الصدفة وحدها كانت وراء اكتشاف المزايا العلاجية المذهلة للمياه الكبريتية فى عيون حلوان منذ العصور القديمة، وتسببت صدفة أخرى فى أن يكتشفها الخديوى «عباس حلمى» ويبنى الحمام الأول فوقها عام 1849 وهو المكان الذى طوره الخديوى إسماعيل عام 1889 إلى منتجع علاجى كبير على مساحة تقترب من 5 أفدنة وتحمل اسم «حمامات حلوان الكبريتية».
وطوال سنوات ظل هذا المكان مقصدًا للأمراء والملوك للاستجمام والعلاج، لكن هذا التاريخ الطويل للمكان الذى وضع بصمته على أجساد الأمراء والملوك وكان حمامهم الخاص أصبح مرتعا لأشياء أخرى بعد أن امتلأ حمام السباحة الخاص به بفضلات الحيوانات. وقد تجاهل المسؤولون وجهه السياحى واقتصر تركيزهم على الجزء العلاجى منه الذى يفصله عن السياحى سور حديد متهالك فحسب، على الرغم من تبعيته لـ3 هيئات حكومية، وهى «وزارة الصحة» و«محافظة القاهرة « و«وزارة الآثار»، ومن المفترض أن يكون صرحاً سياحياً ومقصداً للسياحة العلاجية لما يتميز به من هبات طبيعية.
«أهل الخليج يعرفونا أكثر من المصريين» بهذه الكلمات وصف الدكتور علاء عبدالسلام المسؤول عن الجزء العلاجى بحمامات حلوان الكبريتية زوار المركز، وأكد أن المكان له شهرة واسعة فى بلاد الخليج خاصة السعودية، حيث يأتى أهلها إليه كثيراً ويقيمون بالشاليهات الموجودة داخله التى يبلغ عددها عشرة.
وأشار إلى أن السعوديين يفضلون المركز بشكل خاص، بل ويتحدثون عنه إلى المصريين المقيمين بالسعودية، وينصحونهم بزيارته فى الإجازات ليستمتعوا بخدماته المميزة مثل «المياه الكبريتية» و«جلسات الطمى» و«التدليك والشمع» التى لا يمكن أن توجد فى مكان غيره.
وأضاف «عبدالسلام»: «وزارة الآثار حذرتنا من الاقتراب من القبة والجزء الأثرى والسياحى من الحمام، لأنها من التراث الأثرى من أيام الخديوى إسماعيل، ومنذ سبع سنوات حذرت وزارة الآثار من تطوير هذا الجزء الأثرى، وأرسلت لجنة لفحصه، ووعدونا بتطويره، لكننا من وقتها لم نر أى شخص من وزارة الآثار، وفقط قمنا بتطوير الأجزاء الخاصة بنا لتكون على أحدث طراز وتقدم خدمة علاجية متميزة».
"الكابريتاج".. حمام الأمراء "المنسى" أشهر منتجع علاجى يتحول من واجهة سياحية إلى مرتع لفضلات الحيوانات.. له شهرة واسعة فى دول الخليج.. وتطوير الجزء الأثرى حلم طال انتظاره لأكثر من 7 سنوات
السبت، 30 يناير 2016 03:47 م
الكابريتاج
كتبت - سلمى الدمرداش - تصوير - محمد الحصرى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة