احمد عبد الغنى

موسم الامتحانات..!!

الثلاثاء، 12 يناير 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طول عمرنا نسمع عن موسم التزاوج.. موسم اللقاح.. لكن أحنا فى مصر وعشان طول عمرنا بنتميز عن الآخرين تماما.. عملنا موسم الامتحانات.. ودا بيكون فى كل بيت فى بلادى مع اختلاف الطبقات واختلاف المستويات واختلاف مستويات المدارس.. معسكرات داخلية للأبناء على طريقة معسكرات الكابتن جوهرى - الله يرحمه - قبل المباريات الدولية.. إيقاف تام لكل الأنشطة وانعزال تام عن العالم الخارجى.. ممنوع الخروج من البيت بإى شكل من الأشكال.. الذهاب للمدرسة فقط لاغير وفى أضيق الحدود.. وأحيانا يفضل عدم الذهاب إلى المدرسة أصلا.. ممنوع الاتصال بالأهل والأصدقاء.. ممنوع الخروج والفسح والفرجة على التليفزيون.. لو فى تابلت أو لاب توب أو موبايل بيتسحب.. ممنوع الزيارات إلى البيت تماما فى هذا الوقت من العام.. الأكل بموعد.. النوم بموعد.. الاستيقاظ بموعد.. كله بنظام.. خريطة المواعيد وجدول المراجعة شىء مقدس.. مطلوب من فرد فى البيت أن يسكت وأن يهدأ ولا يتكلم من أجل الطفل الذى يذاكر.. كل المؤثرات الخارجية والداخلية تمنع تماما.. ممنوع الحركة إلى أن ينتهى هذا الموسم..!!

كل تلك الممنوعات من أجل طفل برىء فى العاشرة من عمره أو أقل.. طفل برىء فى الصف الرابع أو الخامس الابتدائى فقط لا غير.. وكأنه ذاهب إلى امتحان الثانوية العامة غدا أو كأن هذا الامتحان هو الذى سيحدد مصير الأسرة والطفل ومصر والعالم العربى.. بل وكأنه سيحل كل مشكلات العالم..!!

صراخ وعويل من الأم.. ولكم وشلالايت وقرص وضرب وعض منها للطفل البرىء الواقع بين يديها.. هذا الطفل الذى اضطرته الظروف وقُدر له أن يكون مصريا يحيا فى بيئة مصرية ويتعلم التعليم المصرى الجميل.. هذا الطفل الذى رمته الأقدار لأن يرى تلك المناهج العبثية ومطلوب منه أن يحفظ تلك المقررات وأن يمتحن فى تلك المواد المتفجرة.. البراءة والطفولة تُقتل على إيدينا ومن أجل ماذا؟؟ من أجل أن ينجح هذا الطفل فى الصف الرابع الابتدائى أو أقل أو أزيد.. وكأن تلك المواد هى التى ستخلق منه عالم فذ أو نابغة فى المستقبل..!!

من أجل هذا الطفل نسمع صوات الأم فى كل بيت مصرى فى موسم الأمتحانات ونسمع معارك ضارية فى كل البيوت بين الأم وأبنائها.. ونسمع عن معاهدات تُبرم ولا تنفذ بين الأم وأبنائها.. وهدنة مؤقتة على وعد بالفهم وتنفيذ التعليمات وحفظ المقررات من الطفل.. وبعد فترة لا تتجاوز الخمس دقائق نسمع أصوات أخرى من أنواع طراخ.. بووم.. طيش.. فوو.. ونسمع عن مصطلحات جديدة مثل: ناولونى الشبشب.. دا أنا هاعجنك.. لا دا أنا هافرمك.. أستنى على بس.. أنت غبى.. أنت مبتفهمش.. يا غبية.. ركزى شوية.. أرحمينى.. أنا لسه شرحهالك.. أنتى هتموتينى.. حرام عليكى.. يا خسارة وقتى وتعبى اللى ضيعتهم عليكى (الأم مبتجبش سيرة فلوس الأب هنا خالص.. هى شايفة أنها بس اللى بتتعب)..، وتستمر المعركة بين الأم والطفل المصرى لا تنتهى على أمل أن تخلق منه عالما فى بلد التعليم يحتل فيه المركز قبل الأخير عالميا.. منظومة تعليمة فاشلة فى كل شىء بدأ من المناهج والمدارس والمعلمين والصراع من أجل لا شىء..!!

موسم الأمتحانات اختراع مصرى يا كوتش.. موجود فى كل بيت فى مصر وعلامة مميزة من علامات مصر.. على أمل بناء شباب واعى متعلم مثقف يمكن أن يفيد نفسه ومجتمعه وبلده.. على أمل أن تتغير الظروف من حوله فيجد نفسه فاهم حاجة من اللى اتعلمه.. على أمل أن يخرج من هذا الموسم بنتيجة.. لكن فى النهاية يجب أن نرفع القبعة احتراما وتقديرا لدور الست المصرية ومجهودتها الجبارة فى هذا الموسم وقدرتها الرهيبة على خلق نوع من الرهبة والفزع والرعب فى البيت كله من أجل موسم الامتحانات..!!











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة