أعادها المعزول مرسى إلى الحياة مثلما أفرج عن الإرهابيين، ويجب أن تعود «جبهة علماء الأزهر» فورا إلى القبر، لأن فتاويها لها رائحة عفنة ونتنة، وأيضا احتراما لحكم المحكمة الإدارية العليا بحلها سنة 1998، ولأنها منذ نشأتها تحض على الخراب والفتنة والدماء، وأصدرت منذ يومين بيانا تدعو فيه إلى «النفير العام» بمناسبة الذكرى الثانية لفض اعتصام رابعة والنهضة، وتقول إحدى فقرات البيان التحريضى «ﺍﺧﺮﺟﻮﺍ ﻭﺍﻧﻔﺮﻭﺍ، ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺗﻨﻈﺮﻭﻥ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗأﻣﻠﻮﻥ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﺰﻓﺖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ، واﺳﺘﺒﻴﺤﺖ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﻡ، ﻭﺍﺳﺘﺮﺧﺼﺖ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ، وﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﻄﻖ ﻓﻴﻜﻢ ﺍﻟﺮﻭﻳﺒﻀﺔ، ﻭﺳﻴﻖ ﺍلأﺑﺮﻳﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ».. ومعنى النفير العام فى المعجم الوسيط «قيام النَّاس عامّة لقتال العدوّ، أو التَّعبئة العامَّة».
هؤلاء المشايخ يخترعون إسلاما غير الإسلام لخدمة جنونهم وأطماعهم السياسية، ويرفعون السيوف فوق الرقاب بفتاوى دينية من تأليفهم وليس لها وجود فى الشريعة الإسلامية، فالنفير العام الذى يعلنوه على مصر وشعبها لا يكون إلا ساعة الحرب، وعندما يأتى عدو على أسوار الدولة وحدودها، ويشعر الحاكم – وليس مشايخ الجبهة – أن الخطر قادم على البلاد، فيطلق النفير العام لقتال الكفار الذين جاءوا لغزو بلادنا، وهو واجب على كل مسلم حر عاقل سليم قادر.. وليس فى الإسلام بالطبع أن يعلن هؤلاء المجانين النفير على مصر وشعبها، لإفساد فرحتهم وهم يحتفلون بقناة السويس الجديدة، وهم يرفعون أيديهم بالدعاء أن يحقن الله دماءهم، ويعم الاستقرار والأمن والسلام.
لا يكفى أن يتبرأ الأزهر من هذه الجماعة التخريبية، ولا أن يطالب المصريين بعدم الانسياق وراء هذه الدعاوى الهدامة، فهذا كلام كمن يفسر الماء بعد الجهد بالماء، والناس لن ينساقوا وراء الجبهة الإرهابية، سواء ناشدهم الأزهر أو لم يناشدهم، وما ننتظره منه هو أن ينظف ثيابه، ويطهر محرابه من علماء تقطر من أفواههم الدماء .. فهذه الجبهة الإرهابية كانت منذ نشأتها مسمارا فى ظهر الوطن، ووقف رئيسها على منصة رابعة فى عام الفوضى، محرضا ومهيجا وداعيا لقتال الكفار والرويبضة الذين هم نحن المصريون، وظلوا خلايا نائمة تتكاثر وتنمو تحت جلد الأزهر، ثم خرجوا من قبورهم فى هذه الظروف الحرجة، للدعوة إلى النفير العام مستخدمين خطاب عاطفى مجرم، ويكتفى الأزهر الشريف ببيان لإبراء الذمة وليس مواجهة الخطر.
عدد الردود 0
بواسطة:
سليمان صلاح
سأ ُعقب بحديث واحد فقط .. ولن يفوتنى التنويه !!