفسى ضد النظام الحاكم بل أربى الشباب والعائلات وأعظ، ولا أخذ دور السياسى فى إزاحة نظام متجبر أو غيره أنا أوجه المجتمع ليتجه صوب العدالة والمحبة والفقراء وأمنحهم تعاليم الكنيسة الاجتماعية هذا هو عملنا السياسى.
• قلت للمسلمين لا تخافوا من الانفتاح وجددوا خطابكم ألا ترى أن المسيحيين يحتاجون دعوة مماثلة؟
- نحن كمسيحيين لم يكن لدينا الانفتاح الكافى لقبول الآخر حتى ظهرت وثيقة المجمع الفاتيكانى الثانى منذ أكثر من خمسين سنة، وهى وثيقة فريدة تعيد تنظيم العلاقة بين المسيحيين وأصحاب باقى الديانات، وبالنسبة للإسلام لم يصدر مثل تلك الوثائق للأسف، والمشكلة فى الإسلام إنه كبير جدًا وواسع وليس هناك إسلام واحد، ومن الممكن أن تقلب مجموعة مشايخ تصرفات البشر رأسًا على عقب، أقول لكم لا تخافوا من الانفتاح حتى وإن كان صعبًا عليكم.
• أصبحت قضية الأحوال الشخصية محورًا للنقاش فى كافة كنائس العالم ومالت أوروبا نحو الزواج المدنى، كيف تقنع الكنيسة أتباعها بالزواج الكنسى؟
- فى أوروبا الزواج المدنى موجود ويطلب من المسيحى أن يعقد سر الزواج بالكنيسة، إذا دخل بلادنا العربية يجب أن يدخل بهذه الطريقة، وأوروبا تحترم قرارات الإنسان المنبثقة من عقيدته فإذا كان لدى شخص غير مؤمن ولا يعتبر أن الزواج أمر مقدس فتزويجه كنسيًا يعتبر باطلا.
• هل يناسب الزواج المدنى بنية المجتمعات العربية وطبيعتها؟
- الزواج المدنى يحتاج نموا اجتماعيا وثقافيا معينا، وهو يعنى أن الزيجة مهددة طوال الوقت وأن الإنسان مزواج مطلاق وإتاحة هذا الأمر يتطلب فتح حلقات نقاش ودراسات وأبحاث، أما أوروبا فتمكنت من إقراره بسبب العلمانية.
• طرح بابا الفاتيكان والبابا تواضروس مسألة توحيد عيد القيامة، فما رأى الروم الكاثوليك فى هذا الأمر؟
- اختلاف الاحتفال بعيد القيامة حسابات فلكية ليست لها علاقة بالعقيدة المسيحية، التقويم اليوليانى هو حساب يوليوس قيصر، والتقويم الغريغورى هو تقويم البطريرك الذى صحح ذلك، نحن كروم كاثوليك أول من وحدنا عيد الفصح بين كنائسنا، وهذا المشروع طرح من خمسين سنة ولم يقبل ثم أعاد بابا الفاتيكان والبابا تواضروس طرحه، ووافقت أكثر من كنيسة، وننتظر الروم الأرثوذكس الذين يطرحون هذا الأمر على السنودس الخاص بهم.
• كيف تقيم الحوار بين الأديان هل هو أمر بروتوكولى أم حقيقى؟
- الحوار بين الأديان لن ينتهى لأن كل إنسان على "دينه الله يعينه"، ولكن الحوار الحياتى هو الأساس ومختصره اقبلوا بعضكم بعضا كما قبلكم المسيح، ويمكن أن نعيش معا رغم اختلافنا الدينى الدقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة