كرم جبر

كيف يتجرأ الشيخ "أسامة الأزهرى" ويصافح كلبا؟

الإثنين، 18 يناير 2016 07:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أخفى إعجابى بالشيخ أسامة الأزهرى، لوسطيته وسماحته واعتدال منهجه، وأصلى دائما وراءه الجمعة فى مسجد المشير طنطاوى، فأستمتع بخطبة مفيدة وقصيرة، وبعدها يحرص على الجلوس مع الشباب والأطفال من رواد المسجد، ويجرى معهم حوارات ومناقشات، فأصبحوا أصدقاءه الدائمين الذين يحرص على لقائهم كل أسبوع .

زاد إعجابى بالشيح الأزهرى عندما شاهدت صورته وهو يصافح كلبا، والصورة تنطق بمعانٍ كثيرة أهمها الرفق والرحمة، وتصفع غابة من المشايخ المتشددين، الذين رسخوا فى الأذهان أن الكلاب نجسة، وإذا دخلت بيتا جاءت معها الشياطين وطردت الملائكة، وأعلنوا الحرب على الكلاب وكأن بينهم ثأرا، ورغم أننى لست من هواة اقتناء الكلاب، إلا أن حميمية الشيخ الأزهرى فى مصافحة الكلب، وردود الفعل الصاخبة التى أعقبتها، تزيح الستار عن "عُقد" كثيرة أصابت العباد :

العقدة الأولى: هى الحقد والغل والكراهية، حتى على الكلب الذى يصافحه الشيخ، فأحد رواد التواصل الاجتماعى يتساءل: وهل إذا وجد الشيخ مواطنا فقيرا يصافحه مثل الكلب، وثان يقول "دا كلب ابن عز مش من بتوع الشوارع"، وثالث يقول "يا ريتنى كنت كلب عشان الشيخ يرضى عنى".. وبقية التعليقات تكشف مدى التوتر النفسى الذى أصاب الناس، فإذا وصل الحقد على الكلاب إلى هذه الدرجة، فما بالنا بالأغنياء وأصحاب الثروات؟ .

العقدة الثانية: هى التدين الشكلى الخاطئ، وإغراق العباد فى جدل فقهى لا ينفعهم، وحسنا فعلت دار الإفتاء حين سارعت بإصدار بيان بسيط ومفهوم، قبل أن يشدد المتربصون هجومهم ويكفروا الشيخ، قالت فيه: "إن الكلب نجس العين عند الشافعية والحنابلة، وهو عند الحنفية طاهر ما عدا لعابه وبوله وعرقه وسائر رطوباته، فهذه الأشياء نجسة، وعند المالكية هو طاهر، هو وسائر رطوباته"، وأضافت: "والأولى الخروج من الخلاف باتباع المذهب الأول القائل بنجاسة عين الكلب، فمن تسبب له هذا المذهب فى الضيق والحرج فيجوز له تقليد من لم يقل بنجاسة عين الكلب من الحنفية أو المالكية".. يعنى اللى عايز يعتبر الكلب نجسا هو حر، ومن يعتبره طاهرا هو حر، والمسألة لا تستحق كل هذا الجدل .

أما "أم العُقد" فهى شغل الناس بتوافه الأمور، وإغراقهم فى جدل عقيم، تمتلئ به ساحات الفضائيات، فأصبحنا ندخل المرحاض بفتوى، ونرضع الكبير بفتوى، ونستبيح الصغيرات بفتوى، وخيمت فى سماء البلاد سحابات تمطر فتاوى ملوثة، لا علاقة لها بصحيح الدين، وإنما تخدم عقول قائليها .

الأمل فى الشيخ الأزهرى، ومعه كوكبة من علماء الأزهر الشبان، يصعد نجمهم بصعوبة وسط عراقيل الكبار، وعلى أكتافهم تقع مسئولية تجديد الخطاب الدينى، حتى لا نستسلم لمشايخ "من يصافح كلبا يدخل النار" .. والله أعلم .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة