أكرم القصاص

نور الشريف.. موهبة وإخلاص فى زمن الأدب والفن

الخميس، 13 أغسطس 2015 06:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طبعا.. نور الشريف كان فنانا موهوبا ومخلصا، قدم كل الأدوار الفنية ببراعة، وفى كل المراحل العمرية شابا وكهلا وما بعدها، وحتى فى سنواته الأخيرة نجح فى تقديم المرحلة الوسطى فى دراما متنوعة ناجحة من دون أن يتمسك بالأدوار الشبابية التى لم تكن تناسبه.

ما يقرب من 200 فيلم قدمها نور الشريف على أكثر من 40 عاما، منها ثلاثون فيلما توضع فى أهم الأفلام بالسينما المصرية والعربية وربما أكثر. أعمال إما تقوم على روايات عظيمة كالثلاثية وروايات نجيب محفوظ، أو أنها أعمال تلاقى فيها نور الشريف مع مخرجين كبار، وعلى رأسهم بالطبع عاطف الطيب سواق الأتوبيس وليلة ساخنة وغيرهما كثير. وهو الذى أعاد اكتشاف نور الشريف فى مرحلة ما.
لم تخل أغلبية أعمال نور الشريف من لطشات فنية حتى الأعمال التى اتسمت بالتسرع وقدمها فى فترات أزمة. كان مغامرا فى الشكل والمضمون، لم يتوقف عن تجديد نفسه وإضافة خبرات إلى أعماله، والأهم أنه كان فنانا مثقفا، من دون ادعاء أو ثرثرة أو تقعير. كان ببساطة فنانا.

ونور الشريف من جيل بدا محظوظا، لأنه ظهر فى فترة كانت السينما فيها مزدهرة، وصناعة مهمة تدعمها الدولة، ومنتجون تعاملوا مع السينما والدراما كصناعة مهمة، ثم أن نور عاصر نفس المد فى الأدب رواية ومسرح، طه حسين وتوفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وللمفارقة أن نور الشريف قدم لكل هؤلاء الكتاب الكبار وغيرهم أعمالا. بدءا من ثلاثية نجيب محفوظ التى كانت فاتحة خير على نور، لأنه اختصر بدور كمال عبدالجواد فى قصر الشوق والسكرية مسافات وسنوات فنية وسجل نقاطا صعدت به إلى نجومية عاجلة حافظ عليها ورعاها.

وربما لهذا سوف يترك نور الشريف فراغا، هو وغيره من النجوم الذين رحلوا خلال السنوات الأخيرة، وسوف يترك الراحلون فى العام الأخير فراغا متنوعا، ولم يكن متوقعا أن يقدم هؤلاء أعمالا، لكن لكونهم كانوا ويبقون أيقونات لعصر من الفن والازدهار، يبدو متراجعا فى السنوات الأخيرة ومأزوما، مع وجود إنتاج ونجوم، لم يسجل أيهم حتى الآن ما سجله نجوم جيل متسع ومتنوع وكان أفضل حظا. أجيال تنوعت بين عمر الشريف وفاتن حمامة وجيلها، ثم نور الشريف وجيل ممتد طولا وعرضا.

أجيال متقاربة يجمعهم أنهم كانوا موهوبين وقدموا تنوعا فنيا، بشكل يبدو تعويضه صعبا. وربما يأتى من يضيف إلى هذا المخزون ليتجاوز الحنين إلى زمن الفن الجميل. إلى جيل نور الشريف وعمر الشريف وما قبلهما.لاص فى زمن الأدب والفن








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة