مصر تقدمت 26 مركزاً بعد «الإخوان»
منذ أيام صدرت القائمة الدولية لـ«مؤشر مدركات الفساد» الذى تصدره منظمة الشفافية الدولية، وهو تصنيف سنوى تقوم فيه المنظمة بترتيب دول العالم من حيث مستوى الفساد الموجود فى كل دولة، بحيث تكون الدولة الأولى هى الأقل فسادا، أما الدولة الأخيرة فهى الأكثر فسادا، ولعله من الجيد هنا أن نشير إلى تقدم مصر بشكل كبير فى هذا التصنيف السنوى، فقد تقدمت مصر إلى المركز الـ88 فى العام 2015، بينما كانت فى العام الماضى «2014» محتلة الرقم 94، وفى العام الذى سبقه «2013» كانت تحتل المركز 114، وهو ما يعنى أن مصر منذ أن تخلصت من جماعة الإخوان المسلمين وهى تتحول إلى دولة ذات معدلات فساد أقل، بدليل أنها قفزت 26 درجة فى عامين فقط منذ 30 يونيو.
المطالع لتقرير هذه المنظمة المشهود لها عالميا يرى أن المفاجأة الحقيقية ليست فى تقدم مصر بهذا الشكل المبهر، وإنما فى قائمة أسوأ عشر دول أو أكثر 10 دول فسادا فى العالم، وللأسف فقد تصدرت دول إسلامية هذا التصنيف، واحتلت نصف القائمة الدولية الشهيرة، وقد ضمت القائمة كلا من «الصومال وكوريا وأفغانستان والسودان وجنوب السودان وأنجولا وليبيا والعراق وفنزويلا وغينيا»، وهى دول إسلامية يحكمها تيار الإسلام السياسى باختلاف أنواعه، فما السر وراء هذه المفاجأة؟
السر يكمن فى تعريف الفساد نفسه بحسب منظمة الشفافية، ففى التعريف تقول المنظمة إنه «إساءة استغلال السلطة المؤتمنة من أجل المصلحة الشخصية»، بما يعنى أن أى فرد يستغل سلطته من أجل زيادة موارده أو نفوذه أو نطاق صلاحياته يعد هذا فسادا، ولا يحدث هذا الأمر إلا إذا تواجد حاكم فرد يأمر فيطاع، ويقول فيخضع الجميع، وللأسف فإن معظم الدول الإسلامية التى شملها تصنيف «الأسوأ» يوجد بها تيارات إسلامية متشددة، كما يوجد بها نزعات مذهبية قوية، سواء فى العراق، أو فى ليبيا، أو فى أفغانستان، أو فى السودان، أو فى الصومال، وهو ما يتوافر أيضا فى بعض الدول غير الإسلامية التى احتلت المراتب المتأخرة مثل أنجولا، التى منعت دخول المسلمين إلى أراضيها سابقا، أو جنوب السودان «المسيحية»، ما يعنى أن هناك «ثلاثى فساد» إذا اجتمع احتلت الدول الدرك الأسفل من التصنيف، وهو «الديكتاتورية، المذهبية، التشدد».
على الجانب الآخر إذا ما نظرنا إلى الدول الأقل فسادا فسنجد أنها تتمتع بقدر كبير من الحرية، والشفافية فى الحكم، والتعددية وقبول الآخر، فدولة مثل سنغافورة مثلا تحتل المرتبة الثامنة فى التصنيف، وهى الدولة الوحيدة الموجودة فى قائمة أفضل 10 دول من خارج أوروبا، ومعروف أن سنغافورة دولة قائمة على التعددية فى كل شىء، بداية من الأعراق، وليس انتهاء بالمذاهب والديانات، وهو ما يعنى فى النهاية أن أمامنا مهمة كبيرة للتخلص من آفات تاريخية التصقت بنا وجعلت «الإسلام» مطية لكل طاغٍ.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة