بالصور.. الصوفيون يطبقون مناسك للحج في مولد أبو الحسن الشاذلى بالبحر الأحمر.. يصعدون جبل "حميثرة" في يوم عرفة ويجمعون الحصى.. ويبدؤون الاحتفالات فى الأول من ذى الحجة.. ويلقبونه بـ"الحج الأصغر"

في وادي حميثرة جنوب محافظة البحر الأحمر وعلي بعد 150 كيلو متر من مدينة مرسي علم والقصير، يحج الصوفية إلي الوادى كل عاماً تزامناً مع مولد قضب الصوفية سيدي أبو الحسن الشاذلي، حيث يقفون اعلي جبل حميثرة في يوم عرفات من طلوع الشمس حتي الزوال، تزامنا مع وقوف الحجاج علي عرفات، ويطلقون على شعائرهم "الحج الأصغر".

مشهد أخر من المشاهد تراه في وادي حميثرة التي تحيطه الجبال من جميع الأتجاهات، وبه جبل "حميثرة" الشهير، هى مجيئ مئات الألاف من المريدين والمحبين لقضب الصوفية سيدي أبو الحسن الشاذلي الذي وافته المنيه في تلك البقعة عند سلوكه طريق الحج من تلك المكان.

بداية الاحتفالات في الأول من ذي الحجة وصعود جبل حميثرة في يوم عرفة

يبدأ الأحتفال بأحياء ذكري مولد سيدي أبو الحسن الشاذلي، في الأول من ذي الحجة حتي يوم وقوف حجاج بيت الله الحرام علي جبل عرفة، حيث يقطع الالاف من المريدين والمحبين مئات الكيلومترات في طريق الجبال الوعرة في الصحراء الشرقية وصولاً إلي وادي حميثرة مقام قضب الصوفية الشيخ أبو الحسن الشاذلي.

وينفصلون عن العالم أجمع في رحلة روحانية تماماً من التضرع إلى الله والصلاة، وتنظيم ساحات الذكر ليلاً رافعين أكفة الدراعة إلي الله، ثم يصعدون إلي جبل "حميثرة" الشهير في تلك الوادي يومياً ويجمعون أكوام من الحجارة لعودتهم للزيارة في العام المقبل كما يعتقدون، وفي يوم عرفة يكون الجميع فوق جبل حميثرة، ويؤدون نفس الشعائر التى يؤديها حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفة.

عادات الصوفية عن الوصول للضريح

ويقوم زوار مقام سيدى أبو الحسن الشاذلي بوادي حميثرة جنوب البحر الأحمر، بعدة عادات، عند وصولهم لتلك المنطقة، أولاً زيارة المقام والصلاة داخل المسجد، ثم صعود جبل حميثرة، والذي يترواح طوله ما بين 200 إلى 300 متر.

ويتجول بعد ذلك المريدين في الأسواق هناك نهاراً ويتجمعون ليلاً في مجالس الذكر المنتشرة بمحيط الضريح.

وتقع في وادي حميثرة قرية صغيرة تسمي "أبو الحسن الشاذلي"، وسميت على أسم أحد أقطاب الصوفية، ولذي وافته المنية فى تلك الوادي عند مروره بها إلي ميناء عيذاب التى تقع جنوب البحر الأحمر، للذهاب لقضاء فرائض الحج.

مظاهر الاحتفال بالمولد

ويحضر الصوفيين إلي تلك الوادي طعامهم وشرابهم، ويجهزون مكان إقامتهم وتدشين الخيام وفي بقعة قريبة من مسجد ومقام القطب الصوفي.

صعود حميثرة والذبح من ضمن السنن التى يسنها كل من زار تلك المنطقة، بعد زيارة المقام، داخل مقام أبو الحسن الشاذلي، الميريدون والصوفيون يزهدون بالدعاء داخله، أصوات مختلفة تسمعها وأنين التقرب بواسطة تلك المقام، الجميع يرفع أكف الضراعة ويدعوا الله داخل المقام، وتلاحظ من يرش العطور بداخله ومن يبيع البخور على أبوابه، ومن يدعي لك ومن يطلب منك الدعاء، لأبنه أو أبنته أو مريض له أو به داء.

ومن ناحية أخرى، يأتي العديد من تجار الحلوى ولعب الإطفال والمشغولات البدوية وأصحاب المقاهي، من أجل لقمة العيش.

يذكر أن وادي حميثرة يرجع شهرته لوجود ضريح سيدي أبوالحسن الشاذلي ولد عام ١١٩٦ ميلادية في إقليم غمارة قرب مدينة سبتة المغربية، ورحل إلي تونس وسلك طريق التصوف ، واتجه إلي قرية شاذلة في تونس ثم إلي مصر عام 1244 ميلادية، وأسس مدرسة الشاذلية الصوفية مشهورة في الإسكندرية.